افتتاح المعرض السنوي لطلاب مدارس التعليم الفني بالقاهرة تحت شعار "ابدع واصنع"    اليوم.. آخر موعد لتلقي طلبات الاشتراك في مشروع العلاج بنقابة المحامين    مؤسسة ساويرس تقدم منحة مجانية لتدريب بحارة اليخوت في دمياط    "صدى البلد" يحاور وزير العمل.. 8 مفاجآت قوية بشأن الأجور وأصول اتحاد عمال مصر وقانون العمل    بروتوكول تعاون بين كلية الصيدلة وهيئة الدواء المصرية في مجالات خدمة المجتمع    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الثلاثاء 30 أبريل 2024    أسعار اللحوم فى الأسواق اليوم الثلاثاء 30 ابريل 2024    وزير الإسكان: 131 ألف حجز ل1747 قطعة أرض بالطرح الرابع لبرنامج «مسكن»    وزير الري يؤكد أهمية دور البحث العلمي في التعامل مع تحديات المياه    الصحف الكويتية: زيارة أمير الكويت للقاهرة تتويجا للعلاقات الأخوية والتاريخية    البنتاجون يكشف عن تكلفة بناء الرصيف المؤقت قبالة ساحل غزة    مواعيد مباريات الثلاثاء 30 إبريل - ريال مدريد ضد بايرن.. وكلاسيكو السعودية    أخبار الأهلي : الأهلي يستعيد الثنائي الغائب أمام مازيمبي لمواجهة الإسماعيلي    نجم الزمالك: الأهلي سيتوج بدوري أبطال إفريقيا    عاجل.. تشافي يعطي لابورتا الضوء الأخضر لعرض ثنائي برشلونة على الأندية السعودية    تأجيل محاكمة المتهمين بخطف شاب وإجباره على توقيع وصلات أمانة    الأرصاد تكشف موعد ارتفاع درجات الحرارة (فيديو)    سفير فنلندا في زيارة لمكتبة الإسكندرية    النبي موسى في مصر.. زاهي حواس يثير الجدل حول وجوده والافتاء ترد    الليلة.. حفل ختام الدورة العاشرة من مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير    مفتي الجمهورية مُهنِّئًا العمال بعيدهم: بجهودكم وسواعدكم نَبنِي بلادنا ونحقق التنمية والتقدم    "أسترازينيكا" تعترف: آثار جانبية قد تكون مميتة للقاح فيروس كورونا    حسام موافي في ضيافة "مساء dmc" الليلة على قناة dmc    اليوم.. استئناف فتاة على حكم رفض إثبات نسب طفلها للاعب كرة شهير    اليوم.. الحُكم على 5 مُتهمين بإزهاق روح سائق في الطريق العام    زلزال بقوة 4.7 درجة يضرب شرق تايوان    إمام: شعبية الأهلي والزمالك متساوية..ومحمد صلاح أسطورة مصر الوحيدة    مساعد وزير الصحة: قطعنا شوطًا كبيرًا في تنفيذ آليات مواجهة تحديات الشراكة مع القطاع الخاص    سعر الدرهم الإماراتي بالبنوك اليوم الثلاثاء 30-4-2024 في مصر    حزب الله يستهدف مستوطنة أفيفيم بالأسلحة المناسبة    بكاء ريهام عبد الغفور أثناء تسلمها تكريم والدها الراحل أشرف عبد الغفور    صعود مؤشرات الأسهم اليابانية في جلسة التعاملات الصباحية    «طب قناة السويس» تعقد ندوة توعوية حول ما بعد السكتة الدماغية    اليوم.. محكمة جنح القاهرة الاقتصادية تنظر 8 دعاوى ضد مرتضى منصور    تراجع سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء منتصف الأسبوع الثلاثاء 30 إبريل 2024    مقتل 3 ضباط شرطة في تبادل لإطلاق النار في ولاية نورث كارولينا الأمريكية    الاحتلال يداهم منازل الفلسطينيين في مدينة الخليل    تعرف على أفضل أنواع سيارات شيفروليه    العميد محمود محيي الدين: الجنائية الدولية أصدرت أمر اعتقال ل نتنياهو ووزير دفاعه    هل أكل لحوم الإبل ينقض الوضوء؟.. دار الإفتاء تجيب    "المصل و اللقاح" عن الأثار الجانبية للقاح "استرازينيكا": لا ترتقي إلى مستوى الخطورة    هل ذهب الأم المتوفاة من حق بناتها فقط؟ الإفتاء تجيب    موعد عيد شم النسيم 2024.. حكايات وأسرار من آلاف السنين    شقيقة الأسير باسم خندقجي: لا يوجد أى تواصل مع أخى ولم يعلم بفوزه بالبوكر    مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 30 أبريل في محافظات مصر    العثور على جثة طفلة غارقة داخل ترعة فى قنا    د. محمود حسين: تصاعد الحملة ضد الإخوان هدفه صرف الأنظار عن فشل السيسى ونظامه الانقلابى    دعاء في جوف الليل: اللهم اجعل لي نصيباً في سعة الأرزاق وتيسير الأحوال وقضاء الحاجات    بمشاركة 10 كليات.. انطلاق فعاليات الملتقى المسرحي لطلاب جامعة كفر الشيخ |صور    حشيش وشابو.. السجن 10 سنوات لعامل بتهمة الاتجار بالمواد المخدرة في سوهاج    الطيران الحربي الإسرائيلي يشن سلسلة غارات عنيفة شرق مخيم جباليا شمال غزة    تصريح زاهي حواس عن سيدنا موسى وبني إسرائيل.. سعد الدين الهلالي: الرجل صادق في قوله    ميدو: عامر حسين ب «يطلع لسانه» للجميع.. وعلى المسؤولين مطالبته بالصمت    تعيين إمام محمدين رئيسًا لقطاع الناشئين بنادي مودرن فيوتشر    إيهاب جلال يعلن قائمة الإسماعيلي لمواجهة الأهلي    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    أخلاقنا الجميلة.. "أدب الناس بالحب ومن لم يؤدبه الحب يؤدبه المزيد من الحب"    تموين جنوب سيناء: تحرير 54 محضرا بمدن شرم الشيخ وأبو زنيمة ونوبيع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



زيارة الشيخ صلاح
نشر في الأهرام المسائي يوم 24 - 10 - 2010

قبل أذان عصر ذلك اليوم الشتوي البارد‏,‏ وصل الشيخ صلاح إلي قريتنا التي تبعد عن مدينة الزقازيق بنحو‏10‏ كيلومترات علي الطريق المؤدي إلي المنصورة‏,‏ بعد أن ظلت تسمع عنه وعن قدراته وبركاته لأكثر من عدة شهور‏
وصل الرجل في موكب من ثلاث سيارات‏,‏ تتقدمها سيارة المهندس عبدالنبي سلام وبصحبته الشيخ الذي قبل ضيافته ووافق علي الإقامة في المنزل الذي خصصه له‏,‏ وراعي أن يكون مناسبا لداعية ذائع الصيت ولعدد من مريديه‏,‏ واستقل السيارتين الأخريين عدد من المريدين وزوجاتهم‏,‏ واتجهت السيارات إلي مسجد البشري‏,‏ حيث ينتظره جمع من أهل القرية الهادئة دائما إلا في مثل هذه الأحداث لكي يؤمهم في الصلاة‏,‏ وبعدها يحدثهم عن قضايا دينية وحياتية‏.‏
وتقدم اثنان من الأتباع لمساعدة الشيخ علي مغادرة السيارة ودخول المسجد‏,‏ في حين سار أمامه المهندس عبدالنبي لإفساح الطريق أمامه‏.‏
وبعد أن صلي بالناس تحدث إليه حديثا نال منهم القبول‏,‏ بل كان هناك من أشاد بعلم الرجل وتفقهه‏.‏
وحانت صلاة المغرب‏,‏ فصلي بهم‏,‏ بعدها توجه إلي مقر إقامته‏,‏ وعندما استقر به المقام ابتلع حبة منشطة أو فلنقل برشامة مخدرة يطلقون عليها في قريتنا فراولة‏..‏ ويقول من يتناولونها إنها تمنحهم حيوية ونشاطا وتضاعف من قدراتهم الجنسية‏,‏ وكان المقربون يعرفون أن الرجل يبتلع منها‏4‏ حبات يوميا‏.‏
والرجل كان في السبعين من عمره تقريبا‏,‏ ممتلئا نسبيا متوسط القامة عريض الأكتاف ذا لحية كثة نال منها المشيب‏,‏ يرتدي جلابية ومن فوقها عباءة ويضع فوق رأسه طاقية بيضاء ومن فوقها شال كبير ينسدل فوق كتفيه‏,‏ وهو لم يبدأ حياته داعية‏,‏ بل عمل محاسبا في إحدي شركات الملاحة بالإسكندرية بعد حصوله علي بكالوريوس تجارة من تجارة الإسكندرية‏.‏
ولأنه من أسرة متواضعة‏,‏ فقد اضطر للعمل في أعمال كثيرة من أجل استكمال دراسته‏,‏ خاصة خلال فترة الصيف‏,‏ وبعد التخرج والحصول علي وظيفة ترك الأسرة‏,‏ وعاش في شقة صغيرة بحي باكوس‏,‏ وبالرغم من انغماسه في عالم المتع الحسية‏,‏ النساء والمخدرات والسهر‏,‏ فإنه كان متفوقا في دراسته ومشهودا له بالذكاء والانتهازية‏.‏
