في خطوة نحو تعزيز الصحافة الالكترونية ومؤشر علي بداية النهاية بالنسبة للصحافة الورقية أعلن موقع آمازون عن زيادة الناشرين الذين يسمحون بتداول وبيع الجرائد والمجلات والدوريات التي يصدرونها عبر متاجر كيندل الالكترونية الي70% من عائدات البيع بدلا من30% كما كان الحال في السابق. الاعلان الجديد كما قالت صحف عالمية يشجع بائعي الكتب وناشري الجرائد علي السماح ببيع وتصفح منشوراتهم عبر جهاز كيندل وتطبيقاته. وكيندل هو جهاز قراءة الكتروني يقوم موقع آمازون بانتاجه وتوزيعه ويمكن قراءة الكتب الالكترونية عليه بجودة عالية ويتميز الجهاز بخفة وزنه حيث يزن حوالي290 جراما ويبلغ سمكه حوالي ثلث بوصة ويمكنه الاتصال بالانترنت بنفس تقنية الهواتف المحمولة ولا حاجة لتوصيله بأجهزة الكمبيوتر. وتقول آمازون إنه لن يصبح من الضرورة أن تمتلك جهاز كيندل لتتمكن من الدخول في قائمة كتب كيندل والتي تضم أكثر من630 ألف عنوان تتزايد كل يوم ونحو مليوني عنوان مجاني لكتب طبعت قبل عام1923 وانتهت حقوق ملكيتها بالإضافة إلي أشهر الجرائد العالمية والدوريات والمدونات. كيندل وفقا لهذه الخدمة ستسمح بتصفح وشراء عناوينها عبر تطبيقات ستصبح متاحة علي منصات عمل آي فون وآي باد وآي بود وقريبا علي أجهزة آندرويد. الاعلان الثاني الذي قامت به آمازون هو خدمة الإعارة الإلكترونية للكتب, فالكتب التي تشتريها عبر كيندل وتطبيقاته سيمكنك اعارتها لمرة واحدة فقط ولشخص واحد لمدة14 يوما فقط وفي خلال هذه الفترة لن يتمكن المقرض من قراءة الكتاب وسيتوقف كون الكتاب متاحا للاعارة أم لا علي رغبة ناشري الكتب. ولكن الاعلان الثاني من كيندل لم يمر مرور الكرام فصحيفة الايكونوميست علقت علي خدمة الاعارة المحدودة هذه بالقول انها خدعة من بائعي الكتب ومنتجي كيندل فهم كما أكد محرر بالايكونوميست يريدوننا أن نعيش في وهمين: الأول هو أن قراءة الكتاب الالكتروني برخصة الاعارة المحدودة هذه موازية لشراء الكتاب الورقي الذي يمكن اقراضه بالفعل, والوهم الثاني هو أن الكتب الالكترونية ترسخ ثقافة الكتاب الذي يدوم بعكس الكتاب الورقي الذي يبلي بعد فترة. يقول الكاتب إن الغرض من اتاحة خدمة الاقراض المحدود المدة هذه هو الهاء الناس عن أنهم يدفعون أموالا حقيقية للحصول علي كتب الكترونية لن يستخدموها سوي لمرة واحدة ويستشهد الكاتب بالنسخ الورقية من كتاب دان براون الرمز المفقود التي يقول الكاتب انها أصبحت وبعد أسابيع قليلة من اصدارها علي أرفف الكتب المجانية بالمكتبات وأصبحت تباع ببنس واحد خارج المكتبات, ونفس الحال يسري علي الكتب الالكترونية ان الاقراض المحدود هذا يجعل من الشخص مشتري الكتب مكتبة تعير الكتب لفرد واحد فقط وهو شكل آخر من كراهية الناشرين للمكتبات ولكن في المجال الالكتروني. ويواصل الكاتب قائلا ان بائعي الكتب الالكترونية يبيعون لنا وهم الملكية ففي حالة الكتاب الورقي نحن نمتلك الكتاب ملكية حقيقية ولنا حرية تامة للتصرف فيه يمكننا اعارته أو اعادته لبائعي الكتب بثمن أقل أو احراقه حتي ولكن في حالة الكتب الالكترونية نحن لا نستطيع التصرف في الكتاب بحرية, الملكية هنا منقوصة ويقارن الكاتب هذه الخدمة الجديدة بما كانت تقوم به آبل عبر موقعها آي تيونز لبيع الموسيقي والذي شبه المدير التنفيذي لآبل في شيلر فيه شراء أغنية منه بامتلاكها علما بأن الموسيقي التي تشتريها منه لا يمكنك اعارتها أيضا. ويقول الكاتب انه كما تغير الحال بالنسبة للموسيقي حيث تم كسر نظام الحماية الخاص بها سيحدث هذا مع الكتب الالكترونية فكلما زادت أجهزة قراءة الكتب الاليكترونية زادت الحاجة الي محتوي مقرصن وهذا هو ما يحدث بالفعل فالعديد من الكتب التي تبيعها آمازون أصبحت متوفرة علي مواقع مشاركة الملفات. ويتحدث الكاتب أيضا عن نوع آخر من الإعارة المحدودة يقوم به ناشرو الكتب بالفعل من خلال وضع أرفف للكتب في المقاهي وأرفف حتي داخل المكتبات نفسها وهم يقومون بهذا الآن في مجال الكتب الالكترونية عبر اتاحة تصفح كتبهم مجانا لمدة ساعة في عبر شبكات الواي فاي في المقاهي التي توفر هذه الخدمة سواء أردت أم لم ترد. الناشرون الآن أصبحوا يستهدفون الجمهور من غير القراء ويسعون لمعدل قراءة أكبر بين جمهور القراء الحاليين, ويقترح الكاتب أن تتاح اعادة الكتب التي تمت قراءتها لبائعي الكتب أو السماح باعادة بيعها بسعر أقل كما يحدث في الكتب الورقية فهذا سيحسن من وضعية الملكية للكتب الالكترونية وسيزيد أيضا من جمهور القراء المحتملين. ويجنب صناعة الكتب ما واجهته صناعة الموسيقي والسينما جراء عمليات القرصنة التي تتعرض لها.