فيما رفض الدكتور علي الدين رهلال ما يقال عن أن شباب مصر غير منتمين للوطن مؤكدا أنهم أكثر ولاء وان الدراسات التي تشير إلي عدم انتمائهم تفتقد للدقة. أكد الدكتور حسام بدراوي أن الأنشطة المدرسية معدومة وان موازنة التعليم الحالية لاتكفي لطموحات التطوير. جاء ذلك في ختام المنتدي الدولي للبحث العلمي الذي نظمته جامعة القاهرة حيث طالب المشاركون في ختام أعمال المنتدي بتأسيس مركز للعلوم البيئية واستحداث تخصصات جديدة أكثر قدرة علي تلبية احتياجات سوق العمل الحالية والمستقبلية. فقد رفض الدكتور علي الدين هلال ما يقال من أن شباب مصر غير منتم للوطن مؤكدا أنني منحاز للشباب وأحيانا أشعر أن بعض مايقال حول عدم انتماء الشباب لايعبر حقيقة عن شبابنا وربما يعبر عن شريحة منهم مؤكدا أن التعليم هو البوابة الرئيسية للتحديث والتطوير لذا يجب حل المشكلات والتحديات التي تواجه مؤسساته. وقال الدكتور علي الدين هلال في المنتدي الدولي الأول للبحث العلمي بجامعة القاهرة في جلسة التعليم القضايا والحلول ان لضعف الانتماء معاني خطيرة لافتا إلي أن معظم الدراسات التي أكدت ذلك تفتقد للدقة وهذا الموضوع يحتاج لمناقشة. وجاء رد هلال بعد كلمة الدكتورة الهام فرج الاستاذة بمركز البحوث التربوية بجامعة القاهرة والتي أكدت اننا أمام أزمة الهوية والانتماء والمواطنة مشيرة إلي أن قضية التعليم لاتنفصل عن العنف وعن كل التحديات ولابد من مراجعة البحوث التي أثبتت غياب البرامج التعليمية التي تنمي الوعي وتربي الطلاب مطالبة بضرورة ربط طلاب الجامعات بقضاياهم السياسية المعاصرة مؤكدة أن طلاب الجامعات يعانون من فراغ سياسي. ومن جانبه أكد الدكتور شريف عمر أن الطلب علي التعليم العالي سيزيد بنسبة40% عام2021 لافتا إلي أن أهم التحديات التي تواجه تطوير التعليم العالي هو زيادة قبضة الحكومة ووضع قيود تعرقل مسيرة القطاع الخاص. وقال إن التمويل يمثل القضية الاساسية فالتعليم لايزال يمثل نسبة13% من الانفاق الحكومي وتحتاج إلي حد أدني20% من الانفاق الحكومي حتي نحقق التطوير اللازم. وطالب بضرورة أن تعود للجامعات حقها في تحديد اعداد المقبولين بها وايضا اختيارهم بالطريقة التي تحددها مع احترام الشفافية. وأكد الدكتور حسام بدراوي ان طه حسين عام39 حدد في كتابه مستقبل الثقافة في مصر مأساة التعليم ومشكلاته وهي نفسها التي نرددها حتي الآن وكأن أحوالنا توقفت كل هذه الفترة. وأكد أن التعليم ليس خدمة وإنما حق وهو السبيل الوحيد للتنمية وضعف ثقة المجتمع في مؤسسات التعليم الرسمية يأتي في مقدمة التحديات التي تواجه تطوير التعليم بالاضافة إلي ضعف الثقة في المعلم وانخفاض درجة اتقان اللغات بما فيها اللغة العربية والتي أصبحت مأساة وايضا انعدام الأنشطة الطلابية بالمدارس. وقال أن20% من المدارس تعمل لأكثر من فترة بالاضافة إلي تراكم القوة المقاومة للتطوير والتنفيذ موضحا أن كل ذلك تسبب في تهميش أكبر للفقراء وعدم قدرة التعليم علي دعم الحراك الاجتماعي الايجابي. ومن جانبه أكد الدكتور علي الدين هلال أن التعليم هو البوابة الملكية الذهبية للتقدم موضحا أن جميع الدول التي حققت نهضة تنموية كبيرة سبقتها نهضة تعليمية ضخمة. وأضاف أن الرأي العام في مصر لم يعد مستعدا لأن يتحدث عن أهمية التعليم أو التطوير بل يحتاج للبدء في تنفيذ هذه الافكار لافتا إلي أنه لدينا عشرات التقارير والأبحاث في جميع الجهات عن التعليم وتطويره ولكن السؤال لماذا تأخذ هذه الافكار المتفق عليها من الجميع وقت أطول في التنفيذ وفي بعض الأحيان لاتنجح وأظن أن قضية التمويل هي السبب فنحن نطالب مؤسسات التعليم باشياء تفوق قدراتها القانونية وامكاناتها التمويلية. وكان المنتدي الدولي للبحث العلمي قد اختتم أعماله مساء أمس وطالب بإعلان جامعة القاهرة للعقد الثاني من القرن الحادي والعشرين باعتباره عقد تطوير التعليم العالي والبحث العلمي وتأسيس مركز للعلوم البيئية علي المستوي القومي لمعالجة قضايا التنمية المستدامة والمياه ومصادر الطاقة الجديدة والمتجددة والاوبئة والأمراض المتوطنة بالتعاون مع المراكز العالمية المماثلة. وأوكد الدكتور حسين خالد نائب رئيس المنتدي ونائب رئيس جامعة القاهرة للدراسرات العليا أن المنتدي طالب باستحداث برامج تعليمية في مراحل التعليم الجامعي والدراسات العليا أكثر قدرة علي تلبية احتياجات سوق العمل القائم علي التنافسية والاندماج العالمي ووضع آليات تنفيذية لدمج مخرجات البحوث التطبيقية في سياسات التصنيع والتحديث التنموي تعتمد علي العمل المشترك بين الجامعات المصرية والوزارات المعنية بالاضافة إلي تهيئة الرأي العام المصري لقبول برامج تحديث وتطوير التعليم العام والعالي لضمان دعم قطاعات المجتمع الفاعلة لمتطلبات النظم التعليمية الجديدة. وقالت الدكتور لميس رجب وكيل طب القاهرة وأمين عام المؤتمر أن المؤتمر طالب باعادة النظر في مناهج ونظم التعليم في العلوم الاجتماعية والانسانية بما يجعلها قادرة علي بناء الشخصية المصرية الناقدة والمبدعة والمنتمية والمتفتحة علي مايجري في مصر والعالم والملبية لسد حاجات سوق العمل المصري الحالي والمستقبلي والبدء في بناء منظومة بحثية متكاملة تناقش قضايا المرأة والأسرة والمواطنة وحقوق الانسان. وأكد المؤتمر علي التزام جامعة القاهرة بالمعايير الدولية في شأن علاقة التعليم العالي والبحث العلمي بالتنمية المستدامة ورؤية واضحة لوضع مصر الاقليمي ومكانتها الدولية.