يعاني أهالي المنوفية من تلال القمامة المنتشرة بقري المحافظة علي الرغم من التصريحات الوردية لمسئولي المحافظة بتجميع القمامة من المنازل مقابل رسوم نظافة يتم تحصيلها من المواطنين علي أن يتم نقلها إلي المقالب العمومية بالمدن تمهيدا لنقلها ثانية إلي المدفن الصحي العمومي بمدينة السادات, الذي تكلف مئات الآلاف من الجنيهات. إلا أن الواقع شيء آخر حيث أنشأت الوحدات المحلية بالمراكز والقري مقالب قمامة علي أراضي أملاك الدولة التابعة لها وقامت بحرق هذه القمامة التي تضم مخلفات ضارة بالانسان والبيئة في تلك الأماكن رغم وقوعها وسط الزراعات وبالقرب من الكتل السكنية, الأمر الذي يلحق أذي بالغا بالأهالي نتيجة انبعاث الأدخنة السامة من تلك القمامة مما يعرضهم للإصابة بأمراض الربو والحساسية والتي تنتهي أحيانا بتليف الرئتين الذي يتسبب في الوفاة, إلي جانب تلف المحاصيل الزراعية وجفافها وانهيار أكوام القمامة علي الزراعات المختلفة. يقول الدكتور محمد سعيد طبيب أمراض صدرية لم يجد مسئولو المحليات أفضل من أبواب وأسوار المدارس مكانا لوضع صناديق القمامة أمامها لتوزيع الأمراض والأوبئة علي الصغار والكبار علي حد سواء, محذرا من خطورة الموقف صحيا وأمنيا علي حياة ملايين التلاميذ مع بدء العام الدراسي الجديد, مؤكدا أن معظم مدارس مدن وقري المحافظة تحولت إلي بؤر لتجميع القمامة وبرك الصرف الصحي ومرتع للفئران, فمعظم المدارس تعاني من مقالب أمام أبوابها الرئيسية. ويشير المهندس صابر عبد الوهاب إلي كثرة مقالب القمامة التي تقع علي الترع بمحافظة المنوفية, والتي حولها المواطنون مرتعا لتربية الحيوانات مما ساعد علي انتشار الفئران والحشرات الضارة التي تسبب الكثير من الأمراض للمواطنين, مؤكدا أن تصريحات المسئولين عن تطهير الترع مجرد حبر علي ورق, بعد أن تحولت الترع الموجودة في القري إلي مقلب لإلقاء القمامة والقاذورات. وأضاف محمود عبد السميع, مدرس أن الترع تحولت إلي أكبر مصدر للإصابة بالأمراض بعد أن أصبحت مرتعا للحيوانات والفئران التي تسبب مشكلات عدة للأهالي, خاصة الأطفال الذين تلدغهم العقارب, وتقرضهم الفئران التي تتربي وسط القمامة المتراكمة علي جانبي الترع. وأشار طه زنون, مزارع, إلي أن عدم تطهير الترع تسبب في الكثير من المشكلات خاصة في الزراعة, فالمياه لا تصل إلي نهايات الترع بسبب انسدادها لتراكم القمامة والحيوانات النافقة, علاوة علي الروائح التي تنبعث من هذه القاذورات وتراكم القمامة خاصة أن البعض يلقي بنفايات المستشفيات علي جانبي الترع في بعض القري والمراكز. وأوضح رفعت الشاذلي موظف معاناة قري محافظة المنوفية من ارتفاع معدلات التلوث وانتشار أكوام القمامة والمخلفات في مداخل القري, وعلي امتداد الطرق والشوارع المهمة, الأمر الذي ينذر بوقوع كارثة بيئية, خاصة في ظل الإهمال الجسيم الذي يشهده مشروع منظومة النظافة بالمحافظة. وفي قرية شنوايالتابعة للوحدة المحلية بساقية أبو شعرة, تنتشر أكوام القمامة علي جسور الترع والطرق العامة, وامتدت أيضا لتحاصر تلاميذ المدارس بمدرستي: شنواي الابتدائية, والدكتور أحمد عامر الابتدائية من جانبه أكد اللواء أسامة فرج سكرتير عام محافظة المنوفية أنه تم تسلم14 سيارة قلاب سعة4 أطنان سيارات قلاب سعة02 طنا وضمها إلي منظومة النظافة بالمحافظة. بالاضافة إلي وضع جدول زمني لتشغيل مصنع تدوير القمامة بمركز قويسنا. وأشار فرج إلي أن مدينة شبين الكوم تنتج ما بين003 إلي053 طنا يوميا ويتم نقلها إلي المدافن الصحية ومصانع تدوير القمامة, وأن هناك سعيا من المحافظة لدعم نقل أي زيادة محتملة. فيما أوضح الدكتور أحمد شيرين فوزي محافظ المنوفية ان لنظافة هي المظهر الحضاري للمدينة وأنها الوجه المشرق لثقافة الشعوب لذا يجب أن تتضافر كل الجهود بدائرة المحافظة للقضاء علي ظاهرة تكدس القمامة, وأن نعمل بجد لدعم كل الجهود التي تسعي للقضاء علي هذه الظاهرة وأي ظواهر سلبية أخري قد تعوق مسيرة تقدمنا. وشدد المحافظ علي ضرورة الاهتمام بنظافة المدن والشوارع الرئيسية والفرعية والاهتمام بالطرق وتسويتها وإعادة الشيء لأصله علي مستوي المحافظة, معلنا انطلاق حملات الإزالة القمامة والإشغالات بالقري والمدن, مؤكدا أن هذه الحملات تأتي في إطار بسط سلطة القانون وفرض هيبة الدولة.