وضعت البارونة سعيدة وارسي وزيرة الدولة في الخارجية البريطانية ووزيرة شئون الجاليات والأديان السابقة، الحكومة البريطانية في مأزق شديد بعد ان تقدمت باستقالتها امس احتجاجا علي سياسة بريطانيا تجاه العدوان الاسرائيلي السافر ضد الفلسطينيين في غزة وهذا الموقف من سعيدة وارسي التي تستحق كل التحية والاحترام والتقدير عليه يؤكد للعالم كله انه لابد ان تكون له وقفة حاسمة تجاه اسرائيل وممارساتها البشعة والمخالفة لكل الاعراف والقوانين. وكأن هذه الوزيرة تقول للعالم وليس لبريطانيا فقط. يجب الا نقف موقف المتفرجين تجاه الحرب البشعة التي تقوم بها اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني الأعزل وأقول: انه يكفي هذه الوزيرة الشجاعة شرفا الكلمات الواضحة التي وجهتها الي ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا في خطاب استقالتها حيث قالت له: انه لم يعد بإمكاننا دعم سياسة الحكومة تجاه غزة وان نهجنا خلال الازمة الحالية في غزة لايمكن الدفاع عنه من الناحية الاخلاقية وليست في المصلحة الوطنية لبريطانيا، وسيكون لها تاثير ضار علي المدي الطويل علي سمعتنا دوليا ومحليا. واقول وبكل صراحة ووضوح ان استقالة سعيدة وارسي فيها تأكيد الموقف المخزي للحكومة البريطانية وصمتها تجاه مايحدث للفلسطينيين والمجازر البشرية التي تقوم بها اسرائيل في غزة كما ان هذه الاستقالة لاتمثل رسالة فقط للحكومة البريطانية لاتخاذ مواقف ايجابية توقف المجازر الاسرائيلية في غزة وانما هي تمثل رسائل لجميع الدول الاوروبية والعالم كله حتي يسارع الجميع ويتدخل لوقف الحرب الاسرائيلية في قطاع غزة والعمل علي حث الجميع علي التاييد العملي. وليس بالاقوال. للمبادرة المصرية للوقف الفوري لاطلاق النار خاصة ان المبادرة المصرية لقيت تأييدا كبيرا وغير مسبوق علي المستوي العالمي. وقبل النهاية أقول وبكل أمانة وتجرد: ان الموقف المصري الرائد والمحوري والتاريخي تجاه القضية الفلسطينية كان ولا يزال وسوف يستمر كما هو ولن يتغير لأن الثوابت المصرية علي مر التاريخ تؤكد ان القضية الفلسطينية هي قضية امن قومي لمصر وشعبها، وسوف تستمر مصر في هذا الدور حتي يحصل الشعب الفلسطيني علي كامل حقوقه وانهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية وحتي تصبح القدسالشرقية هي عاصمة فلسطين.