فى الوقت الذى وافقت فيه منظمة التحرير الفلسطينية - مع التحفظ - على القيام ولمدة محدودة (4ا شهراً) بمفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل عبر الموفد الأمريكى الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل، اعتبر محللون أن فرص نجاح تلك المفاوضات «محدودة»، بينما أعلن نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية سلفان شالوم فى نيويورك أنه طلب من الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون أن يستعمل دبلوماسيته لإقناع الفلسطينيين باستئناف مفاوضات سلام «مباشرة» مع إسرائيل. وقال شالوم، أمس الأول، «آمل أن يتمكن الأمين العام من إقناع شركائه فى اللجنة الرباعية بموسكو بأن يطلبوا من الفلسطينيين تقليص المدة التى هم بحاجة لها من أجل الانتقال إلى الحوار المباشر»، وذلك بعد أن كان كى مون أكد، أمس الأول نيته المشاركة فى 19مارس فى موسكو باجتماع اللجنة الرباعية (الولاياتالمتحدة وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى) على أمل المساعدة فى استئناف مفاوضات السلام الإسرائيلية - الفلسطينية. وكانت إسرائيل أثارت حفيظة الفلسطينيين، أمس الأول، عندما أعلنت أنها ستبنى 112 وحدة استيطانية جديدة فى مستوطنة يهودية، فى حين رأى المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط جورج ميتشل أن استئناف محادثات السلام يحتاج إلى مزيد من الوقت، بينما وصف المفاوض الفلسطينى صائب عريقات المحادثات غير المباشرة بأنها ستكون «الفرصة الأخيرة» للإبقاء على عملية السلام بالشرق الأوسط. واتفق الجانبان على الاتصالات غير المباشرة لإحياء المحادثات المعلقة منذ ديسمبر 2008، فى تعزيز لسعى الرئيس الأمريكى باراك أوباما لإنهاء الصراع المستمر منذ عشرات السنين، لكن لم يعلن رسمياً موعد استئناف المفاوضات، وهناك مؤشرات على أن ميتشل لم يحرز التقدم الضرورى فى المحادثات التى أجراها مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس (أبومازن) فى رام الله بالضفة الغربية، أمس الأول، ففى بيان من واشنطن، قال ميتشل الذى التقى أيضا فى وقت سابق مع بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى، إنه سيعود، الأسبوع المقبل، لإجراء مزيد من المحادثات. وقال ميتشل فى بيان أذيع قبيل وصوله واشنطن: «يسعدنى أن القيادتين الإسرائيلية والفلسطينية قبلتا المحادثات غير المباشرة»، وأضاف: «بدأنا بحث بنية ومدى هذه المحادثات وسأعود إلى المنطقة، الأسبوع المقبل، لمواصلة مباحثاتنا. ومثلما قلنا مرات عديدة نأمل فى أن تؤدى هذه الأشياء إلى مفاوضات مباشرة فى أقرب وقت ممكن». وكانت التوقعات كبيرة بأن يقوم نائب الرئيس الأمريكى جو بايدن - الذى بدأ زيارة لإسرائيل والضفة الغربية، أمس الأول، على أن يتوجه إلى الأردن غدا - بإعلان موعد بدء مفاوضات غير مباشرة لإقامة دولة فلسطينية، لكن الإعلان الإسرائيلى عن التوسع فى إحدى المستوطنات عرقل هذا. من جهته، أكد بايدن، أمس، فى ختام لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، أن الولاياتالمتحدة تلتزم بتقديم «دعم مطلق وتام وثابت» لأمن إسرائيل، بينما أشارت صحيفة «جيروزاليم بوست» أن بايدن سيعود الأسبوع المقبل إلى المنطقة لمواصلة المفاوضات، فيما يعد مؤشراً على رغبة إدارة أوباما لاسترضاء اللوبى اليهودى قبل انتخابات الكونجرس. وانتقد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيليب كراولى الخطة الإسرائيلية للتوسع الاستيطانى، فيما قال عريقات إن التوسع فى المستوطنات هو البند الأول فى اجتماعه مع ميتشل وأنه من السابق لأوانه القول على وجه التحديد متى تبدأ المحادثات غير المباشرة مع إسرائيل. وأضاف عريقات أن «الرئيس قال إنه إذا كانت كل جولة ستشمل إعلانا بشأن مستوطنات وخطوات أحادية الجانب فإن هذا يضع علامة استفهام أمام كل الجهود التى نبذلها». ومع تمكن الولاياتالمتحدة من الحصول على موافقة الفلسطينيين على إجراء مفاوضات غير مباشرة بعد جمود استمر أكثر من عام، يشكك العديد من المراقبين والساسة فى إمكانية نجاح المفاوضات التى من المتوقع أن يقوم خلالها ميتشل برحلات مكوكية على الأقل فى بادئ الأمر بين القدسورام الله بعد فشل المفاوضات على مدى سنوات طويلة. وقال زياد أبوعمر، المحلل الفلسطينى المختص فى الشؤون الخارجية، إن إجراء مفاوضات غير مباشرة «لا يعنى ضمان تحقيق نتائج»، وأضاف: «أتوقع أن تضع الحكومة الإسرائيلية عقبات أمام جميع القضايا الأساسية».