أعرب المثقفون المشاركون في لقاء الرئيس مبارك أمس عن سعادتهم باللقاء الذي وصفوه بالودي والشامل, ودار في جو من الحميمية والمودة, وتطرق للعديد من القضايا والموضوعات في شتي المجالات علي الساحتين الداخلية والخارجية. مؤكدين أن جميع الأمور تم طرحها بشفافية وصراحة كاملتين وأن التركيز كان علي حلول المشكلات وليس مجرد طرحها ليكون بذلك لقاء مثمرا. من جانبه أعرب الكاتب الكبير خيري شلبي عن سعادته الفائقة أولا بصحة الرئيس, وقال: كنت أظن قبل الدخول عليه أن صحته حتي وإن بدا شكله مطمئنا ربما تكون حرجة, وأننا قد نضطر للتخفيف من ثقلنا وعدم الإطالة عليه, ولكننا فوجئنا بأنه أكثر شبابا وأشد صلابة منا, وأنه هو الذي يطيل الحديث ويبدي الرغبة في أن نبقي إلي وقت نشاء.. حتي أنه قال إن الوقت مفتوح وأنه ليس لديه اليوم سوانا. وأضاف شلبي: لفت نظري بكثير من البهجة أن الجلسة لم تكن رسمية, بل جلسة إخوة في ضيافة أخيهم الكبير الحنون الذي يهتم بهمومهم ومستقبل عيالهم, وكان يتحدث بدماثة وأريحية لم أعدها من قبل في أي رئيس, فصافحنا مرددا اسم كل واحد منا, كأنهما صديقان قديمان. وأكد خيري شلبي أهمية هذه الزيارة بالنسبةلحاضري ليتأكدوا أن الرئيس مبارك هو الأقوي والأقدر علي العبور بمصر إلي بر الأمان في السنين القليلة المقبلة. وتابع: تأكدت اليوم أن مبارك لا يزال ذلك الشاب المقاتل الفتي الوطني, وأنه لا يزال حاضر الذهن بقوة وحاضر البديهة, ولم يكن يحتاج إلي سكرتيرة ليسترجع الأرقام والأحداث التي يتحدث عنها, بل إن كل شئ مدون في رأسه, وخريطة مصر المرسومة علي الجدار في صدارة الصالون الذي تقابلنا فيه كانت شاخصة علي وجهه بكل تفاصيلها. وقال شلبي إن مجموعة المثقفين والمفكرين خرجوا من هذه الجلسة بمحصول له من المكاسب الثقافية مثل امكانية إعادة بناء دار الأوبرا في مكانها القديم بطرازها القديم بدلا من الجراج الذي يشوه وسط المدينة, بخلاف ال15 مليونا للمركز القومي للترجمة, و5 ملايين لصندوق علاج الأدباء في اتحاد الكتاب, وإعادة تقليد الاحتفال بعيد الفن تحت مسمي عيد الإبداع.. علي أن يقوم الرئيس بنفسه بتوزيع الجوائز والأوسمة للفائزين بجوائز الدولة. وأكد الكاتب محمد سلماوي رئيس اتحاد الكتاب المصريين أن اللقاء بين الرئيس مبارك والمثقفين والذي استمر أربع ساعات وربع الساعة اتسم بالمصارحة الكاملة وتطرق للعديد من الموضوعات بدءا من الاستراتيجية العسكرية وحتي غلاء أسعار السلع, مرورا بمشكلات الشرق الأوسط والمفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين وعلاقات مصر الدولية وبخاصة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل والدول العربية الشقيقة, بالإضافة إلي القضايا الفكرية, والمواطنة, والتطرف, ودور الثقافة في المجتمع. وأضاف سلماوي: الرئيس كان يعطي كل سؤال الاهتمام الكامل وبدا في حالة صحية وذهنية ممتازة مشيرا إلي أن اللقاء كان حوارا مفتوحا بين كل الموجودين وجلسة نقاشية تضمنت العديد من الموضوعات والأمور. وأوضح سلماوي أن نتائج اللقاء ظهرت أثناء الحوار حيث موافقة الرئيس علي تقديم دعم مادي لاتحاد الكتاب قيمته5 ملايين جنيه, بالاضافة إلي الموافقة علي علاج أعضاء الاتحاد بالخارج علي نفقة الدولة, وتخصيص عيد للمثقفين وهو يوم الإبداع يتم فيه تكريم المبدعين, كما يتم فيه تسليم جوائز الفائزين بجوائز الدولة والذي كان تقليدا قديما وتوقف وطالب العديد من المثقفين والمبدعين بعودته. من جانبها وصفت الدكتورة سامية الساعاتي أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس اللقاء بالطبيعي والودود والشامل لجميع لموضوعات والقضايا, وقالت: لم يكن هناك موضوع غير قابل للنقاش, وتحدثنا في أمور كثيرة, وجاءت البداية بالمفكر الكبير السيد يسين الذي تحدث عن النظرة المستقبلية لسياساتنا المصرية داخليا وخارجيا. وأوضحت سامية الساعاتي أن مداخلتها في الحوار تضمنت الحديث عن الوحدة الوطنية ومظاهر الفتنة الحادثة هذه الأيام, وجاء رد الرئيس مبارك بأن مثل هذه الأمور غريبة علي المجتمع المصري, وقال