بدأت الولاياتالمتحدةالأمريكية تشعر بأن سياسة أوباما قد تتسبب في أزمة ثقة مع حلفائها في الخليج، وظهرت واشنطن كما لو كانت تحاول تأكيد التزاماتها نحو المنطقة، وذلك من خلال رسائل طمأنة ظهرت في شكل زيارات لشخصيات عسكرية على أعلى مستوى من القيادات العسكرية بوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، واختتمت بزيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للرياض واجتماعه بالملك سلمان وقادة دول مجلس التعاون الخليجي. وسبقت زيارة أوباما إلى الرياض مجموعة من الإشارات التي قرأها البعض في سياق محاولة البيت الأبيض تطويق غضب السعودية من سياسات واشنطن في بعض الملفات ، فقبل يومين كانت هناك زيارة لأشتون كارتر وزير الدفاع الأمريكي إلى الإمارات، وعلى الصعيد الإعلامي كانت هناك إشارة في بعض التقارير الإعلامية بخطأ أوباما في تعامله مع الخليج لاسيما السعودية، وقالت صحيفة الواشنطن بوست في تقرير لها إن أوباما موجود في الرياض لتقديم اعتذار. وكانت العلاقات الأمريكية السعودية شهدت فتورًا مؤخرًا على خلفية مشروع قرار لقانون أمريكي من شأنه أن يسهل على أسر ضحايا هجمات ال 11 من سبتمبر مقاضاة مسئولين في الحكومة السعودية لضلوعهم المزعوم في أحداث 11 سبتمبر، واتهم الرئيس الامريكي المملكة العربية السعودية بالعمل عكس الخطة الأمريكية في الشرق الأوسط، خصوصًا فيما يتعلق بإيران. التصريحات الأمريكية دفعت الرياض إلى اتخاذ موقف حاسم ظهر في تهديد المملكة للإدارة الامريكية بأنها ستبيع مئات المليارات من الدولارات من الأصول الأمريكية التي تحتفظ بها المملكة حال أقر الكونجرس مشروع قانون من شأنه أن يلقي على السلطات السعودية المسئولية أمام المحاكم الأمريكية عن أي دور في هجمات 11 سبتمبر 2001. الدكتور سعيد اللاوندى، أستاذ العلاقات الدولية يرى أن أمريكا تحاول طمأنة السعودية ومجلس التعاون الخليجى بشأن قضية إيران، ولكنها لن تستطيع تقديم شىء، مضيفًا أن إيران أصبحت صديقًا للغرب بعد اعتراف واشنطن بنووية إيران، والوصول إلى تفاهمات بهذا الصدد، مشيرًا إلى أن هناك محاولة لإعادة صياغة العلاقات السعودية الدولية ومنها التقارب السعودي مع الاتحاد الأوروبي وبعض دول الشرق الأوسط. ليبيا واليمن وسوريا من ضمن الملفات التي ستكون مطروحة على مائدة التفاوض بين أوباما والملك سلمان بن عبدالعزيز، خصوصًا بعد التغييرات الكبيرة الحاصلة بشأن تلك الملفات. الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية قال إن مؤتمر القمة الخليجية هو امتداد لقمة "كامب ديفيد" بين الرئيس الأمريكي أوباما والدول الخليجية، لأن القمة الأولى لم تحسم كل القضايا الخلافية بين الطرفين. وأكد نافعة، أن دول مجلس التعاون الخليجي قلقة بشأن إبرام الاتفاق النووي بين إيرانوالولاياتالمتحدةالأمريكية، وهو أهم الملفات المطروحة فى القمة الخليجية، حيث تعتقد أنه يعطي لإيران دورًا كبيرًا ومهمًا في الهيمنة على المنطقة وأن الولاياتالمتحدة لن تستطيع ردعها، مشيرًا إلى أن أوباما يريد أن يطمئن الدول الخليجية بأن الولاياتالمتحدة تهتم بأمن الخليج ولن تتخلى عنه. وأضاف نافعة أن هناك العديد من القضايا التي تثير قلق دول مجلس التعاون الخليجي تجاه أمريكا، خاصة أن أمريكا لا تلتزم ولا تهتم بوسائل أمن المنطقة، خاصة فى الملف السوري وانتشار الشيعة في المنطقة، حيث إن أوباما قد أصدر تصريحًا في وقت سابق بأن الولاياتالمتحدة لن تحارب نيابة عن أحد، وأن الدول التي تواجه تهديدًا عليها تحمل هذا العبء عسكريًا وماديًا بنفسها. وعن الملف السوري، أوضح أستاذ العلوم السياسية، أن أوباما سيحاول إقناع دول الخليج بأن الأولوية ستكون لمكافحة الإرهاب وليس بالضرورة إسقاط النظام السورى المتمثل في بشار الأسد، ويجب عدم وضع هذا الأمر شرطًا للتفاوض السلمي، مع تمكين الشعب السوري من تحديد مصيره والاتفاق على وضع سلمي مرضٍ لجميع الأطراف. يذكر أن أوباما أمامه أشهر فقط في البيت الأبيض، حيث من المقرر أن يؤدي الرئيس الأمريكي الجديد اليمين لتولي مهامه في 20 يناير 2017.