رغم التفاؤل الأمريكي حول النجاح في حشد تحالف يضم40 دولة لقتال تنظيم داعش, فإنني أشعر بفشلهم الذريع للوصول إلي هذا العدد, ولن تتعدي الدول التي ستشارك بشكل حيوي ومؤثر عسكريا علي عشر دول. ويبدو أن الارتباك والتخبط الأمريكي سيساهم في جعل الحرب العالمية الثالثة حربا وهمية, فلأول مرة في التاريخ تسعي دولة عظمي لشن حرب عالمية علي عصابة لا يتعدي أفرادها ال30 الف شخص, تجمعهم أفكار عفا عليها الزمن وغير مقبوله اجتماعيا, وطردوا من القاعدة التي تعد من اشد التنظمات الارهابية قسوة وإنحرافا وإجراما في التاريخ, أمريكا ستفشل لسببين: الأول: يتمثل في شكوك دول تحارب الإرهاب منذ سنوات في الهدف الأمريكي لإنشاء هذا التحالف, وتوقيت بدء هذه الحرب علي تنظيم هو من صنع أيديها من الأساس, وتسوق للعامل أنها ضد الإرهاب, وهي تدعم منابعه الأساسية المتمثل في جماعة الإخوان المسلمين بكل قوة, والثاني: هو انحياز جماعات وأنظمة ودول لتنظيم داعش كانت في السابق تتنصل من أي شكل من أشكال الإرهاب في العلن وتقدم له كل دعم في الخفاء, لم نفاجأ مطلقا من إعلان وجدي غنيم الفار من قطر في الأسبوع الماضي تأييدة العلني لتنظيم داعش, ولا بتحفظ قطر وتركيا علي المشاركة, ولم يفاجئنا الدكتور يوسف القرضاوي بإعلانه رفض شن الحرب علي التنظيم, ولم تصدمنا تصريحات قادة السلفية الجهادية في مصر رفضها هذه الحرب وتأييدها لداعش, والأغرب أن كل التنظيمات التي تتاجر بالإسلام وتقتات بدعم حلفاء واشنطن صورت الأمر علي أنه حرب صليبية جديدة بين الإسلام والصليبيين الذين تساعدهم بعض الانظمة الكافرة اخارجة عن الاسلام, وهو شعار يدغدغ به تجار الدين مشاعر البسطاء, فالمشكلة في واشنطن انها لم تقنع من يخوض حرب ضروس مع الارهاب بالفعل منذ سنوات مثل مصر ولا هي نجحت في شق العلاقة بين الأم المتمثلة في جماعة الإخوان المسلمين وبين ابنائها الدمويين المنتشرين بمسميات مختلفة في كل انحاء العالم ينشرون الخراب والدمار, لاهي استوعبت الأم الإخوانية ولا أولادها الارهابيين, حيث تتكشف الحقائق امام الغرب وامام امريكا بان كلهم داعش مهما اختلفت المسميات. العجز الامريكي في الازمة الاخيرة يفوق الوصف, فلا هي قادرة علي النزول علي الارض لقتال عصابة داعش ولن تستطيع حسم الحرب ضدها بضربات جوية مباشرة, ولا هي قادرة علي فتح علاقة جديدة مع الرئيس بشار الاسد لينضم الي التحالف, ولا هي قادرة علي استيعاب ذبح مواطنيها جهارا نهارا وتقف هي عاجزة علي الأخذ بحقوق المذبوحين. هناك معضله كبري تواجه اوباما بعد ان أخطأ اخطاء استراتيجية فادحة منذ ان قرر أن يستبدل بالانظمة العربية الإخوان المسلمين الذين ظلوا طوال حياتهم يتفننون في الكذب والخداع, يظهرون التسامح ويضمرون التكفير لكل المسلمين,يعلنون إيمانهم بالديمقراطية وتبادل السلطة سلميا وهم يملكون تنظيما خاصا مسلحا في كل دول العالم يتربص بمفاصل كل دوله, يتحركون جميعا وفقا لمبدأ واحد يتلخص في كلمتين( الحكم أو القتل), ويسيرون وفقا لمنظومة واحدة متضاربة المعني.., كلهم داعش وكل التنظيمات الراديكالية الإسلامية تنتمي لذات المنظومة الفكرية التي خرجت منها داعش.., لافرق بين الإخوان والنصرة, أو انصار بيت المقدس او حماس او أنصار الشريعة أو بوكو حرام او أحرار الشام أو التوحيد والجهاد أو الجماعة الإسلامية أو التكفير والهجرة أو الناجون من النار أو غيرها, فكلها مسميات للأعمال القذرة لتظل الجماعة بعيدة عن الهدم خادعة لعموم الناس, وبعض من الغرب المذهول من عشق داعش للذبح, وشرب الدماء, الفرق ان داعش سيطرت علي قطعة من الارض تمثل محافظتين في العراق( نينوي الأنبار) ومثلهما في سوريا( الرقة ادلب), وامتلكت أرضا وآبار بترول, فاصبحت محل جذب لمن يدمنون القتل, فظهرت تصرفاتهم العجيبة والشاذه وأفكارهم المتخلفة, ووحشيتهم التي تنتمي للعصور الوسطي والاسلام برئ منها, ولو امتلك الإخوان زمام الأمر في مصر لحدث أكثر من ذلك بكثير لأنهم اصل الداء, وعنوان التكفير القطبي الذي يعد شريانا حيويا للإرهاب في العالم كله, ولشهد العالم سلوكيات تنحصر في( التكبير والتكفير والتدمير والتهليل والعلاج ببول البعير), وأنه لا مسلمون غيرهم, ولا حدود للوطن, ولا حقوق للاقليات, ولا عدل ولا تسامح بل قتل للأبرياء مهما قل الخلاف أو كثر.., شعارهم الدائم جئناكم بالذبح لكل مخالف لهم لانهم يعشقون الدم لا يحبون الاسلام,.والمؤكد ان أمريكا تهدف لتوريط عدة دول في الصراع, وعلي رأسها مصر ودول الخليج, لإدخالها قسرا في دوامة من الفوضي, ربما تمتد إلي10 أعوام, وكأنها تحارب فأرا ضالا, حيث ستدعي امريكا دوما هروبه من هنا الي هناك, خاصة الولاياتالمتحدة ستكتفي فقط بالضربات الجوية, وتورط جيوش هذه الدول في حرب عصابات في بلاد الرافدين, وهو الأمر الذي تعيه مصر جيدا, ولن تلدغ مصر ودول الخليج من الجحر الأمريكي مرتين. وأخيرا.., عصابه داعش مشكله أمريكية خالصة, نتجت عن سذاجة وسوء نية وتآمر وجهل بمبادئ الاستراتيجية من أمريكا, وأطراف إقليمية عدة.., والمؤكد أن مصر لن نذهب للقتال بأوامر أمريكية بعد كل ماحدث من رعايتها للإخوان المسئول الأول عن الإرهاب في العالم كله ودفعهم نحو الفوضي في مصر لهدم الدولة, وقواتها المسلحة, مهما كلفهم ذلك من ثمن, ولابد أن تتوقف أمريكا عن لعب دور مزدوج مكشوف امام الشعوب العربية قبل الانظمة, تعلن الحرب علي الإرهاب, وتستخدمهم في تحقيق كل هدف في كل أنحاء العالم من أفغانستان الي يوجوسلافيا الي العراق الي ليبيا واليمن وحتي الصومال, لكي تؤمن الشعوب أولا بأن أمريكا تريد سلاما, وديمقراطية, وليس تجارة وأموالا حتي لو سقيت الأرض العربية بالدماء الطاهرة.