وعندما اكتشف أن دخله من الوظيفة لا يكفيه‏,‏ أي لا يكفي لتكاليف الحياة التي اختارها لنفسه‏,‏ فقد اضطر للعمل والبحث عن مصادر دخل أخري‏,‏ وقد وجد من بين أصدقائه من نصحه بالعمل مع أحد تجار الشنطة بالمدينة‏,‏ وأوضح له أن التاجر يتحمل تكاليف السفر بحرا أو جوا إلي إيطاليا والإقامة مقابل العودة بعدة حقائب مليئة ببضاعة خاصة به‏,‏ وطمأنه بأن التاجر له علاقات في الميناء تكفل له الخروج آمنا بكل ما معه من بضاعة وحقائب‏.‏
وبعد الوصول سيمنحه التاجر مكافأة مالية تتناسب وعدد الحقائب التي عاد بها‏.‏
وخاض صلاح المغامرة‏,‏ ووجدها جيدة ومفيدة‏,‏ فقد أتاحت له السفر وعبور البحر المتوسط والتعرف علي نوعية الحياة في أوروبا التي سمع عنها كثيرا‏,‏ ولم يفته بالطبع التردد علي بيوت المتعة‏.‏
وكان من الممكن أن يستمر في هذا النشاط‏,‏ خاصة بعد أن تعرف علي تجار آخرين‏,‏ إلا أنه قرر تغيير النشاط‏.‏
فخلال العام التاسع له في العمل‏,‏ عرف أن زميله أحمد ترك العمل وتفرغ لإدارة مصنع الألومنيوم الذي أنشأه في حي العامرية بالقرب من الإسكندرية‏,‏ وترددت أقوال كثيرة عن أنه حصل علي الأموال التي أقام بها المصنع من شيخ الطريقة أو الجماعة الدينية الدعوية التي ينتمي إليها‏,‏ وأن الشيخ رشدي عثمان قرر مكافأته علي ولائه وحسن أدائه‏.‏
وقد أخذ حديث الأموال التي تتدفق علي هذه الجماعات الدينية بكيانه كله‏,‏ وأخذ يحلم بالثروات التي يمكن أن تتدفق عليه لو سار علي هذا الطريق‏,‏ وكان المطلوب أن ينتمي لجماعة من هذه الجماعات خاصة ذات التأثير والنفوذ بالمدينة‏,‏ وأن يحفظ القرآن ويدرس السنة والتاريخ النبوي بصفة خاصة‏,‏ والإسلامي بصفة عامة‏,‏ بعدها يمكن أن يستقل ويكون طريقة أو جماعة خاصة به‏.‏
وانتقل من التفكير إلي العمل وانتمي فعلا إلي طريقة الشيخ رشدي عثمان‏,‏ وكان من اليسير عليه أن يتظاهر بالتوبة‏,‏ وأن يسلك سلوك الورعين المتقين‏,‏ وتقدم بسرعة في حفظ القرآن علي يد أحد المريدين المقربين من الشيخ‏,‏ وأسهمت الدروس التي يلقيها الشيخ علي التعمق في فهم السنة وحفظ مئات الأحاديث النبوية‏.‏
وبعد ثلاث سنوات‏,‏ كان قد حفظ خلالها القرآن واحتفلوا به ومنحوه لقب شيخ‏,‏ أخبر الجميع أنه سيتفرغ تماما للدعوة وسيترك العمل‏,‏ وبارك المريدون هذه الخطوة‏,‏ أما الشيخ فقرر دعمه ماليا‏.‏
وطوال هذه الفترة كان يقترب أكثر وأكثر من الشيخ ومن الدائرة الضيقة المحيطة به بفضل طاعته الكاملة وخضوعه الناعم للطريقة وأهلها‏..‏ وأيضا بفضل إسهامه في تثبيت أقدام الطريقة في أكثر من مسجد بالمدينة وقدرته علي الإقناع ومخاطبة الناس بلسان فصيح‏.‏
كان الشيخ يمارس دوره كداعية في المساجد وبيوت بعض المريدين‏,‏ ولكنه يجتمع في بيته بالمجموعة القريبة منه‏,‏ حيث يصبح الحديث أكثر عمقا وتخصصا سواء في تفسير القرآن وتوضيح وجهات نظره أو في شرح الأحاديث النبوية أو في الفقه‏.‏
وخلال إحدي هذه الجلسات فوجئ بالشيخ يخاطب الحاضرين قائلا‏:‏ إنني أشكر المخلصين للدعوة منكم والذين يتحملون مسئولية توفير التمويل اللازم لنا ولها‏,‏ ولكن وكما تعلمون أنني بسبب تفرغي للدعوة خسرت دخلا كبيرا كنت أحصل عليه من عملي الذي تركته‏..‏ والآن وابنتي قد خطبت وأمام مسئولياتي كأب‏,‏ فإنني أقف لا أدري كيف أتصرف؟
وبسرعة ردت مجموعة من الحاضرين قائلة‏:‏ يا شيخنا‏..‏ هذه مسئوليتنا‏..‏ فدعا لهم قائلا‏:‏ بارك الله فيكم‏.‏
ها هو الطريق قد أصبح واضحا‏,‏ لقد كان يسمع ويتعرف‏,‏ ولكنه الآن يعرف بصورة أوضح كيف تسير الأمور‏,‏ والمنطق الذي تستند إليه‏.‏
وحاول بكل ما يملك من ذكاء أن يتعرف علي أسرار عمل الداعية‏,‏ والارتقاء في الوقت نفسه علي مدارج العلم في الشئون الدينية‏,‏ وقد تمكن من النجاح إلي المدي الذي دفع الشيخ ليسند إليه تحفيظ المريدين الجدد القرآن الكريم‏,‏ وعقد جلسات شرح للسنة النبوية‏,‏ وشيئا فشيئا‏,‏ بدأ عدد من الأعضاء في الالتفاف حوله‏,‏ خاصة من تتلمذوا علي يديه‏.‏
