فشلت الجماعات الإرهابية وأعداء الوطن في تعكير جو احتفالات المصريين بعيد الشرطة وبذكري ثورة يناير, وكما صرح الرئيس السيسي فإن الديمقراطية لا تنضج بين ليلة وضحاها لكنها عملية تراكمية مستمرة. وثورة25 يناير هي ثورة ضد الفساد والدكتاتورية وحكم الفرد, ولولا وقوف جيشنا العظيم وراءها ودعمه إياها لتعثرت وسقطت ودخلنا نفق الحرب الأهلية الذي دخلته دول عربية أخري. وجاءت ثورة30 يونيو لتصحيح مسارها بعد أن ركبها إرهابيو الجماعات المتأسلمة, وقد كانت مطالب ثورة25 يناير بسيطة في توصيفها عميقة في معناها; الحرية والمساواة والديمقراطية, وكانت بداية خروج الشعب عن المألوف وعن روتين حياته اليومي الذي اعتاده, ولكنها كانت ثورة بدون زعيم أو قائد, وما جعلها مطمعا لجماعة الإخوان, فتآمروا عليها وسرقوها وحاولوا تأميمها في مكتب الإرشاد, وكانت الفوضي والمظاهرات اليومية وحصار المنشآت السيادية كالمحكمة الدستورية ومدينة الإنتاج الإعلامي وإحراق أقسام الشرطة والمؤسسات الحكومية وقتل الأبرياء علي يد مجموعة لا تعرف إلا القتل والدمار. وقام الشعب العظيم بمساندة الجيش وفي حماية الشرطة الوطنية بتصحيح مسار25 يناير, فاستعاد الشعب حريته وكرامته, ووضع خريطة مستقبل لبناء دولته انتهي استحقاقها القالق والأخير بانتخاب برلمان وطني يعبر عن إرادة جموع الشعب ويتكلم باسمه ويقر نيابة عنه تشريعات تحمي مكتسباته وتصنع مستقبله, وللحقيقة فبعد انتخاب الرئيس السيسي تغير الوضع من دولة أفراد وجماعات إلي دولة كل المصريين, وقامت الدولة بتنفيذ مشروعات ضخمة تنموية وإنتاجية ومشروعات صغيرة ومتوسطة تراعي احتياجات الشباب وتوفر فرص عمل للقضاء علي البطالة وتؤهل الشباب لتولي المسئولية مستقبلا. وقد جاء الاحتفال بثورة يناير دعوة للعمل والإنتاج والتنمية, وقد أحسنت الداخلية ونجحت بالضربات الاستباقية وبالتعاون مع قوات الجيش في إجهاض مخططات الجماعة الإرهابية والمحرضين علي العنف والفوضي. وعادت الحركة إلي ميدان التحرير وإلي كل ميادين مصر في كل المحافظات, ورفرفت أعلام مصر في أيدي المواطنين المحتفلين, ومرت الاحتفالات بدون وقوع أي أحداث تذكر, بل وقام المواطنون بتقديم الورد والشيكولاتة لرجال الشرطة, وعلت الوجوه ابتسامة وتهللت فرجة بهذه المناسبة الوطنية, وكان للطقس دور في عدم حضور كثير من المواطنين ولكن كثيرين أيضا نزلوا إلي الشوارع ليلتقوا بحماة الوطن وهم مطمئنون علي أرواحهم وأولادهم. وكذلك أحسنت الداخلية بأن لم تعط أي تصاريح لمظاهرات لكي لا تستغلها الأيادي الخفية وتحرق وتدمر باسم الثورة, والثورة بعيدة كل البعد عن إشعال الفتن والتخريب, فالثورات الوطنية المحترمة الشريفة تبني ولا تخرب, ولكن للأسف الشديد دولنا العربية ابتليت بمجموعات إرهابية لا يهمها إلا القتل والحرق وتهجير الشعوب لتصبح الأرض العربية خالية من جيوشها وشعبها وموطنا للإرهاب ليديرها لحسابه الخاص ولحساب عشيرته ومنتمين إلي فكره الظلامي المنبوذ. وفي كلمة الرئيس بمناسبة ذكري ثورة يناير قال إن بلادنا تحولت من وطن للجماعة إلي وطن للجميع, ومن حكم يعادي الشعب وجميع قطاعات الدولة إلي حكم يحترم خيارات الشعب ويسعي جاهدا لتحقيق آماله ويضمن مناخا إيجابيا لعمل قطاعات ومؤسسات الدولة لتدشن وتنفذ مشروعات تنموية وإنتاجية وتعمل علي تطوير العديد من المرافق الخدمية والتصدي بفاعلية للعديد من المشكلات وفي مقدمتها توفير الطاقة والكهرباء والتفاني في مكافحة الإرهاب وإقرار الأمن والنظام. وخص الرئيس في كلمته شباب مصر حيث وجه لهم الحديث قائلا إذا كان الشعب المصري هو سلاح الوطن لمواجهة التحديات فأنتم ذخيرته ووقود عمله وكل ما تحرص الدولة علي إحرازه فإنما هو لكم ولأبنائكم في المستقبل فأنتم ركيزة أساسية من ركائز المجتمع المصري وعامل رئيسي من عوامل تقدمه ونهوضه. وتحيا مصر.