حالة من القلق والترقب تنتاب إيران خوفا من الآثار المحتملة لانتخابات الرئاسة الأمريكية علي مستقبل الاتفاق النووي الذي وقعته مع الغرب, والذي رفعت بموجبه أصعب عقوبات دولية فرضت علي الجمهورية الإسلامية طوال تاريخها في مقابل تقييد إيران لبرنامجها النووي. ويخشي المسئولون الإيرانيون من صعود رئيس جمهوري الي السلطة في الولاياتالمتحدةالأمريكية حيث تعهد مرشحا الرئاسة الجمهوريان ماركو روبيو وتيد كروز بإلغاء الاتفاق النووي مع إيران, وقال كروز إنه سيمزقه الي أشلاء في أول يوم من توليه الرئاسة. وعندما وافقت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما يناير الماضي علي الإفراج عن أربعة أمريكيين محتجزين في إيران مقابل الإفراج عن7 إيرانيين محتجزين في الولاياتالمتحدة ندد دونالد ترامب المرشح الجمهوري الأوفر حظا بالصفقة ووصفها بالسيئة. ونقلت صحيفة( الجارديان) البريطانية عن محمد ماراندي أستاذ الدراسات الدولية بجامعة طهران قوله: ان الحكومة الإيرانية مازالت ملتزمة بتنفيذ الاتفاق النووي الذي وقعته مع الغرب في يوليو الماضي, مضيفا أن المجلس الأعلي للأمن القومي أيده كما من المقرر أن يدعمه البرلمان الإيراني الجديد بقوة. كما نقلت عن حميد دهقاني مدير قسم الشرق الأوسط بوزارة الخارجية الإيرانية قوله إن الانتخابات الأمريكية لها تأثير كبير علي الاتفاق النووي, لكنه أشار الي ان إعادة فرض العقوبات علي إيران لا يمكن أن يتم من جانب الولاياتالمتحدة بمفردها بل يجب أن تحصل علي دعم أوروبا وروسيا والصين, مشيرا الي أن واشنطن لا تملك القدرة علي الوقوف ضد العالم كله. المعارضون للاتفاق النووي داخل إيران أدوا أداء سيئا في الانتخابات البرلمانية ومجلس الخبراء في26 فبراير الماضي إلا أنهم مازالوا يعتقدون أن الاتفاق كان عبارة عن خدعة توقفت من خلالها الأنشطة النووية الإيرانية إلا أن العقوبات مازالت مستمرة وذلك في إشارة الي استمرار العقوبات الأحادية الجانب التي فرضتها أمريكا علي إيران بسبب انتهاكات حقوق الإنسان واختبار الصواريخ الباليستية. وأشارت( الجارديان) الي تصريحات محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني والتي قال فيها ان المرشحين للرئاسة الأمريكية يقولون أشياء في حملاتهم الانتخابية لكنهم سيفعلون أشياء أخري عندما يصلون لمنصب الرئيس, قائلا: أنا متأكد من أن الرئيس المقبل للولايات المتحدة لن يكون قادرا علي تمزيق الاتفاق النووي, مشيرا الي أنه اتفاق جيد للجميع ويحقق مصلحة الجميع. وذكرت( الجارديان) ان الاتفاق النووي يعني التعاون الإيراني مع الولاياتالمتحدة في العديد من القضايا الإقليمية التي تتورط فيها إيران بقوة وأبرزها الأزمة السورية حيث إن طهران لديها نحو2000 من الحرس الثوري المتمركزين في سوريا, كما تمول الآلاف من مقاتلي حزب الله اللبناني والميليشيات الشيعية من العراق وأفغانستان مما يجعل تفاهم واشنطن مع إيران بشأن سوريا والقضايا الإقليمية الأخري مثل العراق أمرا لا بديل عنه.