أعلنت السيدة سوزان مبارك قرينة السيد رئيس الجمهورية ورئيسة جمعية مصر الجديدة عن امتداد مبادرة المائة مدرسة لمحافظة قنا والتي سيتم من خلالها تطويرمائة مدرسة بالمحافظة بهدف خلق بيئة تعليمية وتربوية وصحية واجتماعية داخلها وخارجها وستحتشد جهود الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص في روح من الشراكة البنائة لإقامة هذه التجربة التنموية المتكاملة. جاء ذلك خلال لقاء امس مع القيادات النسائية بمحافظة قنا حيث أكدت سيادتها أنها ستفتتح قريبا عددا من المدارس المطورة بمحافظة الفيوم وأن تطوير المدارس أصبح نموذجا يحتذي به ونتطلع لتكراره بمؤسساتنا التعليمية والتربوية في كل ربوع الوطن لافتة إلي السعادة التي تستشعرها علي وجوه التلاميذ فخرا بمدرستهم الجديدة التي أصبحت تلبي جميع احتياجاتهم. وأشارت إلي ان مشروع تطوير المدارس انطلق منذ حوالي أربعة أعوام بمبادرة من الجمعية وأصبح نموذجا يحتذي به. و أكدت السيدة سوزان مبارك قرينة السيد رئيس الجمهورية أن المرأة التي تشرف مصر والتي نريدها في البرلمان هي الأستاذة والطبيبة والمهندسة والمدرسة والعاملة والفلاحة وهي المرأة المصرية القوية في الحق, الشجاعة في الدفاع عن قضايا المواطنين والمصالح العليا للأمة, وهي المرأة التي تشرفنا بعملها وعقلها وحكمتها وقدرتها علي التصدي للمسئولية الوطنية في مرحلة مهمة حاسمة من تطور مجتمعنا وعالمنا ككل وذكرت أن الانتخابات البرلمانية المقبلة2010 تأتي في إطار أحداث تطورات داخلية مهمة وتعديلات تشريعية تعطي صلاحيات وأدوارا جديدة للمجلس التشريعي القادم وتأتي في نفس الوقت مع العديد من التحديات الخارجية التي يطرحها علينا عالم متغير يموج بالتحولات والمستجدات التي ينبغي التعامل معها تفاعلا وتأثيرا, وكلها قضايا تضع المجلس التشريعي القادم في مواجهة مع المستقبل وتضع المرأة في البرلمان القادم امام مسئوليات جسيمة. وقالت السيدة سوزان مبارك إن الأجندة التشريعية التي سوف تعرض علي المجلس الجديد ستكون أجندة مهمة وسوف تحدد صورة مستقبل مصر خاصة أنها تتضمن علي سبيل المثال التشريع الخاص بالتأمين الصحي المقترح والذي يستهدف توسيع مظلة التأمين وتطوير نوعية الخدمات الصحية ومشروع قانون الإدارة المحلية بما يتضمنه من تعديلات جوهرية في هياكل وأدوار المحليات ومنها أيضا التعديلات علي قوانين الأحوال الشخصية للمسلمين والمسيحيين والتي تعطلت لسنوات كثيرة لغياب المرأة داخل المجلس. وأكدت أن هناك صلاحيات جديدة وقضايا مهمة تضع المرأة النائبة في البرلمان أمام مسئولية تاريخية واختبار حاسم خاصة إذا أضفنا إليها كل القضايا الخارجية المهمة التي تشغلنا وتشغل عالمنا ككل, وأعربت مجددا عن تفاؤلها بالتجربة وثقتها التامة من نجاح المرأة في هذا الاختبار. وأشارت إلي أنه في الصعيد تتنافس عشرات السيدات علي مقاعد الكوتة النسائية الذي لجأنا إليها كضرورة مؤقتة فرضتها قيود وضغوط الواقع حيث تعيش المرأة المصرية والعربية بوجه عام رغم تاريخها ونضالها ودورها الحقيقي المتنامي علي كل مستويات العمل الوطني مفارقة صريحة بين ما استقر عليه الفكر والتوجهات التنموية المعاصرة والتشريعات الوطنية والاتفاقات الدولية وبين واقع ثقافي واجتماعي وفي بعض الأحيان سياسي يموج بالقيود والتحديات التي تحد من فرص المرأة الحقيقة في الدخول إلي معترك الحياة السياسية والوصول إلي مواقع القيادة ومراكز اتخاذ القرار. وأوضحت السيدة سوزان مبارك أنه عندما يتدخل المشرع لضمان تمثيل عادل