بعد يوم من رفض القيادة الفلسطينية مواصلة المفاوضات مع إسرائيل في حال تواصل البناء في المستوطنات بالضفة الغربيةالمحتلة, تدرس الحكومة الإسرائيلية اقتراحا أمريكيا بتجميد الاستيطان لمدة شهرين لمنع انهيار المفاوضات المباشرة التي ترعاها إدارة الرئيس باراك أوباما منذ2 سبتمبر الماضي. يأتي ذلك في وقت كشفت فيه تقارير اعلامية إسرائيلية عن رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مناقشة قضية الحدود وباقي قضايا الحل النهائي خلال اللقاءات التي جمعته مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس( أبو مازن) الشهر الماضي. من جهة أخري, أكد نتانياهو أن الائتلاف الحكومي الذي يتزعمه سيشهد خروج زعيم حزب إسرائيل بيتنا وزير الخارجية افجيدور ليبرمان علي أن يحل مكانه حزب كاديما الذي يتزعمه تسيبي ليفني. ومن المقرر أن يعقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر( الكابينيت) الأسبوع الحالي اجتماعات مكثفة لبحث التوصيات الأمريكية فيما يتعلق بتجميد الاستيطان في الضفة الغربية لمدة60 يوما, وذلك قبيل اجتماع لجنة المتابعة العربية التي ستبث في مصير المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل يوم الجمعة القادم. وذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية في عددها الصادر أمس الأحد نقلا عن مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوي, أن رئيس الوزراء سيطالب الوزراء اعطاء الكابينيت بالموافقة علي تجميد الاستيطان لمدة60 يوما اضافيا. وأشارت إلي أن قرار التجميد الذي قد يصادق عليه المجلس الوزاري المصغر سيكون بصيغة مختلفة عن سابقه, حيث يشمل التجميد جميع مخططات البناء الجديدة فقط ويتجاوز ما بدأ المستوطنون بناءه من وحدات استيطانية خلال الأسبوع الماضي. وقالت معاريف خلال الأسبوع الأخير: عاني رئيس الوزراء الإسرائيل من شدة الضغوط التي تعرض لها من قبل وزراء كبار في حكومته من أجل تجميد الاستيطان لمدة زمنية اضافية والذين طالبوه أيضا بعقد اجتماعات صريحة مع السلطة الفلسطينية لبحث واقع المفاوضات. وأضاف أن ذلك يأتي في أعقاب التعهدات التي قطعها الرئيس الأمريكي باراك أوباما علي نتانياهو وما قدمه من دعم أمني وعسكري ومالي وسياسي لإسرائيل في حال قبلت الأخيرة بتجميد الاستيطان لمدة60 يوما. وأوضح مصدر مطلع في الحكومة الإسرائيلية أن نتانياهو يدرس تقديم طلب لوزراء المجلس المصغر ووزراء حكومته لتجديد قرار تجميد الاستيطان بالضفة الغربية خلال الأسبوع القادم, وذلك نرولا عند رغبة الإدارة الأمريكية والسلطة الفلسطينية التي أعلنت عن وقف المفاوضات في ظل الاستيطان. وقالت معاريف: جاء تأجيل اجتماع القمة العربية من اليوم إلي الجمعة في صالح نتانياهو حيث سيأخذ هذا الأخير وقتا كافيا لاتخاذ القرارات الحاسمة. وكشفت صحيفة' هاآرتس' الإسرائيلية عن إنه في حين تسعي الإدارة الأمريكية إلي إيجاد حل لأزمة البناء في المستوطنات بهدف إنقاذ المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية فإن معلومات تفيد بأنه خلال اللقاءات الثلاثة التي جرت بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن خلال شهر سبتمبر الماضي لم يجر أي نقاش بشأن القضايا الجوهرية. ونقلت الصحيفة بعددها الصادر أمس عن الطرفين قولهما إن الإدارة الأمريكية حاولت تجميل صورة الواقع بيد أنه لم يطرأ أي تقدم. ونقلت