أزمة مياه الري والشرب لاتنتهي, بل تزداد من وقت لآخر, فهناك نقص ملحوظ في مقررات المياه الخاصة بالري تحديدا بالترع والمصارف المجهزة للري تهدد الزراعات. كما تهدد مساحات شاسعة من الأراضي المزروعة لتكون في نهاية المطاف أراضي بورا, وللأسف الشديد وهو ما لاحظناه, أن بعض المزارعين ببعض الأماكن الريفية يروون زراعاتهم بمياه الري المخلوطة بالمجاري, وهذا ما يحدث بالفعل بقري أبيس4 وأبيس5 وهي من المناطق الفقيرة بالمياه كما هي فقيرة لتبعيتها الجغرافية, فتلك القري تقع في منتصف الخريطة الجغرافية بين الإسكندرية والبحيرة, وبالتالي فكل سبل الحياة بتلك القري شبه معطلة. قام الأهرام المسائي بجولة ميدانية شاهدت فيها علي الطبيعة معاناة الأهالي والسكان والمزارعين بقريتي أبيس الرابعة وأبيس الخامسة وردود الأفعال علي الطبيعة وصمت المسئولين المميت سواء بالإسكندرية و البحيرة, فالكل يتنصل من المسئولية ويلقيها علي الطرف الآخر. ويرجع سبب الأزمة حسب رواية أكرم أبوزيد, عضو مجلس محلي المحافظة السابق, إلي انخفاض ضخ الكميات اللازمة لاحتياجات الري المطلوبة بتلك الأماكن الحيوية, هذا بالإضافة إلي إهمال إجراء الصيانة لمحطات رفع وضخ المياه من الترعة الرئيسية إلي المصارف وترع الري الفرعية التي يستخدمها أهالي القريتين, وهذا الأمر قد يصل في النهاية إلي تبوير آلاف الأفدنة من تلك الأراضي التي أصابها الإهمال وندرة مياه الري ونعود إلي أصل الموضوع ومعاناة القريتين منذ بداية الفكرة للوصول إلي القرية, حيث كانت المفاجأة الغريبة أنه للوصول إلي القريتين لابد من التنقل بين ثلاثة أنواع من المواصلات الأولي الميكروباص العادي من محطة مصر إلي أول الطريق العمار بمدخل القرية ثم سيارة نصف نقل وانت وحظك تركب جنب السائق أو تتعلق فوق صندوق السيارة وعندما يصعب السير بالسيارة علي المدقات يظهر دور التوك توك وبعد رحلة العذاب والشقاء التي استمرت حوالي ساعتين من الزمن تصل إلي القرية المعذبة في خدماتها التقينا بعض أهالي القرية: يقول رمضان السيد من سكان القرية ويعمل بشركة العامرية للغزل: تعاني القرية مشاكل بالري نظرا لانقطاع المياه لفترات طويلة, وبرغم ادخال نظام جديد للري بالقرية يسمي الري المطور ومياه الأرض الزراعية منقطعة تماما وتستمر لمدة تصل إلي شهر, أما مياه الشرب بالقرية فهي مياه مخلوطة بالصرف الصحي, والأهم من ذلك أنه مع انقطاع التيار الكهربائي بالقرية تنقطع أيضا المياه, فالقرية بها مشكلات لا يتحملها بشر والدليل علي خلط مياه الشرب بالمجاري ما نراه علي الطبيعة في المصارف التي يتم ري الأراضي الزراعية منها, وهي نفسها مصادر مياه الشرب بالقرية, ونحن الأهالي نحسها ونشعر بها وبرائحتها الكريهة وقت الاستعمال للضرورة. ويوضح رمضان أن ري الأراضي بمياه الصرف الصحي المخلوطة تتسبب في كارثة لأصحاب الأراضي, حيث يروي ما يقارب من50 إلي70% منهم بمياه المصارف المخلوطة, مما يؤثر علي المنتجات الزراعية بالأرض, ناهيك عن مياه الصرف التي تصب بالمصارف من مصانع تصنيع الجبنة التي تستخدم مواد كيماوية ويتم الصرف أيضا بطرق غير مشروعة علي مصارف القرية وهذا يؤدي إلي شلل الزراعات ويوجد بقري أبيس نحو6 معامل لتصنيع الجبنة البيضاء تصرف جميعها علي المصارف دون معالجة ودون تدخل أو رقابة من المسئولين. أما نائب الشوري السابق أحمد شعبان فيقول: المشكلة أن هذه القري متشابكة ومن القري الحائرة بين الإسكندرية والبحيرة, فهناك مناطق لايدري السكان إلي أي جهة إدارية يتبعون فهم في منتصف الطريق بين المحافظتين ومشكلات الكهرباء والمياه الملوثة كثيرة والناموس والحشرات والقوراض والثعابين تنتشر بكثرة بالقرية, هذا بالإضافة إلي الأمراض الكثيرةالتي تصيب الأطفال والكبار علي حد سواء, كما لا توجد وسائل تعليم, والأخطر لا توجد سيارات إسعاف أو سيارات إطفاء بالقرية, فلو حدثت حالة مرضية تستدعي النقل السريع للمستشفي نعاني الأمرين في نقل الحالة لخارج القرية.أما سليمان محمد مكاوي من أهالي القرية يقول: إن الأهالي من سكان القرية يعانون من عزلة كبيرة, حيث لا يأتي إليهم ذويهم للزيارة لفترات طويلة, نظرا لصعوبة المواصلات. ومن جهته, اعترف المهندس أحمد الحديدي, وكيل وزارة الزراعة, بوجود مشكلة مياه, خاصة في نهايات الترع مطالبا وزارة الري بضرورة تطهير الترع والمصارف.