التقى الرئيس صباح الأربعاء بمجموعة من كتاب ومفكرى مصر على مدى أربع ساعات وتعرض الرئيس فى حواره معهم إلى التحديات الداخلية التى نواجهها وعلى رأسها قضية الزيادة السكانية وآثارها على التنمية ، وأكد الرئيس حرصه على المضى فى تنفيذ البرنامج الإنتخابى وحرصه على متابعة الأداء الحكومى على أرض الواقع من خلال زياراته الميدانية المتكررة لمختلف مواقع العمل بمحافظات مصر .كما أكد الرئيس على ضرورة قيام الكتاب والمفكرين والمثقفين بدورهم فى مواجهة دعاوى التطرف والإنغلاق وأكد حرصه على وحدة النسيج الوطنى وأنه لا توجد أدنى تفرقة بين أبناء الوطن الواحد بسبب العقيدة أو الدين وأننا جميعا مسلمين ومسيحيين نعيش تحت علم واحد لوطن واحد يحكمه مبدأ المواطنة . وكرر الرئيس مبارك دعوته لأن تكون هناك أعمال إبداعية مختلفة تتناول تاريخ حرب أكتوبر وإنتصاراته المجيدة وتعيد إحياءها فى ذاكرة الوطن وأن تكون الأداة لتعريف الأجيال الجديدة من الشباب والنشء بإنتصار أكتوبر العظيم الذى يمثل صفحة هامة ومشرقة فى تاريخ مصر المعاصر . وأكد الرئيس حرصه على حرية التعبير وتطور مسيرة الديمقراطية وحرية الإبداع ودعم الدور الوطنى الذى يقوم به المثقفون والمفكرون فى تناول هموم المواطن ومشكلاته وطرحهم للأفكار والرؤى لمستقبل الوطن وطموحاته. وأكد السيد الرئيس حرص الدولة على دعم دور المثقفين والمبدعين فى مختلف المجالات وضرورة إستمرار دعم الدولة لحركة الإبداع فى مختلف تنوعاته . وأمر الرئيس بدعم المشروع القومى للترجمة بمبلغ 15 مليون جنيه وتخصيص مبلغ 5 ملايين جنيه دعما خاصا لإتحاد الكتاب ، كما وجه الرئيس بتخصيص يوم لتكريم الفائزين بجوائز الدولة التشجيعية والتقديرية وجائزة مبارك ، على أن يكون هذا اليوم يوما للاحتفال بالإبداع والمبدعين . ومن المرتقب تحديد هذا الإحتفال مع بداية يناير القادم . حضر اللقاء الدكتور محمد سلماوى رئيس إتحاد الكتاب وكل من أنيس منصور والدكتور فوزى فهمى والسيد ياسين وخيرى شلبى وأحمد عبدالمعطى حجازى ويوسف القعيد والدكتور جابر عصفور والدكتورة عائشة أبوالنور والدكتورة سامية الساعاتى وصلاح عيسى .كما حضر اللقاء الفنان فاروق حسنى وزير الثقافة والسيد أنس الفقى وزير الإعلام . وأعرب الدكتور جابر عصفور رئيس المركز القومى للترجمة عن إمتنانه وسعادته باللقاء المطول مع الرئيس مبارك ، مشيرا إلى أن اللقاء إتسم العمق والروح الودية والمرحة ، وأن الرئيس مبارك أدار حوار مفتوحا معهم ، حيث تحدث الكتاب والمثقفون بكل وضوح ، وأن الرئيس فتح لنا قلبه ، ونحن من جانبنا فتحنا قلوبنا وعقولنا للرئيس . وقال عصفور إننا من خلال ما إستمعنا إليه من الرئيس مبارك خلال اللقاء ، نستطيع أن نقول إننا شعرنا بالإطمئنان الكامل على مستقبل مصر ، وتبددت الكثير من الهواجس والمخاوف التى كانت بداخلنا إزاء بعض القضايا قبل لقاء الرئيس ، وأضاف أن الرئيس مبارك تحدث بلهجة حميمية وتواضع شديد ، بما هو معروف عنه من طبيعة إنسانية بسيطة . ومن جانبه قال الكاتب ورئيس تحرير جريدة "القاهرة" صلاح عيسى أن اللقاء تم فى جو إتسم بالصراحة والبساطة والمودة البالغة بين الرئيس مبارك والنخبة التى حضرت اللقاء من المثقفين ، مشيرا إلى أن الرئيس مبارك تطرق بصراحته المعهودة إلى مناقشة عدد من القضايا الداخلية والخارجية ، ومنها القضايا اليومية التى تهم المواطن المصرى مثل أسعار السلع الاساسية . وأضاف عيسى أنه توقف شخصيا عند نقطتين أساسيتين أولاهما تأكيد الرئيس مبارك أن مصر لا تقبل أى تدخل فى إرادتها السياسية ولا تقبل أى ضغوط أجنبية ، إضافة إلى تأكيد الرئيس البالغ على حماية الحريات السياسية والعامة ، وأن تتمتع مصر بما يليق بها وبمكانتها فى هذا الشأن . ووصف عيسى الحوار بأنه جاء مثمرا للغاية ، وأن الرئيس مبارك إستمع بكل إنصات وإهتمام لكل ما أثرناه من قضايا ، تمثل إهتمامات وشواغل المواطن المصرى ، مؤكدا أن الرئيس مبارك إستمع إلى بعض مطالب الأوساط الثقافية والتى طرحها المثقفون خلال اللقاء ، وأن الرئيس إستمع إلى كافة التفاصيل بإهتمام ، ووعد بالعمل على تلبية تلك المطالب . وأشارت الكاتبة عائشة أبوالنور إلى أن الرئيس مبارك كان حريصا على أن يستمع من مثقفى مصر ، أكثر من أن يتحدث إليهم ، مؤكدة أن قضايا المرأة إستحوذت على جانب مهم من الحوار ، وأن الرئيس شدد على أنه يدعم المرأة فى كافة المجالات ، حتى تتبوأ مكانتها اللائقة بها ، ولا يتردد فى ترشيح الكفاءات من السيدات لتولى المناصب القيادية ، وأنه يرفض أية صورة من صور التمييز سواء على أساس الدين أو الجنس .
