نحن نتحدث عن مسألة الزحام, منذ كنا نقضي في الطريق ربع ساعة, وكانت هناك وعود بالحل, وبعد سنوات, بعد أن زادت الربع ساعة إلي ساعة, وربما أكثر استمرت الوعود بالحل وازدادت الساعات التي نقضيها في الطريق, نشرت الصحف في الأسبوع الماضي أن سرعة الحركة في شوارع القاهرة وصلت إلي متر واحد في الساعة, لمجرد أن حادث كسر ماسورة عطل الشوارع, وهي مسألة متكررة, تسببت في تلك الحالة من الجمود الكامل. منذ أكثر من عشرين عاما ونحن نتحدث عن مسألة الزحام, منذ كنا نقضي في الطريق ربع ساعة, وكانت هناك وعود بالحل, وبعد سنوات, بعد أن زادت الربع ساعة إلي ساعة, وربما أكثر استمرت الوعود بالحل وازدادت الساعات التي نقضيها في الطريق, ومع الوقت ازدادت الوعود, ولم نصل إلي حل. تم توجيه كافة المسئولين بالبحث عن حل, ولم يحدث الحل, و أخشي أن نستمر في البحث عن الحل بينما المسألة تزداد في التفاقم, وأخشي أن المشكلة تكمن في أن ردود فعلنا ردود فعل وقتية, ولم تحاول أن تخترق المشكلة للوصول إلي جذورها. الزحام ليس فقط إضاعة وقت واستهلاك طرق وسيارات, و وقود( مدعم), ولكنه استهلاك لحياة البشر وتقصير لحياة البشر, ما زلنا نعتقد أن التوقف للتفكير في المشكلة هو مضيعة للوقت, ولكن هذه المشكلة مثل كل المشكلات تحتاج بالفعل للتوقف عندها طويلا للبحث عن حلول جذرية, وأعتقد أن أولي الحلول في رأيي وفي رأي أصدقاء كثيرين تحدثوا معي في هذه المشكلة هو الوصول إلي إيجاد مواصلات عامة آدمية تحترم الإنسان وآدميته, وتتسم بالنظافة وبدقة في مواعيدها, وتتوفر لها أماكنها في الطرق العامة, هذه مجرد فكرة يمكن أن تدفع العديد من مستخدمي السيارات إلي التفكير قبل استخدام سياراتهم, وتفضيل استخدام مواصلات عامة فقط عندما تكون آدمية.