دعا الاتحاد الأوروبي لبذل كل الجهود من أجل ضمان نجاح مفاوضات السلام التي استؤنفت بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد جمود لنحو عامين وقال كريستيان بيرجر ممثل الاتحاد الأوروبي في الأراضي الفلسطينية- في تصريح لراديو( سوا) الأمريكي أذيع أمس- إنه يجب عدم استباق الأحداث وتوقع فشل المفاوضات في وقت يتطلع المجتمع الدولي لإحراز تقدم في تلك المفاوضات. وأضاف أنه من الصعب التنبؤ بهذا الأمر في الوقت الذي نأمل جميعا أن تكون تلك الجولة من المفاوضات ناجحة, مشددا علي ضرورة الوعي بالمصاعب والتحديات وتخطي تلك التحديات لضمان نجاح هذه الجولة من المفاوضات. وصرح بيرجر بأن الاتحاد الأوروبي ملتزم بدعم الدولة الفلسطينية المستقبلية التي قد تتمخض عن اتفاق سلام بين الطرفين, مشيرا إلي أن ذلك يأتي في إطار التعاون الدائم بين الاتحاد الأوروبي والسلطة الفلسطينية. وأشار إلي أن السلطة الفلسطينية صادقت بالفعل علي عدد من الاتفاقات الموقعة بيننا وبين دول المنطقة بما فيها الشراكة الأوروبية المتوسطية وسياسة جيران أوروبا, كما أننا نعين السلطة الفلسطينية علي بناء المؤسسات التي تشكل البنية الأساسية للدولة الفلسطينية المستقلة. جاء ذلك في وقت أشارت وسائل الإعلام الأمريكية أمس إلي أهمية المفاوضات المباشرة التي بدأت في واشنطن الخميس الماضي بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس علي الرغم من موجة التشاؤم التي سادت الصحف من تحقيق نتائج ملموسة من هذه المفاوضات وصعوبة التوصل إلي اتفاق دائم للسلام. فقد توقعت نيويورك تايمز فشل المفاوضات خلال ثلاثة أسابيع لأن الطرفين لم يناقشا قضية وقف بناء المستوطنات, لكنها ذكرت أن مشاركة إدارة أوباما في المباحثات المقبلة في شرم الشيخ هو إشارة علي الدور القوي الذي ستلعبه الولاياتالمتحدة في المستقبل. وتوقع الكاتب سكوت ويلسون في صحيفة واشنطن بوست أن يتخذ نتانياهو موقفا مغايرا لموقف حكومته الائتلافية المتشدد بالنسبة لبناء المستوطنات, وأوضح أن التوصل إلي اتفاق سلام سيعزز من موقف عباس ضد حماس. من جهتها, أشارت صحيفة يو أس إيه توداي إلي عدم التوصل إلي حلول خلال المفاوضات في واشنطن, لأي من القضايا الأساسية العالقة. وفي زاوية أخري, أكدت نفس الصحيفة صعوبة التوصل إلي اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين, فسلطة الرئيس عباس لا تمتد خارج الضفة الغربية, ونتانياهو غير قادر علي اتخاذ قرارات دون الرجوع إلي الائتلاف الحاكم. وتوقعت الصحيفة أن تنتهي المحادثات قبل نهاية الشهر الحالي إذا استمرت إسرائيل في بناء المستوطنات, لكنها استدركت قائلة إن مجرد الاتصال المباشر بين الجانبين أفضل بكثير من وجود فراغ سياسي ناتج عن عدم الاتصال بين الجانبين. وهو ما أشارت إليه صحيفة واشنطن تايمز إذ قالت إن أهم نتائج المفاوضات هو الاجتماع المرتقب للجانبين في14 و15 سبتمبر الجاري. وذكرت شبكة تليفزيونCBS أن محادثات واشنطن لم تؤد إلي انفراجة في عملية السلام, ولكنها أثنت علي إمكانية أن يلتقي عباس ونتانياهو بشكل دائم. وعلي الرغم من أن عباس ونتانياهو أنحيا جانبا كل الشكوك والتقيا للمرة الأولي منذ عامين, توقعت الشبكة عدم التوصل إلي اتفاق سلام بسبب موقف الرأي العام المتشدد لدي الجانبين. وتوقعت شبكةABC أن تلعب كلينتون دورا كبيرا في الفترة المقبلة فيما يتعلق بمباحثات السلام, وقالت إن العالم يترقب أن يري هذا الدور. وذكرت لوس أنجلوس تايمز أن مستقبل عملية السلام مرهون بنتائج العمليات الأخيرة لحماس التي قتلت وأصابت فيها إسرائيليين, مشيرة إلي أن تخريب عملية السلام هو هدف المتشددين. كما ذكرت صحيفة' نيويورك تايمز' في مقال افتتاحي لها أمس ان استئناف محادثات السلام المباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين الاسبوع الحالي تعتبر مبشرة بالنجاح رغم تاريخ طويل من المحاولات الفاشلة التي تعزز التشاؤم المبرر فيما يتعلق بنجاحها في نهاية الامر. وأشارت الصحيفة- في المقال الذي اوردته في موقعها علي شبكة الانترنت- ان النتائج جيدة وهي قرار للاجتماع مرة ثانية في مصر في غضون اسبوعين والاجتماع كل اسبوعين بعد ذلك للتفاوض علي اتفاق حول جميع الموضوعات الجوهرية وان ذلك يعني التفاوض حول حدود دولة فلسطينية جديدة, وامن اسرائيل, ووضع القدس, ومستقبل اللاجئين الفلسطينيين. وأكدت صحيفة( الدستور) الأردنية ضرورة التوصل إلي حل الدولتين باعتباره الحل الوحيد الذي يضمن حقوق الطرفين' الفلسطيني والإسرائيلي', كما يضمن تحقيق السلام في المنطقة ويفتح الباب علي مصراعيه أمام تعاون300 مليون شخص في الشرق الأوسط. وحذرت الصحيفة من فشل المفاوضات, والذي يعني نجاح المتطرفين المتشددين في إغراق المنطقة في المزيد من الحروب وعدم الاستقرار, مشيرة إلي أن عدم الوصول إلي حل علي مدي العقود الماضية تسبب بمعاناة فائقة للملايين من الرجال والنساء والأطفال في هذه المنطقة من العالم ولا تزال آثارها الفاجعة ماثلة أمام الجميع وأدت في النهاية إلي فقدان الثقة في تحقيق السلام, وسمح للمتطرفين باستغلال مشاعر الأجيال لبث الكراهية وإشعال الحروب وتورط العالم في نزاعات إقليمية. جاء ذلك في الوقت الذي بحث وزير خارجية ألمانيا جويدو فيسترفيللا في اتصال هاتفي مع نظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون سبل تجاوز العقبات التي قد تعترض المفاوضات المباشرة والتي سوف تستغرق عاما كاملا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية شتيفان بريدول في تصريح أمس نشره الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الألمانية إن وزير خارجية ألمانيا اعتبر في اتصال هاتفي مع نظيرته الأمريكية أن المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية في واشنطن كانت خطوة إيجابية.