اشتهر محمد بلقب السوداني وانتمي لقبيلة بدوية لها تقاليدها الحميدة والسمعة الطيبة لكنه خرج عن طوعهم قبل سنوات عندما استغل عمله خفيرا خصوصيا للأراضي الزراعية وتعرف علي تجار الكيف الذين أغروه بالانضمام إليهم لتحقيق مكاسب مادية لا يحلم بها. وقتها لعب الشيطان في رأسه ورحب أن يكون عضوا فعالا تحت إمرة أحدهم يساعده في تخزين الهيروين والحشيش والبانجو والأفيون في المزارع التي يحرسها مقابل حصة مالية يتقاضاها حسب الكميات الموجودة بحوزته وواصل نشاطه الآثم دون أن يشعر به أقاربه وجيرانه وظهرت عليه علامات الثراء بشكل لافت للنظر وراح يشارك رجل أعمال كبير في مزرعة اشتراها لغسيل المال الحرام الذي يتحصل عليه واستغل موقعه الجديد وحوله لوكر يضع بضاعته من أصناف المخدرات المختلفة داخله لتصريفها لعملائه الذين يتوافدون عليه من محافظات الوجه البحري والقبلي والقناة سعيا للحصول علي البودرة والحشيش الخام والأفيون الذي يجلبه عن طريق مصادر سرية في شمال وجنوب سيناء يهربون إليه المخدرات عبر نفق الشهيد أحمد حمدي والمعديات علي المجري الملاحي لقناة السويس بحيلهم وطرقهم التي يصعب كشفها بسهولة وزادت تجارته في الأربع سنوات الأخيرة وحقق أرباحا مادية ادخر جزءا منها في البنوك بأسماء أشخاص يعرفهم جيدا والآخر وجهه لرعاية أرضه الزراعية وشراء ما يلزم من احتياجاته المعيشية فضلا عن اقتناء السيارات الحديثة ونظرا لخطورته علي أمن وسلامة المجتمع المحيط به ومسئوليته عن تدمير عقول الشباب نجح رجال مكافحة المخدرات بمنطقة القناة وسيناء في رصد تحركاته وجمع المعلومات اللازمة عنه بدقة وتم استهدافه متلبسا في مسكنه وبحوزته كميات من الأفيون وتم التحفظ علي المضبوطات وتحرر المحضر اللازم للمتهم وتولت النيابة العامة التحقيق. وكان اللواء أحمد الخولي مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات قد عقد اجتماعا تنسيقيا مع وكيليه اللواءين حاتم مطر وأحمد عمر في حضور اللواء محمد ثروت مساعدهم لمنطقة القناة وسيناء لفحص المعلومات الواردة إليهم بشأن وجود بؤر إجرامية يزاول من خلالها تجار الكيف الكبار نشاطهم في بيع المواد المخدرة بالجملة والقطاعي ويتردد عليها الراغبون في الحصول علي أصنافها المختلفة وكيفية ملاحقة هؤلاء الجناة وضبطهم وتقديمهم لمحاكمات عاجلة للقصاص منهم تم تشكيل فريق بحث بإشراف اللواء محمد فهمي رئيس منطقة الإسماعيلية لمكافحة المخدرات ضم وكيليه العميدين محمد سلامة وهشام الزغبي والعقداء وجيه دعبس وعصام جبر ومفيد فوزي وحافظ مهران والمقدم علي عبد النبي مفتشي المنطقة ودلت تحرياتهم أن المدعو محمد الشهير بلقب السوداني30 سنة خفير خصوصي يمتلك أرض زراعية بالمشاركة مع رجل أعمال لا يعرف حقيقة نشاطه في تجارة المواد المخدرة التي يزاولها علي نطاق واسع منذ عشر سنوات وتدرج في بيعها حتي أصبح حاليا من كبار مروجيها لزبائنه الكثر الذين يفضلوا التعامل معه لخلو صحيفته الجنائية من أي قضايا تفيد أنه تحت أعين الأجهزة الأمنية وأضافت التحريات أن المتهم اعمي المال بصيرته الذي يتدفق بين يديه نظرا لتوافد العملاء عليه من أماكن عديدة علي مستوي الجمهورية طلبا للهيروين والحشيش والأفيون لشرائه بأسعار أقل من المطروحة في السوق وأشارت التحريات إلي أن السوداني شديد الحرص في تعاملاته مع زبائنه لا يخرج بضاعته إليهم قبل أن يعرف هويتهم ويطرح عليهم أسئلة يطمئن من أجوبتها علي أنهم لا يحملون الشر له ليمدهم بالمخدرات وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهم وأعد مفتشو مكتب مكافحة المخدرات بمنطقة القناة وسيناء الخطة اللازمة التي تساعدهم لاستهدافه وعندما حانت ساعة الصفر اتجهوا إليه بصحبة مجموعات قتالية من الأمن المركزي ونصبوا كردونا حول منزله وتم مداهمته في ساعة مبكرة وقت خلوده للنوم وبتفتيشه عثر علي كميات من الأفيون يخفيها في مسكنه.