عاشت فاتن سنواتها الأولي سعيدة مع زوجها سيد رغم الظروف المادية الصعبة التي عانيا منها وتحملت فوق طاقتها فعملت في احد محلات الملابس النسائية الشهيرة حتي تسهم في الإنفاق علي الأسرة خاصة بعد إنجابهما طفلين, بينما اكتفي سيد بإيراد فدانين ارض زراعية ورثهما عن والده كان يتابعهما بين الحين والآخر ويقضي معظم الوقت في منزله نهارا إما نائما أو مشاهدا للتلفاز وليلا مع أصدقائه علي المقاهي للعب الطاولة وتدخين الشيشة. حاولت فاتن إقناع زوجها بالعمل في إحدي الشركات الخاصة أو السعي للحصول علي وظيفة خاصة انه حاصل علي بكالوريوس تجارة إلا انه رفض جميع المحاولات معللا ذلك بأنه لن يعمل عند أحد كما انه لا يوجد وظائف حكومية صبرت فاتن كثيرا لحبها الشديد لزوجها وطفليها إلا ان صعوبة الحياة وارتفاع الأسعار وزيادة نفقات الطفلين بعد كبر سنهما تسبب في ضغط شديد عليها خاصة أنها تتحمل مسئولية كل شئ لأن زوجها لا ينفق سوي القليل من دخل الارض علي بيته والباقي علي نزواته. ومع مرور الوقت تسرب اليأس والإحباط إلي الزوجة التي لاتري بشائر في المستقبل فهي من الممكن ان تترك عملها الخاص في اي وقت ولن تستطيع وحدها مواجهة أعباء الحياة وعدم انصلاح حال زوجها. فقدت فاتن الثقة في زوجها وعملها ولم يعد أمامها إلا مواجهة الزوج المتكاسل الذي لا يحمل هما لأي شئ وتسير حياته علي نمط واحد ووحيد منذ زواجهما فالصورة الوردية للزواج والحب وحده لا يكفي لاستمرار عقدهما فكان القرار الصعب للمواجهة الحاسمة المؤجلة استيقظ الزوج وتناول إفطاره متأخرا كعادته وحصلت علي إجازة من العمل واستعدت للمواجهة وطلبت الجلوس مع سيد بعيدا عن الولد والبنت وبدأت في الحديث عن نفسها وكيف أنها تعاني في عملها والإجهاد الذي تتعرض له من تحكم صاحب العمل فضلا عن هوان صحتها بمرور السنين وإصابتها بالآم في الظهر. لم يكترث سيد لكلمات زوجته وتحدث باستهتار شديد قائلا لها اتركيها علي الله فردت الزوجة ونعم بالله ولكن اعقلها وتوكل فترك سيد المنزل وخرج مبديا سخطه من الطريقة الجديدة التي تتعامل بها زوجته. توجه سيد للمقهي الذي اعتاد الجلوس عليه وحكي لأصدقائه ما دار بين زوجته فوسوسوا له أنها تتمرد عليه وأنها ولن ينصلح حالها إلا اذا تزوجت عليها فعاد سيد إلي منزله وعقله ممتلئ بكلام أصدقائه وأعلنها صريحة لها بالزواج عليها ان لم تكف عنه وتبتعد عن نصائحها الغير مقبولة. وقعت الكلمات كالصاعقة علي الزوجة التي دخلت في نوبة بكاء شديدة علي حبها الذي ضاع وزوجها الذي تمرد عليها لمجرد انها ترفض بقائه عاطلا وفضلت ان تنام مع طفليها في حجرتهما منتظرة أن يصالحها واستمر الخصام عدة أيام حتي ترك سيد المنزل ونفذ تهديداته وتزوج شقيقة صديقه الارمل التي تبحث عن شريك لها في أيامها الأخيرة. لم تصدق فاتن أن زوجها نفذ تهديده وزاد اكتئابها حتي تدهورت حالتها الصحية من كثرة التفكير في مصيرها وطفليها. تشجعت الزوجة الصابرة وتناولت حبوب الشجاعة وتوجهت إلي محكمة الأسرة لطلب الخلع رافضة وضع الزوجة الثانية وامام هيئة المحكمة تم استدعاء الزوج الذي استمر في خذلانه ووافق علي طلب الطلاق دون تردد تاركا مصير طفليه إلي المجهول, مؤكدا سعادته بزوجته الثانية التي تمتلك رصيدا في احد البنوك كما أنها وعدته بان لن تتدخل في حياته الشخصية أو تطالبه بالبحث عن عمل وخرج من المحكمة قائلا نفسي ثم نفسي, بينما خرجت فاتن وهي تصوب نظرات الاحتقار علي خسة زوجها.