اعتقد الأهالي في بداية الأمر أن الزبائن التي تتردد علي العجوز بين الحين والأخر مستقلة جميع وسائل المواصلات الخاصة والعامة هدفهم شراء المنتجات المعروضة في متجره لكنهم أصيبوا بالصدمة عندما علموا أنه يتاجر في المواد المخدرة وأن عملاءه من الشباب المدمن وتجار الكيف الذين يتعاملوا معه للحصول علي احتياجاتهم من الأصناف المختلفة للمخدرات التي يسلمها لهم بأسعار أقل من مثيلاتها في الأسواق وفي السنوات الأربع الأخيرة ازدهرت تجارته بشكل ملحوظ وأصبح المال يجري بين يديه يستقطع جزءا منه لادخاره في البنوك والأخر يوجهه لإقامة مشروعات ذات عائد اقتصادي ثابت تساعده علي زيادة مصادر الدخل المادي لديه واستمر علي حاله المزري ولم بفكر للحظة واحدة إعلان توبته اعتقادا منه أن لا أحد يستطيع الوصول إليه لخلو سجله الجنائي من القضايا وحصره الشديد في التعامل مع زبائنه باستخدام الهواتف المحمولة التي تعد وسيلة اتصاله لعقد الصفقات مع عملائه ونظرا لخطورته الشديدة وضعته مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية علي قائمة المطلوب استهدافهم وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية بعد مجهودات مضنية من البحث والتحري والمراقبة الدقيقة الإمساك به متلبسا وبحوزته كميات كبيرة من الأفيون والبرشام والمنشطات الجنسية وتحرر المحضر اللازم له وتولت النيابة العامة التحقيق. وكان اللواء علي العزازي مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء محمود خليل مدير إدارة البحث الجنائي لبحث ودراسة ومناقشة المعلومات المتوافرة لهما وجود بؤر ثابتة ومتحركة يقصدها تجار الكيف والشباب من الجنسين في الحصول علي المواد المخدرة بمختلف أصنافها والهيروين والأفيون والحشيش والبانجو والبرشام الأمر الذي يتطلب ملاحقة الجناة تم تشكيل فريق بحث تحت إشراف العميد أحمد الشافعي رئيس مباحث الإسماعيلية ضم المقدم أحمد حماد رئيس مكتب مكافحة المخدرات ووكيله الرائد أحمد شاهين ودلت تحرياتهم أن المدعو س60 سنة-صاحب محل تجاري لبيع الملابس الجاهزة- سبق اتهامه في قضايا تبديد وإيصالات أمانة حسب طبيعة عمله وقد تراكمت الديون عليه الأمر الذي دفعه للجوء للاتجار في المواد المخدرة وأضافت التحريات أن المتهم تعرف علي مصادر سرية تجلب حبوب الترامادول والتامول من الصين والهند والمنشطات الجنسية والأفيون واتفق معها علي تدبير ما يلزم من أصناف المخدرات المختلفة حتي يتسني له طرحها للبيع للتربح منها وأشارت التحريات إلي أن المتهم اتسع نشاطه في الأونة الأخيرة وأصبح محط أنظار لعملاءه الوافدين عليه من المحافظات المجاورة لشراء ما يلزم من المواد المخدرة وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبطه وأعد ضباط المباحث خطة أمنية محكمة للقبض عليه بدعم ومساندة من رجال الشرطة السريين اعتمدت علي نصب أكمنة ثابتة ومتحركة في محيط المحل التجاري للمتهم بالكيلو9 وعندما حانت ساعة الصفر قامت قوة بمداهمة متجره وبتفتيشه عثر علي مخزن سري يخفي فيه الأفيون والبرشام والمنشطات الجنسية بكميات كبيرة وتم اصطحابه وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترف تفصيليا بالاتجار في المخدرات وبإحالته إلي محمد متولي وكيل النيابة العامة باشر التحقيق معه تحت إشراف محمد النحاس مدير نيابة ثان وثالث الذي أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد له في الميعاد.