ومنصف للنساء في البرلمان إنما يتدخل لتحقيق العدل والإنصاف بقوة التشريع لضمان تمتع المرأة بالفعل وعلي أرض الواقع بالحقوق المقررة لها قانونا ولتأكيد حقوق وواجبات المواطنة لجناحي المجتمع رجالا ونساء وفاء بالوعد الرئاسي في برنامج الرئيس مبارك عام2005 وليصبح حق المرأة في تمثيل برلماني منصف حقا محميا ومكفولا دستوريا حيث نص القانون المصري علي عشر سنوات كفترة محدودة لإعطاء المرأة الفرصة لإثبات وجودها وقدراتها ولإفراز قيادات نسائية جديدة تتصدي لتحمل المسئولية السياسية. وأضافت أن التحدي المطروح علينا يصبح هو العمل علي إنجاح هذه التجربة الجديدة إلي أكبر درجة ممكنة مطالبة بضرورة أن تكون هناك مشاركة مجتمعية لديها قناعة تامة لمساندة هذه التجربة التي يراقبها العالم كله. وذكرت السيدة سوزان مبارك أنه من واقع الدراسات والتقارير التي قدمت في المؤتمر الثالث لمنظمة المرأة العربية الذي عقد في تونس مؤخرا بمشاركتها تبين أن نظام الكوتة ليس اختراعا مصريا أو عربيا بل هو نظام أخذت به حتي الآن97 دولة علي مستوي العالم واستطاعت عن طريقه تحقيق نسب تمثيل مرتفعة في البرلمان.. لافتة إلي أن هناك28 برلمانا في العالم ترأسه امرأة. لحماية مستقبل التنمية الانسانية في مجتمعاتنا العربية. وذكرت السيدة سوزان مبارك أنه علي الرغم من استقرار التوجهات التنموية المعاصرة والقناعات الوطنية والدولية بشأن أهمية دور المرأة في عملية التنمية ورغم أن القناعة موجودة إلا أن المؤتمر الثالث لمنظمة المرأة العربية ركز علي إعادة طرح هذه القضية بهدف الوصول إلي استراتيجيات وبرامج وآليات أكثر فاعلية. وقالت إنه بالنظر إلي مكانة مصر في محيطها العربي كان هناك اهتمام كبير بين كل الدول العربية المشاركة في المؤتمر بالانتخابات البرلمانية القادمة في مصر وخاصة في ظل التعديلات التشريعية الأخيرة التي أقرت نظاما للكوتة لضمان حد أدني لتمثيل المرأة المصرية في البرلمان. وأضافت أنه خلال الحوار والنقاش الساخن حول هذا الموضوع حرص الوفد المصري في مؤتمر منظمة المرأة العربية علي توضيح الأمور وكيف لا تتعارض مثل هذه التدابير المؤقتة لصالح المرأة مع مبدأ المساواة الذي ينص عليه الدستور المصري في المادة40 لأنه ضمان لتحقيق تمثيل منصف للمرأة تحت قبة البرلمان في مجتمع تبلغ أعداد النساء فيه ما لا يقل عن نصف تعداد المجتمع ككل. كانت السيدة سوزان مبارك قد استهلت حديثها مع القيادات النسائية بمحافظة قنا والذي شهده المحافظ اللواء مجدي أيوب بتوجيه الشكر لسيادته علي الإنجازات التي تحققت علي أرض المحافظة, معربة عن بالغ سعادتها بزيارتها باعتبارها من أهم محافظات جنوب الصعيد. وأشارت إلي أنها جاءت لتحيي وتساند المرأة الصعيدية في قنا ولتلتقي مع أهالي المحافظة في حوار مفتوح وصريح وصادق حول أهم قضايا الساعة التي تشغل بالنا جميعا, منوهة بأنه حوار تسعي إليه دائما في كل زيارة لأنه الوسيلة المثلي لتنسيق الرؤي والمواقف المشتركة بين كل الشركاء في المسئولية الوطنية تجاه أهم قضايا وتحديات المرحلة الراهنة والمستقبلية. وقالت إننا حكومة وشعب رجالا ونساء وشبابا شركاء في مواجهة قضايا وهموم امس والغد فقد انقضي الزمن الذي كانت تنوب فيه الحكومات عن شعوبها في تحمل المسئولية وصار التحالف الوطني بين شركاء التنمية هو المحرك الأساسي لجهود التطوير والتقدم كأي مجتمع والطموحات في تزايد مستمر. ولفتت إلي الافتتاحات التي قامت بها أمس بمحافظة الأقصر حيث افتتحت عددا من المدارس التي تم