اكد الخبراء أن تذبذب اسعار صرف العملات الاجنبية ساهم في زيادة الاضطرابات في السوق المصرية, كما ان ارتفاع وانخفاض اسعار العملات جعل التاجر يتخوف من عملية الاستيراد والتصدير وبالتالي يؤثر بالسلب علي السوق المحلية في ظل ارتفاع التكلفة للسلع المستوردة متأثرة بحالة سوق صرف العملات في الاسواق الخارجية. نائلة علوبة عضوة لجنة التصدير بجمعية رجال الاعمال تؤكد ان تذبذب اسعار العملات رفع من معدل المخاطرة برأس المال لانه يؤثر علي اسعار السلع بالسلب في اوقات غير محسوبة. واضافت ان هناك اتجاها كبيرا في اوروبا لعدم التعامل بالاعتمادات المستندية ليصبح التعامل نقديا فور الاستلام لتلافي مخاطر تقلبات العملة بعد الازمة المالية العالمية. يقول وليد هلال رئيس المجلس التصديري للكيماويات ان الانخفاض الذي اصاب اليورو الفترة الماضية اصاب كثيرا من المصدرين بالخسارة نتيجة انخفاض هامش الربح او بيع المنتج بسعر التكلفة كون ان الانخفاض كان مفاجئا للجميع ولم يكن احد يتوقعه اثناء الاتفاق علي الصفقات خاصة وان نسبة الانخفاض وصلت الي15%. وأوضح أنه في الفترة الماضية ظهرت تحديات كثيرة أمام الصادرات المصرية والتي تعرقل تنفيذ الخطة الاستراتيجية لوزارة التجارة والصناعة بزيادة الصادرات إلي200 مليار جنيه حتي عام2013 أهمها انخفاض سعر العملة وانخفاض أسعار المنتجات في الأسواق العالمية بعد الأزمة الاقتصادية التي عصفت بأغلب الدول هذا إلي جانب ارتفاع أسعار الطاقة في المصانع المصرية. وأكد أن المصدرين يقومون الآن بدراسة إعادة تكلفة المنتج لزيادة القدرة التنافسية للصادرات المصرية لمواكبة تذبذب أسعار العملات, بالإضافة إلي فتح أسواق جديدة للمنتجات المصرية مثل أمريكا اللاتينية وأفريقيا وغيرهما. أما علاء رضوان رئيس رابطة استيراد اللحوم فقال: إن التذبذب الذي اصاب العملات في الفترة الماضية جاء لصالح المستوردين, حيث انخفضت قيمة السلع المستوردة من أوروبا بعد انخفاض اليورو.وطالب باستغلال تلك الأزمة في أوروبا وتذليل عقبات استيراد اللحوم من هناك, مؤكدا أن وزارة الزراعة المصرية تتشدد في سفر لجان صحية لمراقبة ومتابعة المذابح التي يتم الاستيراد منها وهو ما يرفضه الجانب الأوروبي معللا ذلك بأن المذابح الأوروبية حاصلة علي كل شهادات الجودة والصحة المطلوبة. وأكد حمدي النجار رئيس الشعبة العامة للمستوردين باتحاد الغرف التجارية ان تذبذب اسعار العملات سواء بالانخفاض أو الارتفاع يؤدي لحدوث نوع من انواع الاضطرابات فالمستورد في ظل غياب استقرار السوق يتخوف من شراء العملة الأجنبية التي يفتح بها الاعتماد الخاص بالشحنة مرة واحدة بقيمة مبلغ الشحنة كاملا أو حتي جزء منه نظرا لارتفاع وانخفاض اسعار العملات سواء انخفاض اليورو الذي شهدته الفترة الاخيرة أو ارتفاع الدولار في مقابل انخفاض العملة الأوروبية, موضحا أنه كلما كانت العملة مستقرة والتحويل الخاص بها منضبط زاد استقرار السوق بنسبة100%. وأوضح ان الاستيراد في ظل تذبذب العملات مناخ غير صحي للاستيراد, مشيرا إلي أن الاستيراد في ظل ارتفاع أو انخفاض العملة يزيد من التكلفة علي التاجر لأنه عندما تنخفض العملة بنسبة تتراوح ما بين3 و5% فإن هامش ربح المستورد ينخفض معها وبالتالي يتكبل التاجر بالعديد من المشكلات وهو ما يحدث ايضا عند ارتفاع العملة. واشار النجار إلي أنه بالرغم من اضطرابات السوق في هذه الحالة وتخوف بعض المستوردين من الاسجتيراد الا ان المستورد لا يستطيع العزوف عن القيام بعملية الاستيراد لأن معظم المستوردين والتجار لديهم أجندة خاصة برأس المال وكيفية استثماره, موضحا أن اموال التجار تكون في السوق, ولكن التجار في حالة الاضطرابات بالسوق يتخذون جميع الاجراءات التي تضمن حقوقهم, فيمكن للمستورد استيراد كميات أقل أو تقليل دورة رأس المال.