في زيارة قد تكون الأخيرة وصل الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، للملكة العربية السعودية اليوم، قبل رحيله عن البيت الأبيض وانتخاب رئيس جديد للولايات المتحدةالأمريكية، للمشاركة في القمة "الخليجية الأمريكية"، والمقرر انعقادها بمدينة الرياض. وتأتي زيارة أوباما للسعودية في ظل توتر العلاقات بين البلدين، والاختلاف في وجهات النظر المتعلقة بشأن الحرب على تنظيم "داعش" والاتفاق النووي بين القوى الكبرى وإيران، وعلاقة الرياض المتوترة بطهران. وصرح أشتون كارتر، وزير الدفاع الأمريكي أن البلدين يسعيان للتعاون معا في المجال العسكري والبحري لمواجهة الأنشطة الإيرانية التي تزعزع المنطقة. وكان البيت الأبيض قد ذكر في وقت سابق، أن المحادثات بين أوباما وسلمان ستركز على جهود مكافحة الإرهاب والوضع في سورية. واعتبر عدد من الدبلوماسيين أن زيارة أوباما إلى المملكة السعودية، تأتى لتقييم آخر المستجدات التي تم الاتفاق عليها بين القاهرةوالرياض في زيارة الملك سلمان الأخيرة لمصر، من أجل بناء رؤية استراتيجية تجاه الشرق الأوسط. قال السفير أحمد أبو الخير، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إنه لا يمكن الفصل بين زيارة أوباما إلى المملكة وزيارة جون كيري إلى القاهرة اليوم، معتبرًا أن الهدف الأساسي لكلا الزيارتين يكمن في معرفة آخر المستجدات التي أسفرت عن زيارة الملك سلمان إلى القاهرة . وتابع، أن الهدف من الزيارة بناء استراتيجية تجاه الشرق الأوسط، ولتعديل سياسة أمريكا تجاه المنطقة . وأوضح أبو الخير، أن العلاقات بين المملكة السعودية وإيران، ستكون علي رأس الملفات التي سيتم طرحها خلال زيارة أوباما للرياض، خاصة وأن الولاياتالمتحدة لها مصالح مع كل من طهران والسعودية. ورأي السفير عادل الصفتى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن التعاون الاقتصادي والتعاون العسكري بين السعودية وأمريكا، سيكون من بين الملفات المطروحة خلال الزيارة، بالإضافة إلي تناول القضايا الإقليمية التي تمس الأمن القومي العربي . وأشار إلي أن هناك خلافات بين المملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدة بسبب قانون الكونجرس، الذي يجيز مساءلة المملكة في المحاكم الأجنبية عن تورطها في أحداث 11 سبتمبر 2001 ، ويسعى أوباما خلال زيارته إلى تحسين العلاقات وتهدئة الموقف . وقال سعيد اللاوندى، خبير العلاقات الدولية، إن زيارة أوباما للمملكة العربية السعودية بمثابة زيارة وداع لأوباما لانتهاء فترة ولايته خلال الفترة القادمة، وأنها تأتي في إطار التعرف علي نتائج زيارة الملك سلمان والرئيس الفرنسي للقاهرة مؤخرًا، بالإضافة لمناقشة الأزمة في سورية واليمن وليبيا. وذكر جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، أن السعودية تتحكم في البترول في الوقت الحالي، لذلك جاءت زيارة أوباما إلي الرياض لتحقيق مصالحها ورغبة من الولاياتالمتحدةالأمريكية لتوفير الاحتياطي لديها.