تصر أمريكا علي اللعب بالعالم الإسلامي, بأفلام وخدع أمريكية رديئة بطعم الدم.. تستنزف أمواله وتبتز حكامه وتغرر بشبابه, وفي النهاية تلتهم مقدراته قطعة قطعة..فالاستعمار لا يتغير ولا يتبدل.. دائما يظهر في صور وأساليب مغايرة تحير العقول العربية التي توقف بها الزمن. أقول ذلك وأنا أري اللهفة الأمريكية علي إنشاء تحالف دولي من40 دوله لقتال تنظيم إرهابي من صناعتهم هم, اتخذ من قطع الرؤوس طريقا للترويج ظلما وزورا وبهاتنا لمبادئ الإسلام وشريعته, والذي أطلق علي منتسبيه تنظيم الدولة الإسلامية( داعش), أشاهد الضغوط, وأتابع الجولات المكوكية للأمريكيين, وخلفها طابور عزف نشاد من الأوروبيين, وهو أمر في غاية الاستغراب, وكأني شاهدت هذا السيرك( الأمريكي الداعشي) مرات عدة, فيلم مثل أفلام السينما المصرية القديمة الذي يظهر في نهايته غالبا البطل في صورته الحقيقية, زعيم عصابة مسئول عن كل جرائم القتل, والسرقة رغم ادعائه الفضيلة طوال الأحداث, أمريكا منذ ثمانينيات القرن الماضي, وهي تكرر نفس القصة الهابطة ونفس السيناريو حرفيا, ولا تمل من التكرار معتمدة علي( ذاكرة السمك الضعيفة) التي يتمتع بها القادة والشعوب العربية, وملخص هذا الفيلم هو تحديد الهدف ثم إظهاره علي أنه( كيان كافر يعادي الإسلام والإنسانية).., ثم تجمع عملاءها المتعطشين للدم نحو الهدف, وتقدم لهم كل دعم ممكن من مال وسلاح عن طريق وكلاء في الغالب يرتدون الجلابيب والعمائم واللحي الطويلة من بني دينهم وجلدتهم, ثم ينتهي الدور, ويتحقق الهدف بعد اكتمال تجمع الارهابيين الدمويين محترفي القتل في مكان واحد, ثم تكشفهم أمريكا وتتبرأ منهم ثم تدعو العالم لتحالف دولي لسحقهم, ثم تبدأ في ابتزاز الأنظمة, وتقبض الثمن مقدما بالمليارات بعد زفة من الترويج للوحش الذي قامت هي بتربيته, ليتناسب مع جداول مبيعات شركات السلاح وخطط تحسين الموازنة الأمريكية, ثم ينتهي الفيلم بتزعم أمريكا هذا التحالف والظهور بمظهر( أمريكا قاتل الوحش المحافظ علي العروش.., راعي الديمقراطية المزيفة). وتشوق الجميع لمسرحية امريكية جديدة.., في ثمانينيات القرن الماضي قالت أمريكا إن روسيا الشيوعية الكافرة استباحت أفغانستان المسلمة, وأخذت تفتح شرق باكستان لعشاق(القتل والدم)لممارسة هواياتهم المفضلة تحت راية الجهاد الزائف, لتظهر لأول مره( قاعدة الدم) برعاية وتخطيط راعي البقر الأمريكي, بل إن عناصر القاعدة حصلوا بسهولة ويسر علي( صواريخ إستنجر) الأمريكية التي فشل حسني مبارك علي مدي30 عاما في الحصول علي نسخة واحده منها, وعندما نجح السفاحون في هزيمة السوفيت, ونجحت أمريكا في تجميع كل العاهات النفسية من المتأسلمين في صندوق واحد داخل أفغانستان, عرتهم, وصورت جرائمهم, وأنشأت تحالفا للخلاص منهم, فعلت ذلك الفيلم المثير للغثيان في الصومال, وفي ليبيا, وفي سوريا, وعندما خافت من النزول علي الأرض السورية للقضاء علي الجيش العربي السوري تفتق الذهن الأمريكي, وذيوله القطرية في إنشاء( داعش) لتؤدي المهمة المرسومة, والمتمثل في استكمال تقسيم العراق لثلاث دول محددة للسنة والشيعة والأكراد, وتفكيك سوريا وتجميع عشاق الدم في صندوق جديد من كل أنحاء العالم وكأنها مصيدة الفئران. العجيب في الأمر أن كل الجرائم الأمريكية التي ترقي إلي