وكان يخطط منذ البداية للاستقلال وأن تكون له طريقته أو جماعته الخاصة وليكون داعية له منهجه وأسلوبه‏,‏ ولكنه ظل يظهر الولاء والطاعة والانسجام مع الجماعة والرضا بالطريقة وبمنهج الشيخ رشدي‏.‏
ويوما بعد يوم‏,‏ ازدادت قدرته علي كسب الأنصار‏,‏ وبدأ بعض المريدين في منحه نفحات مالية وعينية‏.‏
وعندما أدرك أن الأوان قد آن للاستقلال وكان من الذكاء والفطنة ليتبين أنه لن يستطيع الاستقلال والبقاء في الإسكندرية‏,‏ فالشيخ بنفوذه وسطوته سيتمكن من حصاره وتصفية جماعته وعزله‏,‏ وتجنبا لهذه الحرب الشرسة‏,‏ آثر الابتعاد عن الإسكندرية‏,‏ وقر قراره أن يتجه إلي القاهرة‏,‏ وبدأ يستعد لهذه الخطوة بهدوء وحذر سواء باستئجار مسكن واختيار مسجد مناسب بمدينة نصر للابتعاد عن وسط العاصمة وأحيائها القديمة خاصة تلك التي تضم أضرحة لآل البيت‏.‏
وعندما حانت اللحظة‏,‏ افتعل خلافا‏,‏ وتصاعد به‏,‏ وغادر غاضبا أو متظاهرا بالغضب إلي القاهرة‏..‏ وبدأ يشق طريقه ومعه مجموعة صغيرة من المريدين‏,‏ وشيئا فشيئا زاد عدد المريدين‏.‏
وبالرغم من غضب الشيخ رشدي بعد أن عرف بما يجري في القاهرة‏,‏ إلا أنه أدرك أن قدرته علي الإيذاء محدودة‏,‏ خاصة بعد أن علم أن تابعه صلاح قد تمكن من إقامة عدد من الجسور مع عدد من المسئولين وقادة الشرطة‏.‏
وذاع صيت الرجل كداعية‏,‏ وانتشرت أقوال عن كراماته وعلمه‏,‏ وأصبح له حاشية كبيرة من المريدين‏,‏ وانضم إلي الطريقة فريق من أصحاب النفوذ مما سمح له بأداء خدمات لكثير من المترددين علي مجالسه‏.‏
وبدأت التبرعات تتدفق علي الرجل‏,‏ وكما تعلم‏,‏ بدأ يمنح نفحات لأتباعه‏.‏
وكان منطقيا أن يفكر في مائدة رحمن رمضانية‏,‏ وفعلا بدأ في إقامتها بناد كبير بالحي‏.‏
وأصبحت هذه المائدة من أفضل الموائد في المنطقة‏,‏ وقد لجأ إلي فتح باب التطوع للعمل في المائدة أمام المريدين وزوجاتهم‏,‏ وكانت الزوجات الأكثر حماسة‏,‏ كما كان مدخله إلي النساء أكثر نعومة‏,‏ وقبل أن يبدأ العمل في المائدة‏,‏ كانت معظم الزوجات قد مارسن معه فن البوح‏,‏ وعرف من خلال شكاواهن أسرار حياتهن العائلية‏,‏ وأسرارهن الخاصة‏,‏ وهناك منهن من طلبن من الشيخ التوسط بينهن وبين أزواجهن‏.‏
ولم تكتف المريدات بالشكوي والتقرب للرجل‏,‏ بل والانغماس في علاقة خاصة به‏,‏ بل هناك منهن إمعانا في الوجاهة والظهور من دعينه لعقد ندواته في منازلهن‏,‏ ومن سعين لكي يحل عليهن ضيفا‏.‏ وكان من بين هذا الفريق سلوي شقيقة المهندس عبدالنبي‏,‏ والتي ألحت علي الشيخ لعقد لقاء اسبوعي في الفيلا التي تقيم بها في مدينة العبور‏,‏ وساند زوجها الطبيب الذي يعمل بمستشفي كبير بالحي بجانب عيادته الخاصة هذا المطلب‏,‏ ربما لكي تنسي أنه يتركها وحيدة معظم الوقت لانشغاله بالعمل صباحا في المستشفي ومساء في العيادة‏.‏ وتحولت الفيلا إلي مقر للقاء اسبوعي مقصور علي النساء‏,‏ وساعد ذلك علي اقتراب الشيخ من سلوي أكثر‏,‏ وأتاح له ذلك سماع شكواها من انشغال زوجها عنها‏,‏ وربما قرأ الشيخ هذه الشكوي بطريقة خاطئة‏,‏ أو ربما كان يتمني أن يكون ما فهمه هو الصواب‏,‏ فقد كان مشغول البال بها وبشخصيتها المحببة وجمالها الهادئ وقوامها الممشوق وبأناقتها وبساطتها وكرمها وقدرتها علي اختيار كلماتها‏,‏ لقد تصور الشيخ أنها مهتمة به‏,‏ وأن هذا الاهتمام ربما كان وراء دعوته لإقامة ندوة في مسكنها‏,‏ وبعد أن سار خطوة علي طريق نزوته‏,‏ تبين من رد فعلها وحسمها أنها صعبة المنال‏,‏ فتراجع‏,‏ وإن لم يفقد الاهتمام بها‏.‏
ومع تزايد مشاكلها مع زوجها‏,‏ وغضبها من أنه حول مسكنهما إلي فندق لتناول الطعام والنوم وتغيير ملابسه‏,‏ غادرت المنزل‏,‏ وحضرت إلي القرية لتقيم في منزل عائلتها‏.‏
