وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى كملة مهمة فى احتفال مصر بعيد تحرير سيناء تضمنت رسائل واضحة ومحددة فى مقدمتها أن مصر لن تسمح بأى حال من الاحوال بتهديد أمنها القومى ولن تدع أى قوى تسعى لبسط نفوذها على العالم العربي، كما أكد الرئيس أن مصر لن تنسى أبدا المواقف الوطنية لأهالى سيناء وركز على أن هناك خطة شاملة لتنمية سيناء وجدد الرئيس تحدى مصر لقوى الإرهاب والظلام واستمرار مواجهة الإرهابيين بإصرار وعزيمة حتى يتم إرساء دعائم الاستقرار. وقد توجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، صباح أمس إلى النصب التذكارى لشهداء القوات المسلحة، فى إطار احتفالات الدولة بالذكرى الثالثة والثلاثين لتحرير سيناء، حيث كان فى استقباله، الفريق أول صدقى صبحي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، و الفريق محمود حجازي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، و قادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة. ووضع الرئيس إكليلا من الزهور على النصب التذكاري، بعد أن أدى حرس الشرف التحية العسكرية وعزفت الموسيقى العسكرية السلام الوطني، كما صافح فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر وعددا من الوزراء. وتوجه الرئيس عقب ذلك إلى قبر الرئيس الراحل محمد أنور السادات، حيث تم وضع إكليل من الزهور على قبر الرئيس الراحل وقراءة الفاتحة. ووجه الرئيس كلمة للأمة بهذه المناسبة جاء فيها: شعب مصر العظيم. أيها الشعب الأبى الكريم نحتفل معاً بيوم مجيد من أيام مصر. وعلامة مضيئة فى سجل بطولاتها وانتصاراتها. إنها الذكرى الثالثة والثلاثين لتحرير سيناء. تلك البقعة الغالية من أرض مصر. بوابتها الشرقية. وحائط الصد وخط الدفاع الأول عن أمنها القومي. أرض الأنبياء المباركة. التى تمثل ذكرى تحريرها رمزاً لنضال شعب مصر الأبي. وأيقونة لإيمانه وإصراره. ووحدة نسيجه الوطنى. بمسلميه ومسيحييه. الذين جادوا بأرواحهم. واختلطت دماؤهم لتروى تراب الوطن. فى معركة مقدسة ظلت نموذجاً يدرس فى العلوم العسكرية. لقد كانت استعادة سيناء الحبيبة ومن بعدها طابا ملحمة وطنية رائعة. تضافرت فيها جهودٌ مخلصة بدافع وطنى لكل مؤسسات الدولة العسكرية والدبلوماسية والقانونية. فضربت مثالاً وقدمت نموذجاً يُحتذى به لما يجب أن يكون عليه التنسيق بين مختلف مؤسسات الدولة المصرية لتحقيق مصلحة الوطن. وفى مرحلة البناء الراهنة فإن مصر فى أمَّس الحاجة إلى التعاون والتنسيق بين كل المؤسسات المصرية لتحقيق التنمية الشاملة المنشودة. وأضاف: لن يفوتنى فى هذا المقام أن أوجه تحية إعزاز وتقدير لشهداء مصر الأبرار الذين ضحوا بحياتهم وجادوا بدمائهم فى معركة الكرامة التى حررت أرض سيناء. واستعادت هيبة الدولة المصرية. وتحية لكل يد مصرية تسعى لحماية سيناء وتطهيرها مما تعانى منه من إرهاب غاشم يستهدف النيل من أمن مصر. ويعوق مسيرة تقدمها. حيث تحل علينا ذكرى تحرير سيناء هذا العام. وهى تواجه إرهاباً يحمل نوايا خبيثة تسعى لتحقيق مصالح ضيقة على حساب مستقبل وآمال شعب مصر. تروع الآمنين وتهدد الاستقرار. وتضمر الشر لوطن طالما اعتاد شعبه الأمن. مصداقاً لقوله تعالى "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين". إلا أن مصر وشعبها لديهما إصرار لا ينضب وعزيمة لن تلين. فقواتنا المسلحة. جيش مصر الباسل. درع الوطن الحامى. تخوض معارك شرسة وبلا هوادة. بالتعاون مع جهاز الشرطة الوطنى. لإرساء دعائم الأمن والاستقرار تمهيداً لتحقيق تنمية شاملة فى سيناء. والنهوض بأوضاع أهل