أصبح محل ميلاد العقيد الراحل معمر القذافي ملاذا لانصار ما يعرف بتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام( داعش) ويستعرض التنظيم السيارات الجيب التي يمتلكها المرفوع عليها الاعلام السوداء الي جانب الصواريخ المضادة للطائرات التي تستخدم في نقل قوات وأسلحة التنظيم. ونقلت صحيفة( صنداي تايمز) البريطانية نقلا عن صحفي مقيم في ليبيا كل الشواهد السابقة. وأصبحت مدينة سرت الساحلية غرفة العمليات الحقيقية التي تنطلق منه عمليات التنظيم والاسلحة في ليبيا. وقد أحكمت داعش سيطرتها علي الجامعة الرئيسية في مدينة سرت ولقد قام التنظيم باستعراض لنحو60 ناقلة تحمل أسلحة مضادة للطائرات. وذكر الصحفي الذي رفض ذكر اسمه خوفا علي سلامته أن التنظيم أصبح يسيطر علي نحو80% من مدينة سرت بينما أصبح المواطنون الليبيون حائرين مابين البقاء أو الفرار خوفا علي سلامتهم. وذكرت الصحيفة ان توسع داعش الدراماتيكي الي غرب ليبيا علي بعد بضع مئات من الاميال من ايطاليا أصاب قادة العالم بالصدمة. وكشفت الصحيفة ان ميناء درنة في ليبيا أصبح يشبه ميناء الرقة الذي يعد عاصمة داعش في سوريا وهو يتم ادارته من جانب( أمير) داعشي تم ارساله من جانب أبو بكر البغدادي زعيم( داعش). ونقلت الصحيفة عن مواطن ليبي قوله ان داعش نشرت لافتات في أنحاء المدينة تمنع فتح المحال أثناء الصلاة وتطبق شريعة داعش الخاصة, كما اصبح هناك سجنا سريا تجمع فيه داعش المذنبين وفقا لشريعتها حتي ان هناك مسجونا لقي حتفه من شدة التعذيب علي يد أحد ميليشيات داعش, كما ان داعش تعلن عن رغبتها في عروس يقل عمرها عن14 عاما! وذكرت الصحيفة ان سرت أصبحت تعاني من نقص في البترول والغذاء خاصة بعد فرار العمال المصريين منها في أعقاب انتشار قيديو ذبح داعش للمصريين في ليبيا حيث كان المصريون يقومون بادارة الافران وتوجيه الانتاج الي داخل المدينة. ومن جانبه اعرب وزير الخارجية الايطالي عن استعداده لتدريب القوات الليبية في مواجهة داعش ودعا المجتمع الدولي لاتخاذ اجراء قبل فوات الاوان, بينما تميل كل من الاممالمتحدة وامريكا وبريطانيا وفرنسا الي حل سياسي مزعوم بدلا من الحل العسكري. وتشير الصحيفة الي ان محاربة( داعش ليبيا) تعد امرا معقدا للغاية نظرا لغرق البلاد في حرب أهلية بين الميليشيات المسلحة هناك. أصبح هناك أمران واضحان علي الساحة الليبية الاول هو سقوط ليبيا في يد ما يطلق عليه تحالف من الميليشيات وسياسيين اسلاميين وجماعات جهادية والتي أحكمت سيطرتها علي طرابلس العاصمة والبرلمان الخاص بهم, وعلي الجانب الاخر البرلمان المنتخب حديثا ومجلسه الذي يرأسه عبد الله الثني رئيس الوزراء الحالي الذي أجبر علي التوجه الي المنفي600 ميل شرقي طرابلس. وهو مدعوم من جانب جيش ليبيا الوطني تحت قيادة الجنرال خليفة حفتر الذي يشن حربه الخاصة ضد الارهاب في بنغازي دون تفويض من البرلمان. كلا الجانبان يشنان حربا ضارية من أجل السيطرة علي المدن الليبية وابار البترول. السلطات الليبية في طبرق المعترف بها من جانب المجتمع الدولي دعت الاممالمتحدة لرفع الحظر علي الاسلحة المتوجهة الي ليبيا في اعقاب سقوط نظام القذافي عام2011. وحذر مسئول ليبي قائلا: اذا لم تستيقظ أوروبا الان وتمدنا بالسلاح فان داعش اصبحت علي بعد ساعة واحدة منهم وسوف تأتي إليهم.