تعاني السينا والدراما التليفزيونية علي السواء هذا العام من أزمة طاحنة خاصة بالتوزيع خلال الموسم السينمائي الصيفي, والموسم الرمضاني الدرامي. وكان لاشتراك الموسمين معا هذا العام نظرا لحلول شهر رمضان في عز موسم الصيف السينمائي أكبر الأثر في ظهور الأزمة مضاعفة وظهرت نتائجها السلبية علي الإنتاج الفني. فبالنسبة للأفلام السينمائية فقد تعرضت في الموسم الصيفي الحالي لهزة كبيرة وخسائر غير متوقعة بسبب فشل توزيعها داخليا وخارجيا. ففي الداخل تم عرض أفلام لنجوم بعدد نسخ لم يرضوا عنها مثل اللمبي8 جيجا للفنان محمد سعد, فلم يتوقع صناع العمل ان الفيلم يطرح بعدد نسح لم تتعد الخمسين نسخة. وكذلك فيلم الديلر الذي فوجئ احمد السقا بان عدد نسخه قليلة بالمقارنة بنسخ فيلم عسل اسود بطولة احمد حلمي الذي تخطت نسخه المائة نسخة وهو أكبر عدد نسخ لفيلم هذا الموسم أما خارجيا فلم يتم توزيع الثمانية افلام التي كانت تتنافس علي الموسم الصيفي الحالي خارج مصر, والأفلام الديلر, نور عيني, عسل اسود, واللمبي8 جيجا, الكبار, الثلاثة يشتغلونها ولا تراجع ولا استسلام, بنتين من مصر, حول هذه الأزمة يقول نادر صلاح الدين مؤلف فيلم اللمبي8 جيجا فوجئت أن عدد النسخ التي عرض بها الفيلم تتعدي الخمسين نسخة مع العلم ان محمد سعد تطرح افلامه بعدد نسخ تتخطي السبعين نسخة وبالتأكيد أثر سوء توزيع الفيلم داخليا علي ايراداته بالإضافة الي أن الفيلم المصري لا يتم توزيعه في الخارج. في حين يقول السيناريست طارق عبد الجليل لقد انتقل تحكم شركات الانتاج السينمائي والتوزيع الكبري من التوزيع الداخلي الي التوزيع الخارجي فبعد تكتل الشركة العربية محمد حسن رمزي وشركاه يعلم الخليجيون أيضا اللعبة وأصبحوا يتكتلون علينا ويحددون اسعارا للفيلم المصري أقل مما يستحق, ولذلك علينا ان نعتمد علي التوزيع للفضائيات بينما يقول المخرج احمد عواض ان توزيع الفيلم المصري يعاني من أزمة في الدول الأوروبية لأن موضوعاتنا لا تناسبهم وتقنية الصناعة متطورة لديهم أكثر مما نقدمه, لكن في الخليج توزيع الفيلم المصري موجود ونجومنا مطلوبون وكذلك نوعية الأفلام التي نقدمها ولكن علي المنتج الواعي ان يسترد تكلفة الفيلم من التوزيع الداخلي للفيلم. أما المخرج سامح عبد العزيز فله وجهة نظر أخري اذ يقول ان الفيلم المصري يعاني من التوزيع الداخلي والخارجي, وذلك بسبب عدم تناول قضايا تهم المواطن المصري ولو حدث ذلك لجأ للمردود المادي من التوزيع الداخلي اولا. ويقول المنتج السينمائي محمد العدل الخسائر تتوالي علينا في الموسم الصيفي بسبب مشاكل التسويق الداخلي والخارجي للأفلام والحل في الاعتماد علي السوق المصرية لأن اسواقنا في الخارج محدودة في الخليج والأردن وسوريا فقط. ويقول المنتج محمد حسن رمزي لا يوجد لدينا توزيع في اوروبا الا للجاليات العربية هناك والعائد المادي يكون ضعيفا لأن تقنية الفيلم الأجنبي تخطت الفيلم المصري بمراحل, ولذلك الفيلم الأجنبي في مصر ينافس الفيلم المصري. وتقول الفنانة والمنتجة إسعاد يونس هناك من يحارب الفيلم المصري بالخارج وهناك مصريون يفضلون الفيلم الاجنبي عن المصري, للاسف اصبحنا تحت وطأة الموزع الخارجي الذي يفرض شروطه علينا والحل اتحادنا ككيانات كبري لتسويق افلامنا بالخارج وان يكون للدولة دور في حماية اعمالنا بالخارج وفتح اسواق متعددة ولم تقف الازمة عند منطقة التوزيع السينمائي بل انها تعدتها لتظهر هذا العام بوضوح في الدراما التليفزيونية الرمضانية, حيث تنافس76 عملا دراميا للعرض في الشهر الكريم, واستقر التليفزيون المصري علي26 مسلسلا وقناة الحياة علي9 مسلسلات وبانوراما دراما علي10 مسلسلات ودريم بمسلسلين فقط. وذلك بعد مفاوضات تمت بين اسامة الشيخ رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون والمنتجين خلال الايام السابقة, حيث اجتمع الشيخ مع الشركة المنتجة لمسلسل شيخ العرب همام لاتمام الاتفاق لشراء التليفزيون للمسلسل بعد جلسات سابقة تمت في بداية العام وعدهم اسامة خلالها بشراء المسلسل, الا ان الاتفاق لم يتم