سيناء الشرفاء. الذين نقدم لهم جميعاً كل التحية والتقدير. ونؤكد لهم أن مواقفهم الوطنية ستظل محفورة فى ذاكرة هذا الوطن. لاسيما أنهم لم يدخروا جهداً لمعاونة كل أجهزة الدولة للتمكن من القيام بمهامها على الوجه الأكمل. وقال إن الدولة المصرية تضع تنمية سيناء نصب أعينها من خلال خطة شاملة تستجيب لاحتياجات مواطنيها فى كل المجالات، حيث تصب العديد من المشروعات القومية لصالح جهود التنمية فى سيناء. سواء من خلال التنمية العمرانية عبر إقامة مدينتى رفح الجديدة والإسماعيلية الجديدة التى ستقام شرق القناة أو على الصعيد الاقتصادى من خلال مشروع قناة السويس الجديدة. وما يرتبط به من مشروعات لتنمية منطقة قناة السويس. بالإضافة لشبكة الطرق القومية. ومشروعات التنمية فى مجالات التعدين والزراعة وتنمية الثروة السمكية. وتستهدف هذه الجهود ضمن أولوياتها توفير فرص العمل وتشغيل الشباب. وتوظيف طاقاتهم الإبداعية والفكرية والعلمية لتعمير هذا الجزء العزيز من أرض مصر. وأضاف أن مصر حققت سلام المنتصرين. سلاما اختارته وجنحت له باختيار حر. وإرادة واعية. وستظل مصر حريصة على السلام وملتزمة به. تحميه بقوات مسلحة قادرة. وتبذل أقصى الجهد من أجل تحقيق سلام شامل وعادل. لا تقتصر آثاره فقط على تحقيق التنمية والاستقرار، وإنما تمتد لتشمل القضاء على أحد أهم مبررات الإرهاب التى تستند إليها الجماعات المتطرفة. وأشار إلى أن مواجهتنا للإرهاب والتطرف لا تقتصر على الداخل المصرى. بل تتم فى منطقة صعبة تموج بالأزمات والتحديات والمخاطر. ووسط أمثلة عديدة من حولنا للانقسام الطائفى وغياب الأمن وإراقة الدماء وزعزعة الاستقرار. إن مصر لا تملك الانعزال عن قضاياها أو تجاهل انعكاساتها على الأمن القومى الذى يرتبط بأمن واستقرار الشرق الأوسط وبأمن الخليج العربى والبحر الأحمر ومنطقة المتوسط. فضلاً عن الأوضاع فى الدول الإفريقية لاسيما دول حوض النيل. إن مصر لن تسمح بتهديد أمنها القومى. ولن تسمح - بالتعاون مع أشقائها العرب لأى قوى تسعى لبسط نفوذها أو مخططاتها على العالم العربى بأن تحقق مآربها. تابع الرئيس: أقول لأبناء بلادى إن علينا استلهام دروس معركة التحرير. فلقد انتصرنا بالإيمان وبالأخذ بأسباب العلم والعمل. حين توحدت صفوفنا. وتغلبنا على محدودية الموارد. وأحبطنا محاولات التشكيك فى قدراتنا والتحكم فى إرادتنا. إن تحرير سيناء يقدم مثالاً حياً على أن الشعوب قادرة على تجاوز أسباب الضعف لتواجه تحديات العدوان بتضحيات أقوى. وتجعل ثمنه فادحاً وآثاره وخيمة. فصون الاستقلال الوطنى وحرية القرار والإرادة يتطلبان قوات مسلحة قوية. مجهزة بأحدث الإمكانات. ومدربة على أعلى المستويات. ومؤمنة إيماناً قوياً بمسئوليتها فى حماية الوطن. والدفاع عن مقدراته. والمساهمة فى تعزيز وضعيته بين الأمم والشعوب. أقول لكم ونحن نحتفل بذكرى تحرير سيناء. إن قواتنا المسلحة. هى صخرة الوطن التى تحطم عليها كل من أضمر لمصر الشر والسوء. فتحية لرجال القوات المسلحة البواسل. وتحية لكل من ساهم فى معركة تحرير سيناء حرباً وسلاماً. كل من فاضت روحه طاهرة زكية وكل من خضبت دماؤه أرض سيناء لترويها فتطرح أمناً وسلاماً. تحية لأرواح شهدائنا الأبرار. وبطولات أبنائنا الشجعان. إن يوم تحرير سيناء سيظل بإذن الله يوم عيد لكل المصريين. تخليداً لذكرى الانتصار. والسلام القائم على الحق والعدل. ودليلاً عملياً على قدرة مصر على استرداد أرض الوطن وحمايتها والذود عنها ضد أى تهديدات تواجهها. وستظل مصر بشعبها العظيم عزيزةً أبية. مصدرَ فخرٍ لأبنائها. ويدَ عونٍ لأمتها العربية.