وقرر الشيخ أن يقوم بزيارة للعائلة لكي يتوسط لعودتها إلي منزل الزوجية‏.‏
وخلال هذه الزيارة بدأت علاقته بالمهندس عبدالنبي‏,‏ وسرعان ما أدت المصالح المتبادلة إلي بناء علاقة عمل بينهما‏.‏
فعبدالنبي الذي رشح نفسه عدة مرات علي أمل الفوز بعضوية مجلس الشعب والتمتع بالحصانة‏,‏ رأي أن الشيخ يمكن أن يسهم في نجاحه في المرة القادمة حيث يمنحه الواجهة الدينية المهمة بجانب قدرته علي التفاهم مع التيارات الإسلامية بالدائرة وفي نفس الوقت كان يخطط للاستفادة من أمواله لتوفير سيولة يحتاجها‏.‏
أما الشيخ فقد أراد هذه العلاقة للاقتراب بشكل أفضل من سلوي وأسرتها الثرية‏,‏ وحيث ستكون العطايا أكثر سخاء‏,‏ وكان يتطلع في الوقت نفسه لاستثمار أمواله في مشروعات المهندس عبدالنبي علي أمل أن تتضاعف‏.‏
ولأنه عرف من سلوي أن شقيقها يتناول أدوية لتساعده علي الاستمرار في العمل لساعات طويلة‏,‏ فقد استنتج أن هذا الدواء أو هذا البرشام ربما يكون أفضل من الذي يتناوله‏,‏ فمن المعروف له أن عبدالنبي يحضره معه بعد كل زيارة يقوم بها للخارج‏,‏ لذا أراد أن يوفر له احتياجاته من هذا البرشام وربطت المصالح بين الرجلين‏,‏ وربما كانا يدركان أنهما متشابهان‏,‏ فكلاهما عاشق للنساء أسير للذة والمتعة‏,‏ وكلاهما يسعي وراء المال والنفوذ‏.‏
ولم يكتف عبدالنبي بعلاقات العمل مع الشيخ‏,‏ بل بدأ ينتظم في حضور جلساته والاستماع له‏,‏ كما شجع الاقارب والأصدقاء وكان من بينهم صديقه حسام وزوجته منال علي حضور الدروس الدينية للشيخ صلاح‏,‏ وكانت زيادة أعداد المترددين علي لقاءات الشيخ هي الطريق لاقترابه من أهل قريتنا وتعاظم حجم تأثيره عليهم‏,‏ مما يفتح له طريقا للفوز بأصواتهم في الانتخابات المقبلة‏,‏ كان يحاول العمل ضد التيار الرافض له في القرية‏,‏ حيث نفر الناس منه لاستغراقه في الحرام ولاستغلاله حاجتهم للسماد والتقاوي بالعمل علي تعطيش السوق بالاحتكار والتخزين تمهيدا للبيع بأسعار أعلي أو مبالغ فيها‏.‏ كما كانوا يعرفون عنه إدمانه الحشيش والبرشام‏.‏
وفي الوقت نفسه كانت هناك شريحة تنظر إلي الجانب الايجابي للرجل‏,‏ حيث يرون فيه متصدقا كبيرا ومتبرعا عظيما لانشاء وإعمار المساجد بجانب مساعدته للمحتاجين وفي ذلك كان يلجأ دائما لترديد الحسنات يذهبن السيئات وأمام هذا التناقض في شخصيته‏,‏ أطلق عليه بعض الظرفاء‏,‏ رجل الفسق والتقوي ولم يتوان عبدالنبي عن بذل الجهد للدعاية للشيخ‏,‏ ولتشجيع المريدين من أهل القرية علي حضور جلسات الرجل بالقاهرة‏,‏ وكان يوفر لهم وسائل الانتقال ذهابا وإيابا‏..‏ أما صديقه حسام وزوجته منال‏,‏ فقد كان يصحبهما في سيارته‏,‏ وربما كانت علاقته الحميمية بمنال وراء هذه الصحبة‏.‏
ويمكن القول إن هذه العلاقة بدأت منذ كانت تلميذة بالمرحلة الإعدادية‏,‏ عندما تجرأ ومد يده ليتحسس جسمها خلال زيارته لشقيقها للاستذكار معه‏.‏
في هذه المرحلة من العمر‏,‏ كانت صبية قصيرة نسبيا‏,‏ نحيلة سمراء ذات شعر أكرت‏..‏ وفي المرحلة الثانوية‏,‏ كان هو قد انهي دراسته الجامعية‏,‏ وانشغل بحياته وتجارته وبعلاقاته النسائية التي كانت تعكس ذوقا سقيما والاهتمام فقط بالجوانب الحسية‏.‏
حيث لم يكن يهتم بجمال الأنثي أو مستواها‏,‏ فالمهم أن تكون امرأة‏,‏ مجرد امرأة‏,‏ وطوال هذه الفترة ظلت منال هدفا يسعي وراءه‏,‏ وللاقتراب منها‏,‏ شجع شقيقته جيهان زميلتها في الدراسة علي استضافتها للاستذكار معها‏,‏ وعندما فاتحتها جيهان‏,‏ فهمت المناورة ومع ذلك لم ترفضها‏,‏ وكان في استطاعة عبدالنبي ترتيب الظروف للانفراد بها‏,‏ وتبادل القبلات‏,‏ أو اختلاسها بمعني أدق‏,‏ وإذا سنحت الفرصة كانت تستريح في احضانه لدقائق‏.‏
