لو نظرت الى الشارع المصرى لوجدت أن الحركة بطيئة وثقيلة ،وإذا دققنا النظر نجد أن السمنة هى السمة الغالبة على المجتمع المصرى بدءآ من الطفل الى المرأة والرجل،فأصبحت الأجسام متراهلة وغير متناسقة والخطورة ليست مقصورة على تشوهات الشكل فقط،بل تمتد لتشمل آثار نفسية للشخص البدين الى جانب الأمراض الناتجة عنها ،ولا شك أن النظام الغذائى ونمط الحياة بصفة عامة مع قلة الحركة بصفة خاصة أدى الى ظهور السمنة كمشكلة صحية حيث بلغت نسبة البدانة فى مصر 35% ،وهى شبة مرتفعة مقارنة بدول أخرى ولكى تتمتع بالرشاقة والصحة يجب أن تعرف ماذا تأكل ولماذا تأكل ؟ فالطعام وسيلة وليست غاية وعلينا أنت نستفيد بالطعام ونأخذ منه القدر الكافى للتمتع بالحياة ،فكثرة الطعام أو قلته سلاح ذو حدين ،فلها أضرار كثيرة والإعتدال فيه يجعلنا نتمتع بالصحة والمظهر الرشيق الهدف: إنقاص الوزن لتحسين الدورة الدموية السمنة: تعنى الزيادة المفرطة لوزن الجسم 25% عن الوزن المثالى نتيجة لتراكم الدهون وكلما زاد وزن الشخص كلما قلت حركته مما يساعد على زيادة وزنه بشكل متزايد ،فالجسم البشرى مثل أى جهاز يحتاج الى الوقود ،والوقود الذى يستخدمه الجسم يدخل فى صورة غذاء ، والمعروف أن الإنسان متوسط الحجم يحتاج حوالى 2500 سعر حرارى فى اليوم ، ومتوسط إستهلاكه للطاقة 2400 سعر حرارى ،والفرق هو سبب زيادة الوزن . مخاطر السمنة: السمنة لا تؤثر فقط على الشكل والحركة والأداء ،وإنما لها خطورة حيث تؤدى الى إرتفاع الدهنيات فى الدم ،وبالطبع هذا يؤدى الى إحتمال أكبر لحدوث تصلب الشرايين وإرتفاع ضغط الدم وحدوث الجلطات القلبية ،كما أن السمنة تؤدى الى إحتما ل أكبر لحدوث مرض السكر وأمراض الكبد والمرارة والكلى والنقرص ،كما تمثل السمنة عبئآ على العظام والمفاصل وتعتبر السبب الرئيسى لخشونة الركبتين . أماكن ترسيب الدهون تحت الجلد خاصة فى البطن (الكرش) والأرداف ومنطقة الصدر وحول الكليتين والأمعاء والقلب والأنسجة المحيطة بالأحشاء والعضلات من المسئول عن إصابتى بالسمنة ؟ السمنة لا تظهر فجأة وإنما بالتدريج على مدى سنوات ،وهى نتيجة لعوامل كثيرة متداخلة والغالبية العظمى من أفراد الشعب المصرى يعانى من البدانة الناتجة عن نقص الوعى الغذائى وسوء إختيار أنواع الطعام وإسلوب الطهى فالمصرى معروف أنه شخص أكول يأكل أكثر مما يحتاج وفى نفس الوقت يتحرك أقل مما هو مطلوب ،ولذلك تعتبر السمنة من المظاهر المميزة لشعبنا . العوامل المؤدية للسمنة ؟ 1/ أول وأهم سبب للسمنة هو زيادة كمية الطعام وقد تكون هذة الزيادة مجرد عادة سيئة تعودنا ونحن صغار وأصبح من الصعب التخلص منها فأصابتنا بالبدانة ،أو قد تكون نتيجة قلق أو إضطراب نفسى والإفراط فى تناول الدهون والسكريات والوجبات السريعة والمياه الغازية كل ذلك يزيد من السعرات الحرارية ويسهم فى زيادة الوزن . 2/ الوراثة :إحتمال الإصابة بالسمنة يورث الى حد كبير حيث تكون الشراهة فى الطعام مكتسبة من معايشة ظروف الأسرة وطريقة الأكل وأصناف الطعام لأنهم يعيشون تحت نفس الظروف والعادات الغذائية وقد تبدأ مشكلة السمنة منذ الطفولة المبكرة حيث يعيش الطفل فى ظروف تؤدى الى زيادة وزنه ،وعندما يكبر ويحاول التخلص من وزنه سيجد صعوبة فى تحقيق ذلك. 3/ قلة الحركة والنشاط البدنى ممارسة الرياضة والعمل الشاق بصفة منتظمة تحافظ على الجسم حيث تزيد من حرق الدهون الزائدة وتفيد فى تقليل الكوليسترول فى الدم وبالعكس تظهر البدانة واضحة فى طبقة الموظفين وربات البيوت اللذين يخلو عملهم من أى مجهود عضلى . 