بعد ثلاثة أيام عشت فيها مع أحداث سيناريو الفيلم.. وشخصية مأمور السجن التي سأقدمها في الفيلم.. وبعد الاتصالات اليومية بيني وبين المخرج حسين كمال.. وتكلمنا كثيرا في الملحوظات التي قمت بالإهتمام بها.. بالنسبة لشخصية مأمور السجن.. ومنها علي سبيل المثال أن بعض الأشخاص الذين يقومون بوسائل التعذيب وقسوتهم.. تؤدي إلي أن أيديهم تصاب بالعرق.. تخفيفا من قسوتهم.. ودائما ما يحملون معهم عددا من المناديل لتجفيف هذا العرق.. أثناء عملهم.. أو مقابلتهم للآخرين وقد علمت أنا هذه الحالة.. من أحد أطباء المرضي النفسيين.. إلي جانب طريقة أسلوب تصرفاتهم أثناء عملهم لتبعد عنهم شخصية المعذبين التي يشتهرون بها أثناء التحقيقات التي سيقوم بها لإدخال الآمال إلي قلوبهم والسيطرة عليهم بالحنان.. والأمان.. وكل وسائل التعامل الطيبة مع المتهمين.. حتي يحصل علي اعترافاتهم من خلال اطمئنانهم لهذا المأمور الطيب.. الذي يحب الحياة.. ويعبر عنها بكل الحب.. والاطمئنان الذي يرسله بأسلوبه إلي قلوب المهتمين!! وذهبت إلي الاستوديو.. استوديو نحاس قبل موعد التصوير بثلاث ساعات.. للقاء المخرج ومشاهدة ديكور مكتبي.. ومحتوياته التي قام بتجهيزها مع المسئولين معه في العمل.. استقبلني المخرج استقبالا رائعا وهي في انتظاري في الموعد المحدد.. ودار بيننا.. بعد أن جلسنا معا في الحجرة الخاصة بي للاستعداد إلي النزول إلي حيث ديكور مكتبي الذي سأصور فيه المشاهد!! قال لي يبدو أنك مستعد تماما لشخصية المأمور الذي ستقوم بها مع باقي النجوم؟! قلت له أنا فعلا مستعد تماما.. وهذا يرجع إلي تعاونك الفني والنفسي مع أحد نجومك الذين سيعملون معك!! قال لي عظيم.. هيا بنا ننزل لتري بنفسك ديكور مكتبك الذي سيتم فيه معظم تصوير مشاهدك.. وتلتقي بمؤسسي الديكور ومدير التصوير الذي سيقوم بتصوير الفيلم.. ومنهم مشاهد مأمور السجن الذي أخبرني.. هو مهندس الديكور.. أنكم أصدقاء!! ونزلنا معا.. إلي حيث المكتب الذي تدور فيه أحداث دور المأمور!! وكانت المفاجأة التي احتلت كل وجودي.. عندما شاهدت مدير التصوير الذي يقوم بتصوير الفيلم.. مدير التصوير الصديق الرائع محسن نصر.. الذي قدمت معه عددا من الأفلام التليفزيونية القوية.. والأفلام السينمائية الأخري.. ويقف بجانبه.. مهندس الديكور الصديق أيضا لي.. وتعاملنا معا في كثير من الأفلام.. والمسرحيات المهندس العبقري المحبوب.. نهاد بهجت الذي كان يعشق الفن بكل عناصره.. ومن حبه في العزف علي العود ومنع شرب السجاير.. بسبب أضرارها طوال حياته.. ومع أصدقائه وأنا منهم!! وبعد السلام.. والتحية.. والإبتسامات التي تعبر عن حب الأصدقاء.. في عالم الفن الجميل.. الذي يحافظ علي الود.. والعلاقات الصادقة.. طوال المشوار الفني بين نجوم ونجمات الفن من كل عناصر.. من أكبر النجوم إلي كل نجوم العمل السينمائي.. خلف الكاميرات.. وهم أعظم وأحب.. وتقديرا لدورهم في صناعة السينما!! ونظرت إلي محتويات الحجرة.. وأصبت بالذهول والصمت.. مبهورا!! وإلي لقاء!!