خريطة الموسم الصيفى السينمائى المقبل تشهد غياب نجوم من العيار الثقيل، فى سابقة هى الأولى من نوعها، حيث اعتدنا على رؤية أفلام هؤلاء النجوم على مدار السنوات الأخيرة بدور العرض السينمائية مع حلول شهور الصيف، وكانت تزيد هذه الأفلام من سخونة المنافسة. ولكن هذا العام لجأ بعضهم إلى الخمول الصيفى سواء برغبتهم أو رغماً عنهم، ويأتى على رأسهم محمد سعد بفيلمه "بوشكاش" الذى لا يزال موقفه غامضاً حتى الآن برغم اهتمامه بعرض أفلامه بموسم الصيف منذ أولى بطولاته المطلقة فى فيلم "اللمبي" عام 2002، حيث عرضت أفلامه بعد ذلك فى جميع مواسم الصيف المتعاقبة ومنها أفلام "اللى بالى بالك" و"عوكل" و"كتكوت" و"كركر". بينما يغيب محمد هنيدى عن موسم الصيف لظروف مرضه وإجرائه لعملية جراحية فى المعدة، وعدم الاستقرار على تفاصيل فيلمه الجديد الذى وضع له اسماً مؤقتاً بعنوان" رمضان مبروك أبو العلمين حمود" تأليف يوسف معاطى وسيخرجه وائل إحسان. وأشار هنيدى إلى أنه لم يهرب من مذبحة الصيف كما ردد البعض ولكنه يطبق أسلوباً جديداً، حيث لم يعد يهتم كثيرا بعرض أفلامه فى موسم الصيف كما كان يفعل سابقاً ويريد التركيز فى عمله بشكل أفضل والتفرغ له تماما، حتى يخرج فى صورة تليق بمشواره الفنى. وأوضح هنيدى أن المنافسة حاليا مع زملائه النجوم باتت أشرس من ذى قبل، ولذا بات التركيز فى مضمون العمل أهم من الانشغال بموعد عرضه، مشيراً إلى أنه سيعرض فيلمه المقبل فى موسم عيد الأضحى. وأيضا يغيب كريم عبد العزيز عن موسم الصيف رغم أنه كان فى مقدمة النجوم المستعدين له بفيلم "الطريق" ولكنه قرر تأجيل تصويره مؤقتا، رغبة فى دخول تجربة سينمائية أخرى بعنوان "المحترف" تأليف مدحت العدل وإخراج نادر جلال، ولكن نظرا لعدم استكمال الديكورات المناسبة واعتذار غادة عادل عن بطولته، اضطرت أسرة الفيلم لتأجيل تصويره حتى العثور على بطلة مناسبة تقف أمام كريم عبد العزيز. خروج هؤلاء النجوم من خريطة الموسم الصيفى يشكل أزمة لدى بعض شركات الإنتاج والتوزيع، حيث تعتمد عليهم لتحقيق أرباح مادية كبيرة من وراء أفلامهم، ومنها الشركة العربية للإنتاج للتوزيع السينمائى والتى يغيب نجمها المفضل كريم عبد العزيز هذا العام، وهو الذى كان يضمن لها مكسبا مضمونا مع كل صيف دون الدخول فى لعبة المغامرات. ولكن عبدالجليل حسن المستشار الإعلامى للشركة أكد لليوم السابع على أنهم استعدوا جيدا هذا الصيف لتعويض غياب كريم، موضحاً أنهم سيخوضون موسم الصيف بأفلام جيدة وهى "كابتن هيما" لتامر حسنى وزينة، تأليف أحمد عبد الفتاح وإخراج نصر محروس ، و"أدرينالين" لخالد الصاوى وغادة عبد الرازق تأليف محمد عبد الخالق وإخراج محمود كامل، وأيضا فيلم أحمد مكي"إتش" فى أولى بطولاته المطلقة ومعه إنجى وجدان وحسن حسنى تأليف أحمد فهمى ومحمد المعتصم وإخراج أحمد الجندى. أما المنتج أحمد السبكى فقد أشار إلى أنه إذا لم يلحق محمد سعد بموسم الصيف، فلن تحدث مشكلة حيث سيخوض المنافسة الصيفية بفيلمى "كباريه"، و"بلطية العايمة"، اللذين يعول عليهما كثيرا فى تحقيق نجاح متميز بدور العرض السينمائية، معترفاً فى الوقت نفسه بمدى أهمية أفلام محمد سعد فى موسم الصيف. الناقد كمال رمزى علق على غياب الفنانين الكبار بأنه فرصة سانحة لأعطاء أهمية أكبر لموسمى عيد الفطر والأضحى، اللذين ستعرض بهما أفلام النجوم الغائبة، موضحاً أن الخريطة السينمائية تعيد رسم نفسها بنفسها، وعلى مدار العامين المقبلين ستشهد تغييرات عدة خاصة فى ظل زيادة عدد الأفلام المنتجة عاما بعد الآخر، وتقلص عدد أسابيع موسم الصيف، وبالتالى سيعود لمواسم العيدين رونقهما، ونتخلص تدريجيا من زحمة موسم الصيف التى بدأت مع فيلم "إسماعيلية رايح جاى" عام 1997، والذى كان سببا رئيسيا فى خلق هذا الموسم وإعطاء أهمية كبيرة له لدى المنتجين والموزعين والنجوم الكبار، وبات بمثابة الفرخة التى تبيض ذهبا لهم.