وبالمرحلة الجامعية‏,‏ تنبهت أكثر إلي أنوثتها‏,‏ وتعرفت علي ضعفها‏,‏ ولم تكن هناك روادع تمنعها من الانزلاق خاصة بعد وفاة الأب‏,‏ وضعف الوعي الديني‏,‏ وكانت تشعر بقوة بأنها في حاجة إلي رجل‏,‏ واستجابت لضعفها وعرفت عددا من زملاء الدراسة‏,‏ ومن شباب القرية‏,‏ ولم يمنعها ذلك من استمرار علاقتها بعبدالنبي‏,‏ وطوال هذه الفترة كان يقول لها‏,‏ إنه ينتظر زواجها بفارغ الصبر لكي تكتمل علاقتهما‏.‏
وبعد تخرجها من الجامعة‏,‏ ساعدها عبدالنبي في العثور علي وظيفة مناسبة‏,‏ وكان من احلامها أن يتزوجها‏,‏ ولكنه وقبل أن تنهي دراستها الجامعية تزوج من ابنة عمه‏,‏ وعندما التقت به‏,‏ سألته‏:‏ لماذا لم يفكر في الزواج منها؟ وكانت اجابته‏,‏ أن عرض عليها الزواج العرفي‏,‏ ولكنها رفضت‏,‏ وشعرت أنه جرحها‏,‏ وأنه لا يجدها أهلا له كزوجة تحمل اسمه‏,‏ وقررت أن تقاطعه‏,‏ إلا أنها لم تتمكن من قطع علاقتها به‏,‏ فقد كانت تتمناه بكل كيانها‏,‏ وقد لفتت إحدي صديقاتها نظرها بعد أن عرفت منها أن عبدالنبي أصلع إلي أن الرجل الأصلع يتمتع بدرجة ذكورة عالية‏,‏ لأن الشعر يعتمد في غذائه علي هرمون الذكورة التيسترون وبالتالي فإن من لا شعر لهم تزيد عندهم نسبة هرمون الذكورة‏.‏وظلت تحلم بيوم تلتقي فيه برجلها الأصلع وكانت تعلم أنها لا تحبه‏,‏ وأنه لم يقع في هواها‏,‏ ولكنها لم تكن تبحث عن الحب ولا كان هو ممن يعرفون هذه المشاعر‏.‏
وعندما كانت الصديقات يتحدثن عن وسامة الرجال‏,‏ كانت ترد عليهن‏,‏ وما فائدة هذه الوسامة‏,‏ إذا لم يكن لديهم غيرها؟‏.‏
وسعت أمها وقريباتها لتزويجها وعلي نفس الطريق سار عبدالنبي‏,‏ وكان هناك أكثر من خطيب‏,‏ ولكنها كانت ترفض انتظارا للأفضل الذي تري أنها تستحقه‏.‏
وعلي امتداد أكثر من عام ظلت تماطل وترفض وتعترض‏,‏ وفي النهاية تمكن عبدالنبي بمساعدة أمها من اقناعها بالزواج من صديقه حسام وكانت أفضل مزاياه‏,‏ أنه رجل طيب‏,‏ أما الميزة الثانية فتمثلت في وجود مدخرات لديه جمعها من سنوات العمل في البلاد العربية‏.‏
وتم الزواج‏,‏ برغم عدم اقتناعها الكامل بزوجها‏,‏ وقد بذل عبدالنبي من الجهد والمال الكثير لتذليل العقبات‏,‏ ولم يغب عن منال أنه إنما يعمل من أجل يوم ينتظره‏,‏ أو ينتظرانه معا‏,‏ وكان ذلك يرضيها ويدغدغ مشاعرها‏,‏ والآن كان باب العشق قد انفتح علي مصراعيه‏,‏ وبعد اللقاء الأول‏,‏ كان عبدالنبي علي يقين انه امتلكها بفحولته وبراعته‏..‏ أما هي فكانت في دنيا من المتعة بلا حدود تمنت ألا تخرج منها‏.‏
وفي الواقع كانت تري أنها تمتلك الدنيا‏,‏ دنيتها‏,‏ فقد انهت دراستها الجامعية‏,‏ ووجدت وظيفة مناسبة في وقت تندر فيه فرص العمل‏,‏ وتزوجت وأصبحت لها مملكتها الخاصة‏,‏ وبجانب الزوج هناك رجل آخر يهتم بها ورجال آخرون يدورون في فلكها‏,‏ تتسلي بهم‏,‏ ويتسلون بها‏,‏ وكانت تعمل دائما علي تجديد من يدورون في فلكها‏.‏
ومثل هذه الحياة‏,‏ لم تكن لتستمر بدون حرصها الشديد علي أن تتحرك في سرية تامة‏,‏ وأن تتحسب لكل الظروف‏,‏ وأن تراعي في كل خطوة الحذر التام‏.‏
وبهذه الحياة‏,‏ كان لها أكثر من وجه أو أكثر من شخصية أو صورة‏,‏ الصورة الأولي هي صورة الزوجة المحبة المخلصة العارفة لواجباتها ومسئولياتها‏,‏ والابنة المطيعة التي تصل الرحم دائما‏,‏ وتؤدي ما عليها من واجبات اسرية‏,‏ وفي هذا الاطار تتحدث بصوت خفيض ولا ترفع عينيها في عين من يحدثها وان تظل مستمعة جيدا ومتقبلة لكل ما يوجه لها من نصائح‏,‏ وباختصار هي قطة مغمضة لا تعرف شيئا‏,‏ أما الصورة الثانية‏,‏ فهي صورة امرأة خلعت رداء الحياء‏,‏ وجه مكشوف‏,‏ وحرص فاجر علي المصلحة‏,‏ ودفاع عنها بشراسة‏,‏ والأنانية المفرطة والرغبة في ايذاء الآخرين والوصول للهدف بأي طريق‏.‏
