نشأ أحمد الملقب بالصعيدي في أسرة ريفية تراعي المبادئ والتقاليد المصرية العريقة في حياتها بخلاف صبغتها الدينية وعندما اشتد عوده تمرد علي عائلته ففشل في تعليمه وخرج للحياة يتنقل من بين عمل لآخر يبحث عن المال بأي وسيلة بعد أن أدمن المواد المخدرة بمختلف أصنافها عندما تعرف علي أصدقاء السوء الذين نصحوه بالتعرف علي مهربي السموم البيضاء من علي الحدود الشرقية للبلاد وجلب البضاعة منهم وإعادة بيعها حسب سعر السوق ورحب بالفكرة التي وجدها ملاذه الآمن في الثراء. وبدأ في تكوين مجموعة من الأشقياء الخطرين ينتمون لأصول بدوية ساعدوه بطرقهم الخاصة علي نقل الهيروين عن طريق المعابر المائية علي المجري الملاحي لقناة السويس واستلامه بعد سداد المقابل المادي إليهم ونشط ورفاقه في الثلاث سنوات الأخيرة وافتتح مبيعا في منطقة السحر والجمال أطلق عليه الأسطورة يستقبل من خلاله صفوة المجتمع من بعض أصحاب المراكز المرموقة وأولاد الذوات وعدد من الفنانين المغمورين يترددون عليه للحصول علي احتيجاتهم من البودرة وسط تأمين من مساعديه الذين يمتلكون أحدث الأسلحة ومن بينها الجرينوف والآر بي جي للدفاع عن أنفسهم وإرهاب من لا يمنحهم الأموال نظير عمليات الشراء والبيع. وذاع صيت هذا المكان علي مستوي الجمهورية حتي سقط الزعيم قبل شهرين وأكثر من عضو في العصابة ولم يتبق سوي القليل منهم ونجح رجال مباحث الإسماعيلية في استهدافهم والقبض علي اثنين منهما فيما قتل ثالثهم في الاشتباكات التي دارت بينهم وعثروا خلالها علي كميات كبيرة من الهيروين وأسلحة وأموال وسرنجات طبية في واحدة من الضربات القاسمة لتجار الكيف وتحرر محضرا بالواقعة وتولت النيابة التحقيق. وكان اللواء محمد العناني مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء محمد جاد مدير إدارة البحث الجنائي للوقوف علي بؤرة منطقة السحر والجمال التي تقع علي الحدود مع مدينة العاشر من رمضان ويتواجد بها مبيع كبير للاتجار في السموم البيضاء وكيفية القضاء عليه نظرا لخطورته الشديدة علي الأمن العام والتصدي لظاهرة ترويج المواد المخدرة المنتشرة وغلق منابعها في وجه المدمنين لكي يكفوا عن شرائها. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد ممدوح حامد رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد هشام طايل والرائد خالد شعلان رئيس مباحث التل الكبير ودلت التحريات أن المدعو أحمد الملقب بالصعيدي35 سنة هاجر من محافظة سوهاج قبل سنوات واستقر في المزارع المجاورة لمنطقة السحر والجمال عند الكيلو76 طريق القاهرة الصحراوي وعمل خفيرا خصوصيا للبعض منها وتعرف علي أصدقاء له في نفس المهنة ينتمون لأصول بدوية وكون مع البعض منهم تشكيلا عصابيا بينهم الشقيقان خليل وسليم أبو جليب والواط ومرعي للاتجار في الهيروين الخام الذي يجلبوه من الحدود الشرقية للبلاد بكميات كبيرة ويعيدون بيعه بالجملة والقطاعي. وأشارت التحريات إلي أن الصعيدي زعيم العصابة سقط قبل شهرين في قبضة رجال مباحث القاهرة والعاشر من رمضان بكمية10 كيلو هيروين مع2 بندقية آلي و8 تماثيل ونحو450 ألف جنيه ومن قبله خليل أبو جليب23 سنة وشقيقه سالم19 سنة الذي قتل في معركة عند القبض عليهما ولم يتبق من أذناب هذا التشكيل الخطير علي مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية سوي الواط و مرعي اللذان يستقبلان عملاءهمامن الجنسين بانتظام لكي يوفرا لهم البودرة البيضاء مقابل المال أو حصولهم علي سيارات المدمنين الذين كان يعنيهم الحصول علي الجرعة حتي لو باعوا أنفسهم. وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط الجناة وأعد النقباء محمود حسن وإبراهيم ناجي وحسني شويل معاونو مباحث التل الكبير خطة أمنية محكمة لمراقبة المتهمين وتحديد أوقات ظهورهم بصحبة زبائنهم وكيفية الانقضاض عليهم وعندما حانت ساعة الصفر اتجهوا إليهم مدعمين بقوات قتالية من الأمن المركزي وثلاث مدرعات وبدأ التعامل بالنيران لمدة ساعة حتي تمكنوا من النيل من أحدهم والقبض علي ثلاثة بينهما تاجرين من الشرقية كانا موجودين وقت المعركة الحامية وعثر ضباط المباحث علي4 كيلو هيروين وبندقية إسرائيلي الصنع و6 خزن آلية ومائة طلقة لسلاح آلي غربي متعدد و30 طلقة9 مم و450 سرنجة وأشرطة متعددة من التامول وميزان حساس وسيارتين مسروقتين تحملان أرقام ن ه ص896 مصر ر م ص7895 مصر و50 ألف جنيه وألف دولار وتم اقتياد الجناة وسط حراسة مشددة. وبمواجهتهم بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترفوا تفصيليا بالاتجار في الهيروين والحبوب المخدرة علي نطاق واسع وتحرر المحضر اللازم بأقوالهم وبإحالتهم إلي أحمد سعفان وكيل النيابة العامة باشر التحقيقات معهم تحت إشراف عمرو شوقي مدير نيابة التل الكبير الذي أمر بحبسهم أربعة أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد لهم في الميعاد. رابط دائم :