قال الناقد الدكتور يسري العزب: تشكل قصيدة النثر خطرا علي مسيرة الشعرالعامي في مصر وذكر العزب في كتابه الشعرالعامي في مصر الصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة أخيرا أن الشعر العامي حمل هموم الوطن وقضاياه وعبر عنها في شكل جمالي متنوع ومتفرد. واعتبر الشاعر والاكاديمي الذي بدأ حياته بدراسة حول بيرم التونسي ان كتابه عصارة بحث وتنقيب و هدفه مناقشة الدور الذي يلعبه الشعر العامي في تنوير الواقع العربي وتغييره للافضل حيث يقوم شعراء العامية بالتعبير عن جميع قضايا الواقع العربي في شتي المجالات. كما يتطرق الكتاب الي قضية الحرب الناشبة حول اللغة معتبرا ان الصراع حول مايسميه البعض الازدواج اللغوي ليس إلا تعبيرا عن ضيق الافق الفكري والنقد ولظروف سياسية واجتماعية. وقسم الباحث شعراء العامية الذين تناول بالدراسة نصوصهم الشعرية الي ثلاثة اجيال جيل الاجداد وهم بيرم التونسي واحمد شوقي, فؤاد حداد وجيل الاباء سمير عبد الباقي من حجاج الباي وجيل الابناء علي شيحة ويوسف سنبل وغيرهما من الشعراء من مختلف المحافظات واشار الباحث لنهوض القصيدة الزجلية في العصر الحديث في كل من مصر ولبنان في النصف الاول من القرن العشرين ومن رواد هذا الفن بيرم التونسي من مصر وعمر الزعني من لبنان ولقب الاثنين بشعري الشعب وحرص كلا الشاعرين علي تجديد شكل القصيدة وتحميل النص الشعري بالقضايا الوطنية فتشابهت موضوعاتهما واثرت في حركة الثورة التحريرية التي قام بها الشعبان المصري واللبناني قبل منتصف القرن العشرين كتب بيرم اكثر من خمسمائة أغنية اشاد بها كبار المطربين والملحنين لكنه لم يضف الاضافة التي اضافها الزعني للشعر العامي اللبناني حيث انه حرص علي أداء قصائده أمام جمهوره كأنه يغنيها وهذا مانبغ فيه الشاعر المصري فؤاد حداد القادم من أصول لبنانية. وذكر العزب ان فؤاد حداد, صلاح جاهين تلميذي بيرم التونسي لهما تأثير قوي في دفع التيار الجديد في شعرنا المعاصر والذي ازداد نضجا لدي تلاميذهما اللاحقين مثل سيد حجاب, الابنودي, احمد فؤاد نجم وشدد العزب علي ان الخسارة التي يعانيها الأدب المصري بعد فؤاد حداد فاقت جميع الخسارات التي عاناها الادب برحيل صلاح عبد الصبور, امل دنقل, نجيب سرور, حيث استكمل صاحب المسحراتي مسيرة بيرم التي كانت علامة بارزه في الشعر الحديث من ثورة1919 الي ثورة1952 واعتبر المؤلف ان ادخال فؤاد للتاريخ كعنصر فني في تشكيل التجربة الشعرية العامية وذلك باسقاط شخصية تراثية عظيمة في قصيده بعنوان عمر بن الخطاب بشكل يعيه الجمهور اكثر من الكتب والسير أعاد للمتلقي الفقير إنسانيته الضائعة حيث ذكره بالتراث العربي لامتنا ببساطة لغوية