ينتمي سليمان الشهير بلقب أبو عرني لقبيلة بدوية لها عاداتها وتقاليدها الحميدة التي لم يراع اتباعها بعد أن اشتد عوده وارتمي في أحضان أصدقاء السوء وتعلم علي أيديهم تعاطي المواد المخدرة بمختلف أصنافها حتي أدمن الهيروين وأصبح لا يستطيع البعد عنه لذا فضل أن يقوم بترويجه وفي نفس الوقت يستقطع جزءا منه لتلبية احتياجاته من البودرة التي يجلبها من مصادر سرية علي الحدود الشرقية للبلاد, وعندما ذاع صيته سقط في قبضة الأجهزة الأمنية وصدر حكم ضده بالسجن7 سنوات وهرب من محبسه خلال أحداث ثورة25 يناير. واختبأ في منطقة وادي الملاك وعاد لممارسة نشاطه الآثم لتعويض الحرمان الذي قضاه خلف القضبان الحديدية وتضخمت ثروته واشتري العقارات والأراضي الزراعية وادخر المال في البنوك بأسماء المقربين إليه يستقبل زبائنه بجوار إحدي الجمعيات الزراعية الكبري التي تقع علي مقربة من طريق القاهرة الصحراوي بعد أن حدد هذا الموقع مبيعا له لكي يتوافد عليه عملائه من القاهرة الكبري وبورسعيد وغالبيتهم من ميسوري الحال للحصول علي البودرة البيضاء الجيدة الواردة من خارج البلاد. وكان اللواء مصطفي سلامة مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء محمد جاد مدير إدارة البحث الجنائي لمناقشة كيفية غلق أوكار بيع المواد المخدرة التي يتردد عليها المدمنون لشراء ما يلزمهم من أصنافها المختلفة الهيروين والحشيش والأفيون والبانجو والبرشام واستعرضوا الخطط المناسبة لتحقيق توجههم وصدقوا عليها لتنفيذها علي أرض الواقع لاستهداف تجار الكيف وأعوانهم. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد أحمد الشافعي رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد محمد طلعت رئيس فرع غرب والمقدمان حسام حسن مفتش المباحث الجنائية ومحمود رحيل رئيس مباحث القصاصين ومعاونوه النقباء محمد فتحي ومحمد حسني ومحمود عبد اللطيف ومصطفي جبر. حيث دلت تحرياتهم أن سليمان الشهير بلقب أبو عرني30 سنة هارب من سجن وادي النطرون في القضية رقم2676 لسنة2008 والمحكوم عليه فيها بالسجن7 سنوات خلال أحداث ثورة25 يناير وأضافت التحريات أن المتهم اتخذ من منطقة وادي الملاك ملاذا آمنا له للإقامة داخلها للهرب من الملاحقات الأمنية وبدأ يتصل بالمصادر السرية لكي توفر له الهيروين الذي يجلبونه من منطقة رفح بشمال سيناء علي الحدود الشرقية للبلاد لكي يعيد بيعه بأسعار تحقق له أرباح مالية لا بأس بها لتعويض الديون التي تراكمت عليه أثناء وجوده خلف الأسوار الحديدية وأشارت التحيات إلي أن أبو عرني يدمن البودرة بشراهة ويستقطع دوما جزء من البضاعة التي يطرحها لزبائنه لتعاطيها حتي يستطيع أن يعمل ويواجه الضغط المستمر عليه من جانب عملائه الذين يتوافدون لشراء ما يلزم من السموم البيضاء التي يطرحها علي مقربة من إحدي الجمعيات الزراعية حيث يتواجد مستقلا دراجته البخارية وبحوزته الهيروين لمنحه لمن يرغب في شرائه وبأسعار مخفضة أقل من السوق. وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهم أبو عرني وأعد ضباط المباحث أكمنة ثابتة ومتحركة له وبدأوا الاتصال به وإقناعه أنهم من المدمنين الذين يريدون الحصول علي البودرة بأي وسيلة وأنهم علي استعداد لدفع ما يلزم من المال ورحب بهم واتفق معهم علي لقائه وعندما حانت ساعة الصفر اتجهوا إليه بملابسهم المدنية وسياراتهم الملاكي يدعمهم من علي بعد مجموعات قتالية من الأمن المركزي ودار حديث بينهم وبينه وأخرجوا النقود ولحظة أن هم بتسليمهم البضاعة ألقوا القبض عليه واقتادوه وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات وبمواجهته بواقعة الضبط والهروب من السجن اعترف تفصيليا بهما وبعرضه علي إسلام عادل وكيل النيابة العامة باشر التحقيق معه تحت إشراف عمرو شوقي مدير نيابة التل الكبير الذي أحاله محبوسا لاستكمال عقوبته الجنائية ثم إعادة محاكمته في قضية ترويج السموم البيضاء.