4/الحالة النفسية: الإضرابات النفسية مثل الحزن أو الفرح قد تسبب صرف الشخص عن الطعام أو إصرافه فيه حيث ينطبق المثل القائل أن الإنسان يدفن أحزانه وأفراحة فى أطباق الطعام ويلاحظ أن كثيرون يميلون للبدانة بعد الزواج وقد يرجع هذا للإستقرار النفسى . 5/إضطرابات الهرمونات والسمنة هنا لا تعالج بالريجيم وإنما بتصحيح الإضطرابات وعلاج الغدد ومثل هذه الحالات سوف نضف فى المائة من حالات البدانة وكثيرآ ما تصاحبها أعراض مرضية . كيف تصل للوزن المثالى : الوزن المثالى هوالوزن الذى يجب أن يكون عليه الفرد ويكون متناسبآ مع الطول ويمكن التعرف عليه من خلال : الوزن المثالى = الطول -100 أو حاصل قسمة الوزن (بالكيلو جرام) على مربع الطول بالمتر(م2 )وأن زيادة هذا المعدل عن 30 درجة تعنى إصابة الشخص بالسمنة. ويعتبرالشخص بدينى إذا كان محيط الوسط أكبر من محيط الصدر هناك نوعان من الناس يبحثون عن طرق لإنقاص وزنهم : النوع الأول : الباحثون عن الرشاقة وإنقاص الوزن ومسايرة العصر وإرتداء الملابس على أحدث خطوط الموضة وإكتساب الناحية الجمالية فى الشكل وغالبيتهم من النساء النوع الثانى: المصابون ببعض الأمراض الناتجة عن السمنة والذين يعتمد علاجهم من هذة الأمراض بنسبة 90% على إنقاص وزنهم . هناك 3 اساليب لإنقاص الوزن الأسلوب الأول:يعتمد على الأدوية والعقاقير والجراحة فى حالات السمنة بإستئصال الدهون ، وضع بالون المعدة أو إستئصال جزء كبير من الأمعاء الدقيقة لتقليل نسبة الإمتصاص ونجحت بعض هذة الجراحات إلا أنها مصحوبة بمضاعفات ولها أثار جانبية . الأسلوب الثانى (الريجيم ) ويعتمد هذا الأسلوب على تقليل كمية السعرات الحرارية وذلك بإتباع نظام غذائى أو تناول نوع واحد من الطعام زهناك برامج كثيرة ومتنوعة للريجيم . إلا أن الأبحاث العلمية أكدت فى دراسة تتبعيه لمدة خمس سنوات على المترددين على عيادات السمنة بأمريكا أن أوزانهم زادت عن ذى قبل . وأن الحل الأمثل لإنقاص الوزن ممارسة الرياضة الغذاء الحيوى المتوازن وداعآ للريجيم كما أكدت الأبحاث والدراسات الطبية المتطورة أن الريجيم بأنواعه المتعددة من شأنه التأثير على صحةالمرأة وحيويتها وبالتالى على حالتها النفسية والعصبية تحذير دأبت فى الآونة الأخيرة إعلانات فى الصحف والمجلات بنشر جداول للريجيم والتخسيس ليس لها أى أساس علمى ،كما إنتشرت أيضآ بعض المراكز الطبية الغير مرخصة وإعلانتها المثيرة والتى تدعو لإنقاص وزن جسمك 10 كج فى أقل من شهر ،ولهذا نحذر من إتباع مثل هذة الأمور بدون إشراف طبى حيث تسبب مشاكل صحية خطيرة على صحة الإنسان . الأسلوب الثالث : ممارسة الرياضة يعد الأسلوب الأمثل للقضاء على السمنة الزائدة التى أصبحت تهدد حياة الفرد والمجتمع ،حيث تسهم ممارسة الرياضة فى المحافظة على الوزن والتخلص من الشحوم الزائدة وتساعد فى تخليص الجسم من سموم الهواء والماء والغذاء ،ومن المواد الضارة التى تتكون فى الجسم ،وتعد ممارسة الرياضة من الوسائل الهامة التى تسهم فى تنمية القدرات العقلية ،وتزيد من كفاءة الجهاز المناعى . كما لا يمكن إغفال التأثير المباشر للتربية البدنية والرياضة على تشكيل وتكوين الجسم وتقوية اعضاءة وأجهزته الحيوية المكتسبة وإكتساب القدرات والمهارات الحركية المتعددة التى تعتبر مطلبآ لا غنى عنه لإنسان القرن الحادى والعشرين.