إنه لا تفرقة علي أساس الدين أو النوع فالجميع مصريون. وقالت: أوضحت للرئيس أهمية أن يكون هناك احتفال لتسليم الفائزين بجوائز الدولة جوائزهم وقلت إنني عندما تسلمت جائزة الدولة للتفوق عام2006 كنت أرغب أن أتسلمها من الرئيس لتكتمل فرحتي بأن الدولة تقدرني, وبذلك يكون المعني أكبر تأثيرا للتشجيع والتكريم بما يمثل دافعا لمواصلة المسيرة وقدوة للشباب. وأضافت أن الاقتراح لاقي قبولا وتمت الموافقة عليه كما أكد الرئيس الاهتمام بالشباب سواء تعليميا أو تثقيفيا أو العمل علي توفير فرص العمل لهم وإبعاد شبح البطالة عنهم, مؤكدة أنها شعرت أثناء اللقاء بأن الرئيس ملم بكل صغيرة وكبيرة وعلي دراسة بجميع الأمور والآراء حيث استماعه للجميع طوال الوقت بنفس القدر من الاهتمام. فيما أكدت الدكتورة عائشة أبوالنور أن اللقاء كان وديا واتسم بالشفافية والصراحة مشيرة إلي أن الرئيس بدا بصحة جيدا جدا ومعنوياته مرتفعة وعنده ثقة كبيرة في المستقبل, كما كان متفهما ومستعدا لمناقشة جميع المشكلات وطالب بالمشاركة في اقتراح حلول لها, وقالت: كان هناك من يسجل هذه المقترحات بالحلول كتابة أثناء الحوار مما يؤكد ثقتنا في دراسة تنفيذها. وأضافت أن أهم قضايا النقاش كانت حول استراتيجية تحديث مصر حتي عام2020. إلي جانب كيفية تفعيل الدور الثقافي والريادي لمصر وأكدت أن الرئيس وعد بحضور جلسة افتتاح مؤتمر المثقفين والذي من المحتمل أن يكون في يناير المقبل. وأكدت الدكتورة عائشة أبوالنور أن مطالبها بضرورة تفعيل دور المرأة المصرية ودعم توليها للمراكز القيادية بالاضافة إلي زيادة الميزانية المخصصة للتعليم في مصر, وجدت قبولا وترحيبا من الرئيس مبارك, مشيرة إلي أن قضية الوحدة الوطنية وتأكيد حق المواطنة كانت أكثر ما يشدد عليه الرئيس, حيث أبدي رفضه القاطع لأي تفرقة علي أساس الدين وأكد أن مصر نسيج واحد. كما أكد الكاتب صلاح عيسي رئيس تحرير جريدة القاهرة أن اللقاء اتسم بشئ من الحميمية, حيث كان الحديث بعيدا عن الرسميات, كأننا جميعا مواطنون عديون بصرف النظر عن مناصبنا, وتحدثنا في قضايا كثيرة نظرا لطول مدة اللقاء الذي استمر أربع ساعات, طرح فيها سيادة الرئيس طيفا كبيرا من القضايا المتعلقة بالدولة وعلاقتها بالدول الخارجية وبالوطن العربي, وقضايا أخري متعلقة بالشأن الداخلي, إذ تحدث عن الفتنة الطائفية وحالة التوتر الموجودة بالشارع المصري وكيفية مواجهة ذلك, عن طريق تشكيل لجنة تشمل كل الوزارات لتقديم خطة قومية للتأكيد علي فكرة المواطنة وإشاعة ثقافة التسامح وقبول الآخر. وشمل الحديث أيضا بعض القضايا الثقافية والفكرية, منها علاج الأدباء والمثقفين حيث وافق سيادته علي تخصيص5 ملايين جنيه من التبرعات التي تصل لرئاسة الجمهورية لها, وأيضا تخصيص15 مليون جنيه لمشروع المركز القومي للترجمة, كما وافق علي حضور افتتاح مؤتمر المثقفين الذي سيقام أوائل يناير المقبل, وعلي تخصيص يوم للإبداع يقوم فيه سيادته بتسليم الأوسمة الخاصة بجوائز الدولة.وأعرب د.جابر عصفور رئيس المركز القومي للترجمة عن امتنانه وسعادته باللقاء المطول مع الرئيس مبارك, مشيرا إلي أن اللقاء اتسم بالعمق والروح الودية والمرحة, وأن الرئيس مبارك أدار حوارا مفتوحا معهم, حيث تحدث الكتاب والمثقفون بكل وضوح, وأن الرئيس فتح قلبه لهم. وقال عصفور: إننا من خلال ما استمعنا إليه من الرئيس مبارك خلال اللقاء, نستطيع أن نقول إننا شعرنا بالاطمئنان الكامل علي مستقبل مصر, وتبددت الكثير من الهواجس والمخاوف التي كانت بداخلنا إزاء بعض القضايا قبل لقاء الرئيس. وأضاف أن الرئيس مبارك تحدث بلهجة حميمية وتواضع شديد, بما هو معروف عنه من طبيعة إنسانية بسيطة. وأشار إلي أن اللقاء تطرق إلي العديد من القضايا حول الواقع السياسي المصري.. والجوانب الخاصة بقوة مصر وعلاقاتها الإقليمية والدولية, بالإضافة إلي عدد من القضايا المرتبطة بتنمية الوعي العام لدي المواطنين, بما يحول دون محاولات من جانب أي أطراف خارجية لتشويه الواقع أو بث بذور الفتنة الطائفية بين أبناء الوطن الواحد.
