تجاهلت حكومة الاحتلال الإسرائيلية مطالبة الولاياتالمتحدة لها بتمديد قرار التجميد الجزئي للاستيطان في الفضة الغربيةالمحتلة الذي انتهي امس الأول مما يهدد بنسف المفاوضات المباشرة التي ترعاها واشنطن بين الفلسطينيين وإسرائيل منذ2 من سبتمبر الجاري.يأتي ذلك في وقت قاد فيه المستوطنون نشاطا محموما لتوسيع مستوطنات الضفة وشرعوا في اقامة بؤر استيطانية جديدة غرب نابلس وتعهد زعماؤهم ببناء الفي منزل الاسبوع المقبل.وقد شرعت جرافات الاحتلال امس في العمل لبناء حي استيطاني في مستعمرة/ أريئيل/ قرب سلفيت في شمال الضفة الغربية وذلك في الوقت الذي يحاول فيه قادة العالم التوصل إلي حل لمشكلة تجديد تجميد الاستيطان من أجل مواصلة مسيرة السلام. وقد انتهي امس الأمر الإداري الذي أصدرته الحكومة الإسرائيلية بتجميد الاستيطان.. واستغل قادة المستوطنين ذلك وأصدروا تعليماتهم إلي المقاولين للبدء في أعمال البناء بسرعة قبل صدور قرار جديد بتجميد الاستيطان.. حيث سيتم بناء50 وحدة سكنية في مستعمرة/ أريئيل/ لإسكان عشرات المستوطنين, كما شرع مستوطنون في توسيع مستعمرة يتسهار جنوب مدينة نابلس في شمال الضفة. وذكر شهود عيان أن أعمال التوسعة في هذه المستعمرة شهدت امس نشاطا محموما. علي صعيد ردود الافعال الدولية طالب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إسرائيل بوقف الاستيطان فورا من أجل إعطاء فرصة لاستئناف المفاوضات المباشرة.وأعرب ساركوزي- خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده امس في باريس عقب مباحثاته مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس- عن أسفه لعدم استجابة إسرائيل مع النداءات الدولية بشأن تمديد العمل بقرار تجميد الاستيطان. وأبدي الرئيس الفرنسي خشيته البالغة من أن تتعرض المفاوضات المباشرة للتوقف إذا لم يتم حشد القوي الدولية وانتهاج سياسة ضبط النفس لاستمرار المفاوضات. وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي' انه عبر للرئيس محمود عباس خلال مباحثاتهما أمس عن قلقه البالغ من ان تتعرض المفاوضات المباشرة للتوقف إذا لم يتم حشد القوي الدولية وانتهاج سياسة ضبط النفس لاستمرار المفاوضات', معربا عن اسفه لعدم استجابة اسرائيل للنداءات الدولية لتمديد العمل بقرار تجميد الاستيطان. واضاف' انه يتعين علي اسرائيل تمديد قرار التجميد لاعطاء فرصة لاستئناف المفاوضات المباشرة', داعيا اسرائيل إلي وقف الاستيطان فورا.واوضح ان الرئيس الفلسطيني سيجري مشاورات داخل منظمة التحرير الفلسطينية ومع الدول العربية لتقييم التطور الجديد والنتائج التي تترتب عليه. واشاد ساركوزي بجهود الرئيس الأمريكي باراك أوباما لدفع عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين, واعادة اطلاق المفاوضات المباشرة.. وقال انه سيجري عدة مباحثات مع الاطراف المعنية من اعضاء اللجنة الرباعية والاتحاد من اجل المتوسط, والاتحاد الأوروبي بشأن وضع الية جديدة للمفاوضات.واضاف انه اجري اتصالا هاتفيا امس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لبحث وضع آلية جديدة للمفاوضات, ومناقشة قضية تجميد الاستيطان.وأوضح ساركوزي ان مباحثاته مع الرئيس الفلسطيني تناولت كيفية التحضير لقمة الاتحاد من اجل المتوسط في نهاية شهر نوفمبر القادم. من جانبه طالب' أبو مازن' الحكومة الإسرائيلية بتمديد قرار تجميد البناء في المستوطنات لمدة4 أشهر أخري من أجل الاستمرار في المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين والوصول إلي سلام شامل ودائم بين الجانبين.وأكد أن الرئيس ساركوزي متفق تماما مع الفلسطينيين في الرأي حول أهمية وقف البناء في المستوطنات في الضفة الغربية من أجل الاستمرار في المفاوضات المباشرة.وأضاف أنه سيدرس كل النتائج والتداعيات دراسة متأنية من أجل أن يتخذ القرار المناسب بشأن الاستمرار أو الانسحاب من المفاوضات المباشرة مع الإسرائيليين في ظل استئناف العمل في بناء المستوطنات. من جانبه حث بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي الرئيس الفلسطيني محمود عباس علي مواصلة إجراء ما وصفها ب'محادثات صادقة', تسير بشكل سريع لتحقيق اتفاقية سلام في غضون عام. وفي دمشق طالب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية حماس خالد مشعل, بعدم الضغط علي الشعب الفلسطيني لتقديم المزيد من التنازلات من أجل التوصل لتسوية سلام مع اسرائيل. وأضاف أنه لا يجب الضغط علي الشعب الفلسطيني لتقديم المزيد من التنازلات, لأن الفلسطينيين تعاملوا مع هذه القضية بمنهج واقعي للغاية عندما قبلوا التسوية الاولي القائمة علي أساس حدود1967, ولذلك فإنه من غير المقبول مواصلة الضغط علينا للحصول علي أقل مما وعدونا به ولتقديم المزيد من التنازلات حيال حدود1967. وقال مشعل, في مقابلة خاصة مع شبكة( سي ان ان) الاخبارية الامريكية أذاعتها امس, إن موقفه تجاه المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين واسرائيل سلبيا منذ البداية فالقضية ليست مجرد التوصل لتسوية بخصوص المستوطنات, فمن وجهة نظري تمثل هذه المفاوضات محاولات غير واقعية لحل قضايا الامن والحدود في غضون ثلاثة أشهر فقط.