جرائم ضد الإنسانية تجد تجار الدين المتأسلمين في مقدمتها, وفقا لمبدأ يسير عليه الإخوان منذ نشأتهم البريطانية, وكل الخارجين من تحت عباءتهم ملخصه( أينما تكون المصلحة الأمريكيةالغربية وجد الجهاد في سبيل الله). فالهدف الأمريكي كان واضحا في أفغانستان وهو كسر الجيش الروسي, ومع ذلك تحول الهدف إلي( جهاد في سبيل الله) وفي الشيشان كان الهدف تفكيك دول الاتحاد الروسي وتحول أيضا( لجهاد في سبيل الله) والهدف في يوجسلافيا كان تفكيك أخر اتحاد اشتراكي يتبع حلف وارسو, وتحول إلي جهاد لتحرير مسلمي البوسنه من الصرب, وفي العراق كان الهدف تفكيك جيش العراق وفق خطة أمريكية لتفكيك الجيوش العربية حماية لإسرائيل, ومع ذلك تحول الاحتلال الأمريكي إلي مشروع خير, وتوافد السفاحون وكأنه سباق إلي الجنة, وفي ليبيا كان الهدف تفكيك الجيش الليبي وإذا به يتحول إلي( جهاد في سبيل الله) لتجتمع كلاب جهنم من كل صوب يذبحون الشعب الليبي المكلوم. أما اليوم فان( فيلم داعش) آخر وحش دموي أنشأه الأمريكيون بإشراف تركي قطري فقد حاد عن الهدف المرسوم له في سورياوالعراق, وتجاوز خطوطه الحمراء المرسومه بدحرجة رأسين غربيين ذبحا كالخراف, الأول للصحفي الأمريكي, والثاني للصحفي مزدوج الجنسية الأمريكية الإسرائيلية, هنا فقط لابد أن يتوقف الفيلم الأمريكي في العراق وتنتصب الدنيا وقوفا للدم الأزرق المراق.., وينشأ التحالف الدولي فورا للخلاص من( الوحش الداعشي) الذي تجمع أعضاؤه داخل الصندوق, فبدأت أمريكا علي الفور حربا إلكترونية شعواء كشفت فيه فظائع إنسانية يندي لها الجبين ترتكب باسم الاسلام وهو منها براء, مثل قتل تنظيم( داعش)1700 من الجيش العراقي في معسكر( إسبايكر), وبيع النساء الشيعيات والإيزيديات في الأسواق بعد ذبح رجالهن بالكامل, وكلها حرب سياسية في الأساس تحمل رسائل محددة تقول أن مهمة( داعش) الأمريكية قد إنتهت وأن( رؤوس الإرهاب قد أينعت وحان قطافها) لتعاد القصه بحذافيرها وفقا لإستراتيجية خرقاء,لأنهم هم الذين أنشأوا الإرهاب وهم من يرضعونه كراهية وأموالا وبنين فاسدين. ولذلك لابد أن تعي مصر الفخ الأمريكي الجديد, ولا تنساق أبدا خلف السياسة الأمريكية العجيبة التي سعت علي مدي4 أعوام لخلق( وحش دموي) مماثل في مصر لتفكيك جيشها وهدم كيان دولتها, ولا ننساق أمام دعوات غير مسئولة من شخصيات تضمر الشر لمصر وشعبها, وأن تكون سياسة مصر ضد الإرهاب محددة المعالم بالفكر المستنير وبالقوة الناعمة وبالسلاح عند الضرورة القصوي, دون تورط في خطة أمريكية حمقاء. الكل يعرف أين تربي إرهاب الإخوان وتابعيهم, فبريطانيا هي بيت الداء والحضن التاريخي الدافئ, وقطر وتركيا لهما الراعية والتمويل, والضيافة والإيواء, وواشنطن هي التي تخطط وتدبر بليل ليكون الضحية في النهاية أبناء الأمة المساكين المغلوبين علي أمرهم. وفي النهاية لابد أن يفيق العرب من سكرتهم ويلفظوا كل فكرة شيطانية أمريكية مهما تكن مغرية مهما تكن الصعاب ويعتمدوا علي أنفسهم بإحياء اتفاقية الدفاع العربي المشترك التي تضمن أمن الدول العربية كلها, وأن يتم إنشاء قوة ردع عربية جديدة تتدخل سريعا وقت الأزمات بأسلحة وتدريب جديد يتناسب مع حرب العصابات الذي يتقنه عشاق الدم المتأسلمون لنرفع جميعا شعار القضاء علي الإرهاب أولا.