بظني سيكون من اللائق.. أن أحكي عن حمي الرشاقة التي طغت مؤخرا.. بعد الحديث السابق عن الرياضة.. وأقول حمي لاكتساح أخبارها مجالس النساء فقد بدت لي كالحمي المعدية تتنقل بين المجالس ولا أدري لماذا؟.. لكأنها فكرة جديدة طرأت أو اكتشاف حديث إنما ورغم هذا.. أنا أتصور ان السمنة ليست دوما سيئة أقول هذا بعد إطلاعي علي دراسة نشرت في مجلة جاما سيرجري الأمريكية تخبر عن إقدام50% ممن سحقوا الدهون أولئك علي الانتحار أو المحاولة معولين أسباب عزوفهم عن الحياة لاضطرابات نفسية رافقت بدانتهم السالفة مما يعني ذهبت السمنة وبقيت الحسرة. وسعيا للصالح العام توجهت بدراستي لمقهي الجياع الملحق بالنادي لإقناعهن بالعدول عن فكرة الحرق هذه.. خصوصا اللواتي اتخذن وضع الإقامة شبه الدائمة مختصرة ما جاء في الدراسة بعبارة واحدة قلتها وبالفم المليان يا تخسر وزنك وأنت رايق يا تاخذها من قاصرها وتموت تخين.. لأن حرق الدهون قد يرافقه حرق للأعصاب مما يحيلك سيدتي لرشيقة ربما.. ولكن مضطربة.. قلتها والتويت انتظر وقعها عليهن.. من يدري ربما يضرب معي الحظ.. ويتسربن تدريجيا فتفرغ القاعة وأرتاح من شكاواهن اللامنقطعة.. وبالمرة أستعيد مكانتي السابقة.. عند جيسيكا مدربة الرشاقة.. بالطبع لم يفت علي أن أتخذ مقعدا بجوار أكثر من رأيتها منكبة علي كرشها بحزن.. زاعمة أن كل شيء بها قد يطاله الترويع إلا هو وتخشي التفريط بزوجها فيما لو تمادي هذا الكرش ولسعت فراش الزوجية. الغريب أنهن جميعا بمعاناة شبيهة.. فلم أر واحدة إلا ووراءها رجل رزل يعيرها بحجمها.. حتي تكاد قلوبهن أن تنفطر.. سحقا؟.. أولم ينظروا لمناظر من يزعمون أنهم شركاء.. إن أغلب أولئك الأزواج.. من ذوي المناظر المؤذية للسمع قبل البصر تراه فتحزن حيث لا ذقن يستساغ به ولا قوام جميل.. حتي اقتل نفسي لإثارة إعجابه.. بل إن بعضهم ممن يحق عليه قول خائن بالفطرة.. ولن تملأ لعشقه جيوب.. هذا غير آرائه الفقهية العقيمة.. بما يتوجب أن تكون عليه صورة الأنثي وينسي أنه كالديناصور إن لم يكن شكلا فمضمونا.. لم أر بينهن من حرصت علي رحيل دهونها لأجل أن تكون هي.. كلما سألت إحداهن عن أسباب إقبالها أو إحجامها قالت لي هو.. يا صديقاتي الورديات.. ما يفارق ولا يرحل ولا يروح في داهية.. يعني خلونا نعتبره أخونا.. صديقنا.. بتاع الخضار.. أي حاجة بس بلاش التقاتل علي مقعد الليدي الأنيقة.. لأجل حضرته.. أتعدينه رجلا ذاك الذي ترغمه علي الرحيل شوية دهون؟.. كما وأظن ألا ضرورة تدعوك للانتقاص من قيمتك الأنثوية وإزعاجنا بحشر قوامك في بنطلون ضيق نشهق بعده حائرين.. لا ندري أيكما.. خلق قبل الآخر.. فمن معلوماتي القديمة.. أن البدانة ليست سيئة.. ما لم تداهمها منغصات كالجينز ونحوه حاولت أن انشر ثقافتي هذه بينهن.. ولكن أعترف بالفشل.. فعدت للبيت وبصدري قناعة اللي عنده كرش محيره.. يجيب حبيب يطيره.