وخلال مشوارها مع عبدالنبي تعلمت تدخين سجائر الحشيش وتناول البرشام المخدر‏,‏ وبعد شهور من الزواج‏,‏ بدأت تتردد علي الأطباء من أجل الانجاب‏,‏ وحلقت في سمائها أوصاف العقم‏,‏ ومع مرور الأسابيع والشهور بدأ الأمل يتسرب من بين أصابعها‏.‏
وعاما بعد عام‏,‏ بدأ وزنها يزداد‏,‏ وتحولت من صبية نحيلة إلي سيدة ممتلئة وأضيف إلي لونها الأسمر لون الصدأ‏,‏ وفقد وجهها نضارته من جراء الاستغراق في حياتها الخاصة‏,‏ وظل شعرها كما هو‏,‏ وربما كان هذا الشعر هو السبب في ارتدائها الحجاب‏,‏ المهم أن هذا الزي اسهم بصورة جيدة في دعم صورتها الأولي التي تحرص عليها‏,‏ أي الصورة الشرعية العلنية‏,‏ كما ضاعف من ثقة زوجها بها‏.‏
وأدي مرور السنوات إلي شعور عبدالنبي بالزهد فيها وتسرب الملل إلي علاقتهما‏,‏ وكلما أمعن في الابتعاد‏,‏ ازدادت هي إلحاحا في طلبه‏,‏ وكان قليلا ما يستجيب‏,‏ ووفقا لحساباته لم يفكر في التخلي عنها تماما‏,‏ وظل يحتفظ بها في حياته كوعاء يلقي به فائض طاقته‏,‏ إذا ما حالت الظروف دون الانطلاق إلي امرأة أخري‏,‏ وكانت تعلم حقيقة وضعها‏,‏ ومع ذلك قبلت هذا الهوان لما يتميز به دون غيره مما عرفتهم من رجال‏.‏
ومن قلب هذا الطيش وهذه النزوات كانت زفراتها الحارة تكشف عن لوعة الحرمان من الانجاب ومن عدم وجود أطفال ينادونها ماما ويشبعون فيها غريزة الأمومة وكانت بالدموع تحاول غسل أحزانها‏,‏ وعرض عليها عبدالنبي مفاتحة الشيخ صلاح في الأمر‏,‏ فالرجل بركة وله كرامات يتحدث عنها المريدون‏.‏
وفي الوقت نفسه الذي كانت تناقش فيه عبدالنبي حول كرامات الشيخ‏,‏ كانت تفكر في مشاريعها الخاصة بالرجل بعد أن استهواها‏.‏
ولم تعبأ بعمله كداعية‏,‏ فقد كانت علي يقين انه لايتجاوز الشكل إطلاقا‏,‏ وفي داخلها كانت لديها رغبة في أن تعرف من خلاله كيف يكون سلوك الرجال الذين تقدمت بهم السن‏.‏
وتصورت انها يمكنها ان تلهو به ومعه ولو قليلا‏,‏ وتمنت ان تستهويه كما استهواها‏,‏ هي قصيرة وممتلئة وسمراء بلون الصدأ إلا انها ذات وجه مليح وعينين لامعتين شقيتين‏.‏
ولم تغب هذه الشقاوة عن عين الشيخ‏,‏ وقال لنفسه فلنرجئ هذا المشروع ولو قليلا‏,‏ فقد كان منشغلا بمشاريع أخري في مقدمتها سلوي‏,‏ التي بدأ يرسل لها رسائل عبر المحمول‏,‏ ممتدحا ومتغزلا ومتمنيا لو كانت زوجة له‏,‏ وهكذا غير في اسلوب الاقتراب‏,‏ متطلعا أن توافق علي الاقتران به‏,‏ كان يري أنها طريق لكي يرتقي اجتماعيا‏,‏ ولينعم بزوجة اكتملت فيها عناصر الفضيلة والجمال‏.‏
ولم تجد سلوي غضاضة في استقبال الرسائل الغرامية من شيخ اعتبرته وقورا في البداية‏,‏ ثم ها هو يسعي وراءها‏,‏ بل ويحرضها علي الطلاق لكي تتزوجه‏,‏ والذي لم ينله بالحرام يريد ان يناله بالحلال‏.‏
وشيئا فشيئا‏,‏ بدأت تناقش الفكرة‏,‏ وفي نفس الوقت تري ان استمرار زواجها من هذا الطبيب الذي لاوقت لديه لها لا يمكن أن يؤدي إلي بناء أسرة‏.‏
ويوما بعد يوم بدأت تدرك أن الإلحاح والطرق علي بابها باستمرار‏,‏ جعلها تميل إلي ما يطرحه‏,‏ أي انها انتقلت بالتدريج من جانب الي الجانب الآخر‏,‏ وبدأت تكتشف انها في طريقها الي اتخاذ قرار‏.‏
وبالرغم من أن الشيخ صلاح قرر تأجيل مشروع منال‏,‏ إلا أنه لم يتردد في الاستماع لشكواها هي وزوجها من عدم الانجاب بعد ان طلب منه عبد النبي مساعدتهما‏,‏ لقد أنصت لهما جيدا بعدها بدأ يسأل ويستفسر ويستوضح‏,‏ وأخيرا أخبرها بوجود شيطان‏,‏ إما في حجرة النوم أو في جسد منال‏,‏ وانه سيبدأ في الاستعداد بقراءة آيات وسور من القرآن الكريم بجانب عدد من الأوراد‏,‏ بعدها سيزورهما في شقتهما‏,‏ ثم أردف قائلا‏,‏ ربما كان الشيطان يريد منال لنفسه‏,‏ لذا يعمل علي حرمانها من الأولاد‏,‏ عل زوجها ينفصل عنها‏.‏