هاآرتس عن دبلوماسيين التقوا الرئيس الفلسطيني علي هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخرا في نيويورك قولهم إنه محبط جدا من مجريات اللقاءات مع بنيامين نتانياهو. وأضافت المصادر أن عباس صرح للدبلوماسيين بأن نتنياهو لم يوافق علي مناقشة أي قضية من القضايا الجوهرية بجدية سوي قضية الأمن, وأن عباس قال إنه لم يسمع من نتانياهو سوي المجاملات. وقالت هاآرتس إن المقربين من نتانياهو والمطلعين علي تفاصيل المحادثات إضافة علي الجهات ذات الصلة في طاقم المفاوضات الفلسطيني يجمعون علي أن تصريحات ميتشل غير دقيقة في أقل تقدير. ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي أوروبي كان قد التقي أعضاء طاقم المفاوضات الفلسطيني في نيويورك قبل أسبوع قوله إن أعضاء الطاقم غاضبون من تصريحات ميتشل وأن الأخير يعرض تقدما وهميا لم يحصل. وقالت الصحيفة إنه من خلال المحادثات مع خمسة مصادر مختلفة بعضها إسرائيلية وأخري دبلوماسية أجنبية والتي تم إطلاعها من قبل مسئول في الإدارة الأمريكية علي تفاصيل اللقاءات الثلاثة بين عباس ونتانياهو فإن الصورة تبدو قاتمة بشأن إمكانية التقدم في المحادثات حتي ولو تم حل أزمة البناء الاستيطاني. وقالت مصادر مطلعة علي فحوي اللقاء إن الطرفين ناقشا تعريف ما هي القضايا الجوهرية ولم يناقشا موقفيهما بشأن القضايا ذاتها علما أن هذه المسألة تمت مناقشتها بين السلطة الفلسطينية وبين الحكومات الإسرائيلية السابقة. وأضافت' أما اللقاء الثالث الذي تم في القدسالغربية والذي وصفه ميتشل بأنه الأكثر إيجابية وأنه حدث خلاله تقدم كبير, وحتي في هذه الحالة فإن المطلعين علي تفاصيل اللقاء يعرضون صورة معاكسة تماما حيث يقولون إن رئيس السلطة الفلسطينية عرض علي نتانياهو تفاصيل المحادثات مع رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق إيهود أولمرت والموقف الفلسطيني الحالي من الحدود والأمن واللاجئين والقدس والمستوطنات, في حين رفض نتانياهو الرد علي المواقف الفلسطينية وخاصة في قضية الحدود ووافق علي عرض موقفه فقط في قضية الترتيبات الأمنية'. ونقلت هآرتس عن دبلوماسي أوروبي قوله إن أبو مازن ذهل خلال هذا اللقاء عندما سمع نتانياهو يقول إنه معني بالتوصل إلي اتفاق إطار خلال عام ولكن يتم تنفيذ الاتفاق خلال فترة لا تقل عن20 عاما. في شأن آخر, قال نتانياهو إن الائتلاف الحكومي في إسرائيل سيشهد خلال الأيام القادمة تحولات تتضمن خروج حزب( اسرائيل بيتنا) الذي يرأسه افيجدور ليبرمان وزير الخارجية وانتقاله إلي صفوف المعارضة. وأضاف الوزير في تصريحات نقلتها صحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية أن الائتلاف الحكومي تأرجح وذلك عقب التطورات السياسية علي الساحة الدولية, حيث باتت تصرفات ليبرمان لا تطاق وتضر بالمصالح العليا لإسرائيل. وتابع ان ليبرلمان علي ما يبدو يستعد للخروج من الحكومة والانتقال إلي صفوف المعارضة وسط أنباء تتحدث عن اتصالات بين حزبي الليكود وكاديما لانضمام الأخير إلي الحكومة الائتلافية. ميدانيا, قتل جندي إسرائيلي فلسطينيا أمس بعدما دخل للقدس الشرقية من الضفة الغربيةالمحتلة بدون تصريح. وقال متحدث باسم الشرطة الإسرائيلية إن الرصاص أطلق علي الرجل البالغ من العمر37 عاما أثناء محاولته انتزاع مسدس شرطي. وشكك فلسطيني قال إنه شاهد الحادث الذي وقع قبل الفجر في رواية الشرطة.