بالرغم من أن أبناء الصعيد يزالون يحتفظون بعادات وتقاليد تنم عن اصاله أهلها إلا أن بعض العادات السيئة التي عفا عليها الزمان مازالت تسيطر علي عقول أبنائها وخلفت وراءها مشكلات اسرية لاتنتهي . تخرجت فاطمة من كلية الطب وتقدم لخطبتها زميلها في العمل ولكن أسرتها عارضت في بادئ الأمر تلك الزيجة ولكنها اقنعتهم بأنه في مقتبل حياته وأنهما سيعملان معا علي بناء مستقبلهما طالما أنه شاب يتمتع بحسن الخلق ولديه أساسيات العيش وهكذا تم زفافهما ومرت اشهر اولي بينهما شعرا خلالها الزوجان بأنهما يعيشان قصة حب كبيرة حتي تحرك الجنين في احشاء فاطمة وشعرت بفرحة غامرة وقتها وتأكدت أنها ستلد بنتا وحينما علم زوجها بأن أنثي هي التي تتحرك بأحشائها لاحظت فاطمة بتغيير معالم وجهه وان الحزن تسلل الي قلبه ولكنها لم تعبا لذلك وظنت أن ما بدي عليه من حزن سببه إرهاق العمل وبعد فترة وضعت فاطمة طفلتها الأولي وسرعان مامرت السنوات وأصبح لديها من البنات أربعة وفي كل مرة تشعر بالحزن يمزق قلب مصطفي زوجها بسبب انجابها البنات حتي أنه في بعض الأحيان يضطر لترك المنزل لها بحجة مسئوليات العمل و بدأ إهماله لزوجته يزداد حتي أصبح الزوجان كالغرباء في منزل واحد وأصبح مصطفي يقضي أغلب وقته خارج المنزل وشعرت فاطمة أن اليأس والتعاسة يملأن حياتها وبدأ زوجها يطلب منها أن تنجب مولودا آخر لعله يكون ذكر إلا انها رفضت وحاولت إقناعه أن هذا الأمر بيد الله وأن غلاء المعيشة وظروفها الصحية لاتسمح لها الأنجاب مجددا إلا انه رفض وأصر علي موقفه وعايرها بانجابها للبنات التي لن تخلد ذكره في العائلة حسب زعمه واحتد النقاش بينهما حتي وصل لمشاجرة كبيرة بينهما دفعت فاطمة لترك منزل الزوجية مصطحبة بناتها معها قاصدة منزل والدها وفي تلك الأثناء استغل الزوج تركها المنزل وبعد ها بأيام قليلة علمت بأنه تزوج من أخري آملا بأن تنجب له مولودا ذكرا ليحمل اسمه مما أثار حفيظتها واتجهت إلي محكمة الأسرة بالمنيا تطلب خلعا من زوجها الذي يكره بناته.