دفع أحمد الشهير بلقب بندق لخلافات والديه وانفصالهما عن بعضهما البعض ثمنا غاليا حيث فشل في استكمال دراسته التعليمية وخرج يبحث عن عمل يحصل منه علي المال لكي يساعده أن يعيش حياة مستقرة في كنف والدته وأشقائه لكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن نتيجة تعرفه علي أصدقاء السوء الذين أسهموا في انحرافه وإدمانه للمواد المخدرة. وبعدما تراكمت الديون عليه لم يجد مفرا للتعامل مع تجار الكيف وعقب اقتناعهم بقدراته في ترويج المخدرات وسرعة فتح أسواق جديدة, اتفقوا معه علي إمداده بالكميات التي يريدها. وفي غضون أسابيع قليلة ذاع صيته وتوافد العشرات من الزبائن يطلبون منه الحشيش ونظرا لخطورته وضعته مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية علي قائمة المستهدف ضبطهم ونجح رجال مباحث الإسماعيلية بعد جهود مضنية في إلقاء القبض عليه متلبسا وبحوزته كميات من الحشيش جاهزة للبيع لعملائه وحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق. وكان اللواء مصطفي سلامة مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء محمد جاد مدير إدارة البحث الجنائي لاستعراض المعلومات الواردة إليهما بشأن وجود بؤر إجرامية تعمل في ترويج المواد المخدرة وتستقبل زبائنها نهارا وليلا علي حد سواء وغالبيتهم من الشباب لكي توفر لهم احتياجاتهم من أصنافها المختلفة والتي تسهم في تدمير حياتهم ودفعهم لارتكاب جرائم القتل والسرقة بالإكراه والاغتصاب والتحرش الجنسي والخطف فضلا عن تراجع الوازع الديني لديهم وعدم تمسكهم بالعادات والتقاليد والضرب بها عرض الحائط. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد أحمد الشافعي رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد محمد طلعت رئيس فرع غرب والمقدم حسام حسن مفتش المباحث الجنائية والرائدين عماد عبد الرءوف رئيس مباحث أبو صوير وأحمد عبد الفتاح رئيس مباحث المستقبل والنقباء عبد الله العادلي ومحمد فؤاد ومحمد سليم ودلت تحرياتهم أن أحمد المعروف بلقب بندق 21 سنة عاطل سبق اتهامه في3 قضايا حيازة سلاح أبيض وضرب تغير مسار حياته الإجرامية في الآونة الأخيرة واتجه للاتجار في المواد المخدرة التي يجلبها من مصادر سرية تقود عصابات لطرح الهيروين والحشيش والأفيون والبانجو والبرشام للمدمنين من الجنسين بعد تجنيد عناصر قادرة علي العمل معها وكان أحدهم وأضافت التحريات أن المتهم رفض النصائح التي أسديت من والدته وجيرانه بضرورة الابتعاد عن هذا المجال الذي دائما ما ينتهي طريقه لقضاء عقوبة السجن لسنوات خلف الأسوار الحديدية إلا أنه أبي أن يمتثل لكلامهم وبدأ رحلته مع نشاط تجارة الكيف في محيط موقف المستقبل يعرض علي زبائنه شراء الحشيش الخام مقابل مبالغ مالية متفاوتة تتراوح ما بين مائة وألف جنيه حسب الكمية المطلوبة وقد تتخطي ذلك بمراحل كثيرة وأشارت التحريات إلي أن المتهم شديد الحذر في تعاملاته خفيف الحركة يهرب من مسرح الجريمة إذا ما استشعر وجود ملاحقة أمنية له لا يأمن لعملائه سوي أن يتصل به هاتفيا قبل أن يحدد لهم موعد لقائهم وطريقة تسليم الحشيش لهم الذي يوفره من مصادره السرية وبعرض التحريات علي النيابة تم اصدار إذن للضبط علي بندق وأعد ضباط المباحث أكمنة ثابتة ومتحركة للإمساك به ولم يجدوا أفضل من استقلال الدراجات النارية التوك توك بغرض التمويه للوصول إليه عقب غروب الشمس مباشرة وتمكنوا من ضبطه وبحوزته كميات من مخدر الحشيش وقتها لم يتمالك أعصابه وأصيب بالذهول وتم اصطحابه وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات وبمواجهته بالمضبوطات اعترف تفصيليا بوجودها معه بقصد الاتجار فيها وحرر له المحضر اللازم وبعرضه علي إسلام عادل وكيل النيابة العامة باشر التحقيق معه تحت إشراف نبيل عباس رئيس نيابة أبو صوير الذي أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد له في الميعاد.