نشأ محمود وسط أسرة ريفية وعاش حياته منذ الصغر كغيره من بقية الأطفال يحافظ علي عادات وتقاليد والديه و عندما اشتد عوده خرج للحياة العملية مبكرا يعمل خفيرا بعد أن حصل علي المؤهل الفني المتوسط يحرس الفيلات والعقارات يكسب قوت يومه بالحلال. وفي غضون أشهر قليلة اشتهر التاجر في محافظات القناة والشرقية والقاهرة الكبري ونظرا لخطورته الشديدة وضعته مصلحة الأمن العام علي قائمة المطلوب سرعة استهدافهم وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية بعد مجهودات مضنية من القبض عليه متلبسا وبحوزته كميات من الحبوب ومبلغ مالي كبير وتحرر المحضر اللازم له وتولت النيابة العامة التحقيق. وكان اللواء علي العزازي مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء محمود خليل مدير إدارة البحث الجنائي لفحص المعلومات الواردة لهما بشأن وجود بؤر ثابتة ومتحركة, يزاول من خلالها تجار الكيف نشاطهم في استقبال عملائهم لمنحهم المخدرات بمختلف أصنافها الهيروين والأفيون والحشيش والبانجو والبرشام تمهيدا لترويجها في الأسواق قبل أعياد الربيع وضرورة تعقب هؤلاء ورصد تحركاتهم والقبض عليهم وتقديمهم لمحاكمات عاجلة. تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد أحمد الشافعي رئيس مباحث الإسماعيلية والرائد أحمد عبد الله رئيس مباحث فايد ومعاونيه النقباء هيثم الباشا ومحمد عبد السلام ومحمود رءوف وأحمد خالد ودلت تحرياتهم أن المدعو محمود المعروف باسم الباشا23 سنة خفير خصوصي يسكن في قرية فنارة له سابقة ضرب اتجه مؤخرا تحت ستار مهنته لترويج الحبوب المخدرة. وأشارت التحريات إلي أن أحوال المتهم تبدلت من فقر مدقع لرغد في معيشته ينفق ببذخ لا يتفق مع وضع أسرته التي مازال في كنفها ويخفي بضاعته في حجرته الخاصة تمهيدا لطرحها عند اللزوم لزبائنه الذين يتوافدون عليه في الصباح والليل. وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهم وأعد ضباط المباحث أكمنة ثابتة ومتحركة بدعم ومساندة من رجال الشرطة السريين في محيط مسكنه وعندما حانت ساعة الصفر توجهوا إليه وداهموا منزله وبتفتيشه عثروا علي كميات كبيرة من برشام الترامادول المخدر وتم اصطحابه لغرفة التحقيقات وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترف تفصيليا بالإتجار في الحبوب المخدرة بقصد التربح من ورائه وبإحالته إلي حسن السماحي رئيس نيابة فايد أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق.