فرحة كبيرة شعر بها الأهالي بقري أبيس شرق الإسكندرية-والتي تضم10 قري زراعية-عقب الانتهاء من مشروع شبكة الصرف الصحي بقراهم للمرة الأولي لتكون بديل حضاري للآبار التي كانوا يستخدمونها,ولكن تلك الفرحة تحولت إلي مأساة بقريتي أبيس العاشرة والتاسعة بسبب خطأ فني في الجزء الخاص من المشروع المار من القريتين في المشروع تسبب في تسرب مياه الصرف وغرق الشوارع والمنازل وكذلك الأراضي الزراعية. الأهرام المسائي انتقلت إلي القريتين اللتين شهدتا المشكلة حيث تحولت شوارعهما إلي بحيرات من مياه الصرف الصحي, والتي تعيق الحركة والتنقل وحولت معها حياة الأهالي هناك إلي جحيم محقق. كانت البداية في قرية أبيس التاسعة حيث يقول محمد عبد النبي- أحد الأهالي-... مشكلتنا بدأت عقب الانتهاء من مشروع الصرف للقري والذي نفذه أحد المقاولين لحساب جهاز مشروعات الصرف الصحي, حيث كنا نظن أنه بانتهاء هذا المشروع ستنتهي مشكالنا ولكنها بدأت للأسف وتابع:بمجرد انتهاء المشروع وبدأ العمل به فوجئنا بمياه الصرف الصحي تخرج من بلاعات الصرف الموجودة داخل القرية لتغرق الشوارع وتحاصر المنازل وتنتقل إلي الأراضي الزراعية, مضيفا تحولت حياتنا لمأساة حقيقية, وأصبحت المياه المتراكمة والراكدة مصدرا للحشرات والروائح الكريهة وأنتقال الأمراض وخاصة الصدرية منها للأهالي كما أنها تمثل خطورة علي أطفال القرية والذين يلهون داخلها غير مدركين لخطورة ذلك رغم تحذيرات الأهل لهم, ويكفي للتأكيد علي خطورة الموقف ما شهدته القرية مؤخرا من حادث غرق طفلة تحبو في المياه وتم إنقاذها في اللحظات الأخيرة. يلتقط محسن عبد الحميد- أحد الأهالي- خيط الحديث ليقول: نطالب المسئولين التدخل لإصلاح الأخطاء الموجودة في الشبكة لافتا إلي ان قريتي ابيس العاشرة والتاسعة فقط هما المتضررتين من الأمر بينما الشبكة في القري الثمانية الأخري الموجودة بالمنطقة لا يوجد بها مشكلة. وخلال تفقد الوضع بقرية أبيس العاشرة لم يكن هناك جديد حيث انتشار مياه الصرف الصحي حول المنزل وتراكمها مكونة بحيرات من المياه, كما كان مشهد وقوف محمد فرغلي, الرجل السبعيني, أحد الأهالي, أمام أرضه الزراعية ممسكا بزروعات تالفة يتفحصها وعينه تملئها الحسرة علي شقا سنوات العمر والذي ذهب سدي بعد تسرب مياه الصرف إلي الأراضي الزراعية. ويقول محمد فرغلي عن معاناته.... هذا الأرض هي نموذج لما وصل له حال الزروعات والأراضي بقريتي ابيس العاشرة والتاسعة, بدون أن يكلف مسئول نفسه لزيارتنا لتفقد الوضع علي الطبيعة وانقاذ ما يمكن انقاذه, مطالبا بمحاسبة المسئولين عن الأمر وتعويض الأهالي عن خسائرهم. وأشار إلي ان الأراضي الزراعية بقري أبيس مشهورة بأنتاج الخضروات من الكوسة والخيار والطماطم وغيرها و كلها أصبح مهدد بسبب مياه الصرف. وأضاف قائلا...تقدمنا بالعديد من الشكاوي وخاطبنا المسئولين التنفيذيين وكذلك أعضاء مجلس النواب ولكن دون جدوي. ومن جانبه قال أحمد راغب عضو مجلس إدارة نقابة الفلاحين بالإسكندرية... تلقيت شكاوي الأهالي والمزارعون هناك وقمت بجولة تفقدت خلالها الوضع علي الطبيعة حيث فوجئت بكارثة حقيقية تتمثل في ان مياه الصرف تتسرب إلي ترعة الري, والتي تروي كافة الأراضي الزراعية بالقريتين والتي يبلغ مساحتها ما يقرب من ال2000 فدان لافتا إلي أن النقابة تقدمت بعدة شكاوي إلا أنهم لا يعلمون سبب المشكلة هل هي في تصميم الشبكة أو الإنشاء أو خطأ في التنفيذ. من جانبه أشار محمد أنور عضو مجلس إدارة جمعية الزهراء الزراعية التابعة للمراقبة العامة للتعاونيات والتنمية بالإسكندرية أن المسئول عن المأساة هو مقاول تنفيذ المشروع مضيفا أنه تحدثت معه شخصيا وأكد له أنه جاري العمل علي إصلاح الأمر حيث كان هذا الحديث منذ أكثر من عام ولم يفي بوعده حتي الآن. وأضاف أن الكارثة مستمرة حيث ما تزال مياه الصرف تغرق ترع الري التي تروي الأراضي الزراعية وتصيب الزروع والتي تنزل للأسواق بعد ريها بمياه الصرف. وللرد علي شكاوي الأهالي بشأن تسرب مياه الصرف الصحي إلي ترع مياه الري, توجهت الأهرام المسائي, إلي المهندس حسين عاشور وكيل وزارة الري والموارد المائية والذي قال أن المديرية لم تتلق أية شكاوي من الأهالي بشأن المشكلة مؤكدا علي انه في حال تلقيه لأي بلاغات أو شكاوي سيتم الانتقال والمعاينة لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيال الأمر. من جانبه قال النائب هيثم الحريري عضو مجلس النواب عن دائرة محرم بك بالإسكندرية-والتي تقع في نطاقها قري أبيس-أنه تابع المشكلة منذ بدايتها وعقب تلقيه عدد من الشكاوي المكتوبة من الأهالي بشأنها. وأضاف أنه قام بمخاطبة كل من اللواء محمود نافع رئيس شركة الصرف الصحي بالإسكندرية ورئيس جهاز مشروعات الصرف الصحي والذين وعدوا بدورهم بإيجاد حلول سريعة. توجهت الأهرام المسائي إلي اللواء محمود نافع رئيس شركة الصرف الصحي بالإسكندرية لسؤاله عن المشكلة أشار إلي ان هناك لجنة من الشركة تقوم بفحص المشروع ومعاينته وبصدد أعداد تقرير فني عن الأمر للعمل علي حل الأزمة بشكل كامل ونهائي.