لم ينل سيد الشهير بلقب سوكة حظه من التعليم مثل غيره في بداية حياته نظرا لظروفه الاجتماعية الصعبة وخرج مثل غيره في حالته يبحث عن مهنة يجيدها ويكسب منها قوت يومه وظل يتنقل من حرفة لأخري حتي استقر به الأمر للعمل صبي في مقهي يقدم الطلبات للزبائن ويحصل علي البقشيش بخلاف راتبه الشهري ومرت الأعوام هادئة دون أن تواجهه أي مشاكل حتي تعرف علي مجوعة من أصدقاء السوء أغروه بتعاطي المواد المخدرة بمختلف أصنافها ليسقط في بحر الإدمان ومنذ ذلك الوقت تبدلت أحواله وبات شارد الذهن لا يقوي علي ممارسة مهنته التي أصبح فيها أسطي وتراكمت الديون عليه ولم يجد حلا سوي دخول عالم الإجرام من أوسع أبوابه لكي يدبر المال للصرف علي نزواته الشخصية واتجه للاتجار في المواد المخدرة التي اعتبرها الوسيلة الأسهل والأسرع لزيادة ربحه المادي وتحقق له ما أراد في فترة وجيزة انتفخت جيوبه بالمال الحرام بعد أن تخصص في ترويج الحبوب المخدرة المهربة للبلاد عن طريق الموانئ البحرية والمنافذ البرية من دولتي الصين والهند فضلا عن البرشام الذي يتم جمعه من الصيدليات والمحظور تداوله واتسع نشاطه الآثم في العديد من المناطق الحيوية ووقفت الأجهزة الأمنية له بالمرصاد ودخل وخرج من السجن مرات عديدة ورفض النصائح المسداه إليه بالكف عن ترويج الحبوب المخدرة والعودة لحرفته الأصلية إلا أنه تمسك ببيع البرشام لاسيما أن عملاءه الذين يتوافدون عليه من الشباب يفضلون شراء هذا الصنف من المخدرات وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية بعد مجهودات مضنية من البحث والتحري والمراقبة الدقيقة لتحركاته من الإمساك به متلبسا وبحوزته كميات من البرشام معدة للبيع وتحرر المحضر اللازم له وتولت النيابة التحقيق. وكان اللواء علي العزازي مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء محمود خليل مدير إدارة البحث الجنائي لبحث ومناقشة المعلومات الواردة لهما بشأن وجود بؤر ثابتة ومتحركة لبيع الهيروين والحشيش والأفيون والبانجو والحبوب المخدرة يتردد عليها المدمنون. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد أحمد الشافعي رئيس مباحث الإسماعيلية ضم المقدم محمد سليمان مفتش المباحث الجنائية والرائد أحمد الشناوي رئيس مباحث أول ومعاونيه النقيبين أمير الألفي ورامي البيلي ودلت تحرياتهم أن المدعو سيد الشهير بلقب سوكة53 سنة قهوجي سبق اتهامه في عدة قضايا متنوعة يزاول نشاط الاتجار في الحبوب المخدرة في منطقة المحطة الجديدة وبالتحديد شارع داود حمدان يوجد بداخله من الصباح وحتي المساء لكي يستقبل زبائنه ويبيع لهم أصناف البرشام المختلفة حسب الطلب والكمية وأضافت التحريات أن المتهم يتمتع بالذكاء الشديد ويتبع العديد من الحيل للتمويه والهروب وقت اللزوم إذا استشعر أي تحركات غير طبيعية من حوله قد تعود عليه بالخطر ويلقي بضاعته أرضا ليتخلص منها. وأشارت التحريات إلي أن سوكة يتواصل مع زبائنه باستخدام الهاتف المحمول ويشترط عليهم التعامل معه بكلمة سر متفق عليها من قبل حتي يمنحهم الحبوب المخدرة بالكميات التي يرغبونها وقد شهدت الفترة الأخيرة نشاط ملحوظ له في ترويج بضاعته المسممة المدمرة لصحة الشباب الدافعة لتوريطهم لتعاطي الهيروين وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهم وأعد ضباط المباحث أكمنة ثابتة ومتحركة بدعم من رجال الشرطة السريين وعندما حانت ساعة الصفر اتجهوا إليه وألقوا القبض عليه متلبسا وبحوزته كميات من البرشام ومبلغ مالي وتم اصطحابه وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترف تفصيليا بالاتجار في المخدرات بقصد التربح منها وبإحالته إلي إبراهيم صديق مدير نيابة أول أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد له في الميعاد.