وعندما وصلت منال الي بيتها وجدت رسالة من الشيخ علي المحمول يقول فيها ولسوف يعطيك ربك فترضي‏,‏ فردت عليه شاكرة‏.‏
ووجد الشيخ أن الظروف أصبحت ملائمة‏,‏ فقرر قطف الثمرة التي نضجت‏,‏ وتوالت الرسائل فيما بينهما‏,‏ الي ان قال إنه سيطرد الشيطان أينما كان‏,‏ وقال في رسالة أخري انه يفضل ان تكون وحدها في المنزل عندما يزورها‏,‏ فربما يضطر لطرد الشيطان من جسدها‏,‏ وهذا لايمكن ان يتم في وجود زوجها‏,‏ وفي رسالة تالية قال لها ستحل عليك بركات الشيخ‏.‏
وتلقي منها رسالة تقول فيها‏,‏ انها في أشد الحاجة لبركات الشيخ‏.‏
وبعد مرور أقل من اسبوعين علي شكواهما له‏,‏ أخبر مريديه‏,‏ انه بإذن الله سيطرد الشيطان الذي يحول دون منال والانجاب صباح غد‏,‏ ومن فورهم اتصل المريدون بحسام وزوجته لنقل هذا الخبر السعيد‏,‏ واتصل الزوجان بالشيخ للترحيب به‏.‏
بعدها قالت منال لزوجها إن الشيخ يفضل ان تكون وحدها في المنزل‏,‏ لأن الشيطان لن يخرج في حالة وجوده‏,‏ فاقتنع وقرر أن يذهب إلي العمل‏.‏
وفي الصباح حضر الشيخ الي مسكنها مستندا الي اثنين من المريدين‏,‏ وبعد ان فتحت له الباب‏,‏ استند الي ذراعها وطلب من المريدين الانصراف بعد ان شكرهما‏,‏ وما ان اغلقت الباب حتي ترك ذراعها وبدأ يسير بنشاط وينتقل من غرفة الي غرفة وهو يقرأ ويتمتم‏,‏ ثم طلب منها كوبا من الماء حيث بدأ في وضع قطرات منه في أركان الغرف وهو يواصل التمتمة بما لم تسمعه أو تفهمه‏.‏
كانت منال تعلم لماذا حضر‏,‏ وكان هو أيضا يعرف ما تنتظر منه‏,‏ وعندما استمر في التجول بالشقة والتمتمة‏,‏ قالت له وكأنها تشجعه علي اختصار هذه المقدمات‏,‏ هل كنت تتظاهر يامولانا بعدم القدرة علي السير وحدك دون مساعدة حتي يشعر الناس خاصة الأزواج بالأمان؟
فضحك بصوت عال ولم يعلق‏,‏ وأمسك بيدها وهو يسير من خلفها في اتجاه حجرة النوم لكي يطرد الشيطان من جسدها بعد ان حاول طرده من غرف الشقة بما فيها غرفة النوم‏,‏ وقد تطلبت المحاولة منهما ان يخلعا معا رداء الحياء‏.‏
وفي المساء قال للمريدين‏,‏ إن الشيطان كان خبيثا جدا وظل يحاوره ويتهرب منه‏,‏ الا انه في النهاية تمكن منه‏.‏
وتلقت منال التهنئة من الجميع خاصة زوجها وأمها وعبد النبي‏.‏
ولم تستمر اللعبة طويلا بين الاثنين فقد حقق كل منهما هدفه منها‏.‏
وطوال فترة انشغاله بلعبة اسمها منال‏,‏ كان يواصل الإلحاح علي سلوي بالحوار المباشر خلال اللقاء الاسبوعي في منزلها وبالرسائل عبر المحمول‏.‏
وفي عصر أحد أيام الصيف‏,‏ فوجئت العائلة بوصول سلوي ومعها حقيبة ملابس كبيرة‏,‏ وقبل ان يسألها أحد‏,‏ انفجرت قائلة‏,‏ لابد من الطلاق‏,‏ فلا أنا زوجة‏,‏ ولا هو يعرف ما هو الزواج‏,‏ ولم تفلح محاولات اثنائها عن هذا القرار‏.‏
وكان الطلاق‏.‏
وعادت الي منزلها بمدينة العبور بعد انقضاء فترة العدة‏,‏ أخبرت أسرتها انها ستتزوج من الشيخ صلاح‏,‏ فثار من ثار‏,‏ وانفجر من انفجر غضبا‏,‏ ورفض من رفض هذا الزواج لعدم التكافؤ في السن والأصل و‏..‏ و‏...‏ وحسمت هي الأمر بقولها انها بالغة عاقلة راشدة ومن حقها ان تزوج نفسها وستفعل‏.‏
وتزوجت وجاء رد فعل العائلة سريعا وحاسما‏,‏ فقد قرر الجميع مقاطعتها بجانب حرمانها من الميراث ومن الأموال التي كانت تحصل عليها‏.‏
ولأنهم اكتشفوا أن الشيخ يخطف الزوجات من الأزواج‏,‏ ويسعي في خراب البيوت‏,‏ ولا يراعي حرمة البيوت التي تفتح أبوابها له‏,‏ ولا يحترم الرجل الذي استضافه وقبل استثمار أمواله‏,‏ فقد قرروا طرده من قريتنا‏,‏ ولم يكن هناك من يشعر بالأسي لطرده‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.