بسبب ان التليفزيون يريد شراء المسلسل دون شراء مسلسل بيت الباشا للفنان صلاح السعدني لنفس الشركة المنتجة والتي تريد بيع العملين معا, بمبلغ45 مليون جنيه, وهو ما رفضه اسامة الشيخ فقامت قناة الحياة بشراء المسلسلين, كما تمت مفاوضات أخري لمقايضة الحياة للتليفزيون المصري بان يحصل التليفزيون علي مسلسل شيخ العرب همام من الحياة, وتحصل الحياة علي مسلسل بالشمع الأحمر للفنانة يسرا, والذي سيعرض حصريا علي التليفزيون المصري, وهذا ما أكده المنتج احمد الجابري قائلا.. التقينا المهندس اسامة الشيخ بداية العام ووعدنا بشراء مسلسل شيخ العرب همام رغم إننا ابلغنا بأن تكلفة المسلسل ستكون مرتفعة بسبب النجوم المشاركين في المسلسل واجورهم والمعارك والديكورات والملابس لكن في الايام الماضية فشلت المفاوضات بيننا, لأن سعر الشراء لم يناسبنا بالنسبة لتكلفة المسلسل بالاضافة الي اننا نريد تسويق المسلسلين معا شيخ العرب همام وبيت الباشا والمهندس اسامة كان يريد شيخ العرب همام فقط, ووجدنا عرضا من قناة الحياة يناسبنا واشترطنا عليهم لو التليفزيون المصري يريد شراء الاعمال ان يكون ردهم بالموافقة ولكن المفاوضات بينهما فشلت لان رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون قرر ان تنفرد كل جهة بالاعمال التي اشترتها. ويضيف قائلا السبب فيما نواجهه من ازمة تسويق يعود لكثرة الاعمال الدرامية بدون عقلانية. ومفاوضات أخري فشلت بين أسامة الشيخ والمنتج محمد فوزي حيث رفض الشيخ المبلغ المطلوب وان لشراء مسلسل الدالي الجزء الثالث بطولة الفنان نور الشريف ومعه مسلسل فرح العمدة للفنانة غادة عادل, وهو ما لم يقبله الشيخ بالاضافة الي ان المنتج محمد فوزي له مسلسل ثالث المكتوب علي الجبين للفنان حسين فهمي ولم يتم توزيعه ايضا. وعن عدم عرض مسلسل الدالي علي التليفزيون المصري يفسر لنا مخرج العمل يوسف شرف الدين قائلا فوجئنا منذ ايام بقرار من منتج المسلسل بانه لن يعرض في شهر رمضان لعدم وصوله لصيغه اتفاق مناسبة مع المهندس اسامة الشيخ ولا اعلم تفاصيل الاتفاق لكن نجما بحجم نور الشريف اعتاد الناس علي مشاهدة اعماله في رمضان منذ عشر سنوات كوجبة دسمة لهم برمضان وبهذا سيفتقده المشاهد في رمضان.. ولذلك قرر المنتج عرض المسلسل بعد شهر رمضان, وانا سعيد بذلك القرار وكذلك الفنان نور الشريف بعيدا عن زحمة المسلسلات ولخلق موسم جديد للدراما. وقد تراوحت اسعار شراء المسلسلات بالتليفزيون المصري هذا العام من8 ملايين إلي45 مليون جنيه في الوقت الذي انسحبت فيه عدة اعمال ولم يستكمل تصويرها مثل المسلسل احلام مستحيلة اخراج منال الصيفي بطولة نيللي كريم وريهام عبدالغفور. كذلك اقتصر توزيع مسلسل الجماعة علي التليفزيون المصري فقط وبعد ان يحقق النجاح المطلوب سيقوم منتجه بتوزيعه بشروطه علي باقي الجهات الاخري وايضا واجه مسلسل سقوط الخلافة صعوبة في تسويقه فبعد مفاوضات قام التليفزيون المصري بشرائه ولم يعلن عنه باعلانات بالصحف. وكذلك مسلسل انا القرش للمخرج باسل الخطيب وبطولة فاروق الفيشاوي وعبير صبري فقد واجه صعوبة في تسويقه وقد اقتصر تسويق مسلسل منتهي العشق علي قناة بانوراما دراما التي شاركت في انتاجه ولم تجد الثمن المناسب لبيعه للتليفزيون المصري فقررت ان يكون حصريا. *ويقول المنتج صفوت غطاس نواجه أزمة تسويق صعبة بالخارج فلم تصبح اعمالنا بأهمية زمان بالنسبة للدول العربية والتليفزيون هذا العام انقذ كل المسلسلات واصبح الملاذ الوحيد لكن للاسف تتفاوت اسعار الشراء بدون مقاييس فهناك اعمال ليست بالجودة المطلوبة سواء اخراجيا أو كتابة أو نجوم وتم شراؤها باسعار مرتفعة. وهناك اعمال أخري تم شراؤها بأسعار قليلة بالرغم من جودتها تبعا للاهواء والحل المفترض ان تكون هناك لجان لتقييم النصوص والانتاج. ويقول الكاتب محمد صفاء عامر ان السبب الرئيسي لمشكلة تسويق الاعمال.. يعود لكثرة الاعمال الدرامية المنتجة ولابد من تدخل الدولة لضبط الامر وان تحدد الاعمال المنتجة. وفي السنوات القادمة الازمة ستزداد اذا استمر الوضع علي ذلك الشكل.