تطويرها بكل من اسنا وارمنت, معربة عن مدي شعورها بالفخر والاعتزاز لامتداد المشروع الوطني لتطوير وإعادة تأهيل المدارس الحكومية تحت شعار' المائة مدرسة' حيث امتد إلي مناطق اخري جديدة وكان قد انطلق منذ حوالي أربعة أعوام وتحديدا في عام2006 بمبادرة من جمعية مصر الجديدة. كانت السيدة سوزان مبارك قد بدأت زيارتها لمحافظة قنا بافتتاح المقر الجديد للمجلس القومي للمرأة فرع قنا والذي تكلف مليوني جنيه وتفقدت مكتب شكاوي المرأة بالفرع والذي تلقي ألف شكوي منذ عام2007 من أبرزها مشكلات الأحوال الشخصية. وأعربت عن سعادتها بافتتاح الفرع الجديد حيث التقت وتحاورت بشكل بناء مع عضواته حول الدور المحوري الذي يقوم به في جهود تنمية المرأة المصرية والنهوض بأوضاعها. واستمعت لشرح من اللواء مجدي أيوب محافظ قنا علي نموذج مصغر يمثل المجلس القومي للمرأة وأقسامه المختلفة, ثم توجهت السيدة سوزان مبارك رئيسة الهلال الأحمر المصري إلي مستشفي الهلال الأحمر بقنا الذي تم افتتاحها في عام2003, حيث افتتحت سيادتها أعمال التطوير بالمستشفي والأقسام الجديدة به, وفي قسم أمراض العيون بالطابق الثالث بالمستشفي تفقدت حجرة الكشف ثم توجهت إلي غرفة العمليات. وفي الطابق الأرضي افتتحت السيدة سوزان مبارك بنك دم الأطفال. وأجرت حوارا مع الأطفال المرضي بالقسم مؤكدة أن الحالات المشابهة والتي تحتاج لعمليات نقل دم باستمرار مثل أمراض أنيميا البحر المتوسط والهيموفليا سيغطيها التأمين الصحي الذي سيعمم في البرنامج الانتخابي للرئيس مبارك, ووجهت وزير التربية والتعليم الدكتور أحمد ذكي بدر الذي حضر الجولة بضرورة استثناء هؤلاء الأطفال من الغياب حيث تتطلب حالتهم التغيب عن المدرسة للتوجه للمستشفي. ثم قامت بزيارة وحدة الغسيل الكلوي' وحدة الاستصفاء الدموي' والتي تم تطويرها ليصل عدد الماكينات بها إلي17 ماكينة. وانتقلت عقب ذلك إلي مستشفي كلية الطب بجامعة جنوبالوادي والتي تخدم محافظات قناوالأقصر وأسوان والبحر الأحمر لمواطني هذه المحافظات وأزاحت الستار عن اللوحة التذكارية ايذانا بافتتاحها للجمهور حيث كان المستشفي طور الافتتاح التجريبي منذ عام2007 بتكلفة إجمالية بلغت90 مليون جنيه. وأكدت السيدة سوزان مبارك حرصها علي متابعة نتائج الجهود الوطنية للارتقاء بمجال الصحة بالصعيد ككجزء لا يتجزأ من تنميته الشاملة. وفي الطابق الثاني قامت السيدة سوزان مبارك بزيارة قسم العناية المركزة بالمستشفي. ثم زارت غرفة عمليات القلب المفتوح حيث تجري جراحات دقيقة متخصصة لم تكن متوافرة من قبل في المنطقة, وتوجهت عقب ذلك إلي الدور الأول حيث زارت قسم الأشعة والمعمل. وافتتحت السيدة سوزان مبارك قاعة' مبارك' للمؤتمرات بمحافظة قنا وهي عبارة عن قاعة زجاجية من جميع وجهاتها مقامة علي مساحة20000 متر مربع بتكلفة بلغت8 ملايين جنيه وتضم قاعة للاجتماعات مزودة بأحدث أجهزة العرض والصوتيات وقاعة أخري للاجتماعات وقاعة لكبار الزوار بالإضافة إلي صالة استقبال واستعلامات وساحة لانتظار السيارات. وعقدت لقاء مع القيادات النسائية بمحافظة قنا بدأ بكلمة ترحيب من اللواء مجدي أيوب محافظ قنا استعرض خلالها انجازات المحافظة في مجال النهوض بالمرأة وبالمواطن في كل المجالات. ثم قامت السيدة سوزان مبارك بتسليم عقود لقروض متناهية الصغر لشباب الخريجين والمرأة المعيلة لاتاحة فرص عمل لهم من خلال مشروعات صغيرة, وذلك من خلال8 جمعيات أهلية حصلت كل منها علي مبلغ1,5 مليون جنيه من الصندوق الاجتماعي للتنمية.
