التسول مهنة سهلة ومربحة ولا تحتاج لجهد مجرد الوقوف أو الجلوس واستجداء المارة والحصيلة في النهاية مبالغ كثيرة.. هذه الظاهرة أصبحت منتشرة في شوارع وميادين الاسماعيلية وهناك مجموعات من الأطفال والصبية من الجنسين يقودهم رجال وسيدات يوزعون الأدوار بينهم عن طريق ورديات وفي نهاية اليوم يأخذ الكبار المعلوم ويوزعون الفتات علي الصغار, هذه هي الحال في مافيا التسول التي شوهت الصورة الحضارية لعروس القناة. محمد عفيفي محاسب يقول إنه يشاهد يوميا عند خروجه لعمله سيدة ومعها لا يقل عن8 أطفال تقوم بتوزيعهم في4 محاور الأول عند تقاطع شارع شبين الكوم المتجهة لموقف سيارات الاجرة العمومي الجديد والثاني من الحكر وحي السلام نهاية بالمرحلة الخامسة والشيخ زايد والثالث ميدان ابراهيم سلامة والرابع مركز استخدام البطاقات للطريق الدائري حيث يقومون بالتسول بداية من تنظيف الزجاج الأمامي للسيارات ثم طلب الحصول علي المال وكل الويل لمن لا يدفع حيث ينال وابلا من الشتائم وهناك من يضطر رغما عن انفه أن يخرج من جيبه النقود بالمعروف.. تلك ظاهرة مرفوضة تسيء للاسماعيلية من جميع الوجوه. ويضيف عبدالله حسن موظف: ميدان الفردوس الذي يقع وسط مدينة الاسماعيلية العاصمة يعد تجمعا حيويا للبعض من السيدات اللاتي يجلسن في وسط الطريق ويقمن بمد اياديهن من أجل طلب العون من المارة بادعاء المرض واحدة منهن تمسك بتقارير واشعة طبية لكي تستدر العطف نحوها وأخري تروي للمواطنين أن زوجها يعاني المرض الخبيث ولا تقدر علي تكلفة علاجه وثالثة تحكي ان شقيقها مريض بالكبد وهي تشكو من الروماتيزم وضغط الدم والسكر بخلاف العشرات من اصحاب الاعاقة الجسدية الذين يفترشون مزلقان الثلاثيني طالبين المساعدة كل هذه وسائل متنوعة للتسول ومطلوب التصدي لها بقوة وملاحقتها امنيا. وتشير أسماء الحجف ربة منزل إلي أن الامر زاد علي الحد في إشارة الثلاثيني مع شارع محمد علي فهناك فتيات وسيدات يتسولن بين قائدي السيارات الاجرة والملاكي باسلوب غير لائق وهن من المجموعات التي تأتي من المناطق الريفية بالاسماعيلية أو الشرقية علي وجه التحديد وإذا لم يكن هناك حرص من أصحاب المركبات فمن السهل ضياع هواتفهم أو متعلقاتهم الشخصية وقد تعرضت للسرقة من قبل علي ايديهم وعندما حاولت ان اتعرف علي احداهن فشلت وقدمت بلاغا في قسم أول لكن دون فائدة واطالب رجال الشرطة بتكثيف حملاتهم علي المتسولين لانهم اصبحوا بؤر فساد تتحرك علي الأرض صغارا. ويوضح مصطفي الشاذلي تاجر أن الاسواق الاسبوعية داخل نطاق المحافظة مليئة بالمتسولين الذين لا يستحقون مطلقا الاحسان وقال: شاهدت بنفسي احدهم يرتدي جلبابا ابيض ويضع شاشا علي ساقه وعندما تحرك بعد انتهاء مهمته قام بنزعه وسار علي قدميه وهو بكامل صحته وآخر يجلس علي كرسي متحرك يطلب المساعدة ويستدر عطف المواطنين, وفي نهاية اليوم تأتي اليه سيارة أجرة ويقوم بنفسه ويضع الوسيلة التي كان يجلس عليها في شنطة المركبة من الخلف ويجلس بجوار السائق عائدا لمنزله. وتؤكد عواطف سعد مدرسة ان سيدة مسنة طلبت ان تعبر بها الطريق في الشارع التجاري بحي الشيخ زايد بعد أن شاهدتها تجلس تتسول من المارة وبعد أن قامت بتوصيلها وعند العودة لمسكنها اكتشفت اختفاء النقود الموجودة بحقيبتها وحاولت البحث عنها لكنها اختفت وهذا نوع من الابتزاز والسرقة تحت مسمي التسول الذي يجب منعه وهي مسئولية أجهزة الأمن. ويتابع أحمد العدوي قائلا إن مشكلة التسول موجودة بشكل يومي لكنها تزيد في المواسم والاعياد وكان في الماضي الشخص الذي يمد يديه هو المحتاج بالفعل للعطف اما الآن فهناك عصابات تنظم هذه العملية, وتتفق مع بعضها البعض علي المناطق التي تتمركز وكثيرا ما تحدث مشاجرات دامية بينهم تستخدم فيها الأسلحة البيضاء اذا اعتدي احدهم علي مكان الاخر.. والتسول والنصب وجهان لعملة واحدة فهناك من يستعطف المواطنين ويظهر في زي لايوحي مطلقا بأنه فقير ويتحدث معك أنه فقد حافظة نقوده ويريد السفر إلي احدي محافظات وسط الدلتا وما عليك إلا أن تخرج ما في جيبك وتمنحه له وهكذا ينجح في مهمته ويجمع اموالا لاحصر لها. وقال احمد سالم محام إن القانون يجرم ظاهرة التسول لأن هناك جمعيات خيرية تنفق علي المحتاجين لكل من ينتحل صفة شخص معوق أو مريض ويحمل أوراقا ليست خاصة به وهو شخص نصاب ولابد من تحريك دعوي قضائية ضده.. مضيفا أن الانفلات الأمني زاد من هذه الظاهرة التي يجب أن تشارك منظمات المجتمع المدني في القضاء عليها ولا يقتصر الدور علي رجال الشرطة. لكن يجب أن ندرس العوامل التي دفعت هؤلاء إلي أن يسلكوا هذه المهنة وعلينا أن نبدأ من الآن في منعهم من الظهور في شوارع وميادين الاسماعيلية عن طريق حملات منظمة وأن تفتح الجمعيات الخيرية أبوابها للبعض منهم لتعليمهم حرفة بدلا من التسول.