نشأت مني في بيت سيئ السمعة فوالدتها سيدة متجبرة كثيرا ما تعاقب رب الأسرة( زوجها) بالحرمان من الطعام والشراب والأموال بل وأحيانا الطرد من المنزل وكان الرجل يخرج منكس الرأس مغلوبا علي أمره. ولكن ورغم كل ما تفعله به زوجته لم يكتسب يوما تعاطف الجيران الذين تضرروا كثيرا من هذه الأسرة المنحلة التي يحتسي ربها الخمر حتي الثمالة بينما تفوح رائحة الحشيش ويخرج الدخان الأزرق من نافذة الشقة عند وجود الأم في المنزل بصحبة خفافيش الظلام في الساعات المتأخرة من الليل. كانت الطفلة مني تعيش مثل أقرانها من أطفال الشارع تلهو وتلعب ولم تفكر ولو للحظة في المصير المخزي الذي ينتظرها وكانت تسمع بعض كلمات من زملائها في الشارع مثل مين اللي بييجو لمامتك دول وليه باباكي ما بيجيش ويفسحك زينا لم تدرك الطفلة معاني تلك الكلمات البريئة المنبع الخبيثة المعني. شبت مني علي الاختلاط بالرجال ومداعبتهم وسماع كلمات الغزل الفاضح والشتائم البذيئة التي تتبادلها والدتها مع الرجال والنساء من صديقاتها فنقلت وقلدت كل ما يفعلن أمام الرجال وعرفت طريق الزينة والكوافير واظهار أنوثتها وجمالها من خلال الحديث والكلمات والحركات والإشارات والاهتمام بارتداء الملابس الضيقة التي تكشف أكثر مما تغطي. وبينما هي كذلك تعرفت الفتاة علي كثير من الشباب أقرانها وتعددت علاقاتها بعد أن ارتمت في أحضان الشيطان ومارست أعمالها الدنيئة مع كل من يدفع أكثر أو تجد متعة مختلفة معه فهذا يذهب بها إلي المتنزهات وذاك يدفع حساب المطعم الذي تناولت فيه طعامها وبقيت هكذا إلي أن تعرف عليها عمر العامل بإحدي الشركات ونشأت بينهما قصة حب ملتهبة تزوجا علي أثرها عرفيا واعتبرها حبيبته وزوجته رغم أنهما لم يبلغا الثامنة عشرة بعد. في بداية العلاقة صارحته مني بحبها وأقسمت له علي ولائها الشديد لحبه ووعدته بألا تعود مرة أخري إلي حياة الليل واللهو مع الشياطين ولكن رغم كل ما فعله عمر من أجلها إلا انها عاودت الاتصال ببعض الشباب ممن كانت علي علاقة قديمة بهم وانغمست في وحل الرذيلة مرة أخري وتوطدت علاقتها بشاب من أصدقاء عمر والذي استغل ذهاب زوجها إلي عمله في منتصف النهار وعودته متأخرا بالليل وانخرط معها في علاقة آثمة وقضاء الليالي الحمراء الليلة تلو الأخري. وفي أحد الأيام سمع عمر عبارات سخرية واستهزاء من زملائه بالعمل وفهم المقصد منها وعلي الفور توجه إلي أحد جيرانه من أصحاب المتاجر المواجهة لمسكنه وعندما سأله عن المترددين عليها مال به الرجل جانبا وهمس في أذنه قائلا مراتك بتخونك يابني مع صاحبك اللي كان بييجي معاك قبل كده. لم ينطق عمر ببنت شفة وإنما تجمد لسانه مشي في طريقه حتي دون أن يشكر الرجل علي معروفه وظل هائما علي وجهه حتي وصل إلي أقرب مقهي تعود الجلوس عليه ورمي بجسده علي أقرب كرسي وطلب من القهوجي أن يأتي له بكوب من الشاي الثقيل وشيشة والتي أخذ ينفث دخانها في الهواء وبدأ يفكر حتي هداه تفكيره إلي التخلص من زوجته. ثم عاد إلي المنزل كعادته وبدأت في استقباله بطلباتها عايزين صابون وشوية توم وبصل من السوق فقاطعها طيب اخلعي هدومك علشان أديكي الفلوس إللي إنتي عايزاها لم تستغرب طلبه وقالت إنت كدة دايما وامتثلت علي الفور لطلبه وخلعت. وبحركة مفاجئة استل مطواة من بين طيات ملابسه وغرسها في صدرها وطعنها عدة طعنات حتي تأكد أنها فارقت الحياة وهو يردد لازم أحرق قلبك زي ما حرقتي قلبي. ظلت الفتاة جثة هامدة وهي عارية حتي حضرت والدتها إلي المنزل واكتشفت الواقعة وأبلغت مباحث القليوبية التي القت القبض علي المتهم وأمر محمود دياب وكيل نيابة قليوب بحبسه علي ذمة التحقيق.