لم تكد الحملات الأمنية التي تشنها قوات شرطة المرافق بالإسكندرية بالتنسيق مع الأجهزة التنفيذية بالمحافظة تزيل إشغالات الباعة الجائلين بشارع المعهد الديني بمنطقة العصافرة، أكبر الأسواق العشوائية بالمدينة، وتذهب أدراجها، إلا ويعود البائعون مجددًا لافتراش الطرقات، فيما شبهه البعض بلعبة "القط والفار". ويعتبر شارع المعهد الديني واحدًا من أهم شوارع منطقة شرق المدينة، ويبلغ طوله 2كم وعرضه 30 مترًا، وهو محور هام يربط منطقة المندرة قبلي بالعصافرة بمختلف شوارع المنتزة، كما يوجد به معسكر أبو بكر الصديق التابع لمؤسسة الأزهر، الذي يحضر إليه سنويًا طلاب من 94 دولة إسلامية، وكذلك يحضر إليه كبار الزوار، شيخ الأزهر ووزير الأوقاف وكبار العلماء. وعقب قيام ثورة 25 يناير، احتل المئات من البلطجية الشارع وقاموا ببناء أكشاك خشبية وأخرى بالطوب في حرمه، كما تحولت أجزاء من الشارع لمواقف سيارات عشوائية تضج بالمشاجرات اليومية، مما زاد من معاناة الأهالي والمارة، وسط غياب لأي حلول حقيقية من جانب المحافظة في حل أزمة الباعة الجائلين بالشارع. كما يغرق الشارع في تلال من القمامة والمخلفات التي يلقيها الباعة والمواطنون، فيما تفشل عربات جمع القمامة في دخول الشارع لرفعها بسبب إشغالات الباعة. وكشفت تقارير صادرة عن شركة كهرباء الإسكندرية، عن أن سرقات الباعة الجائلين للكهرباء بالشارع وصلت إلى40 ألف لمبة تضاء بطول الشارع. وعلى الرغم من أن اللواء طارق مهدي، محافظ الإسكندرية السابق، قد قام ببناء سوق حضاري لتسكين الباعة الجائلين به بتكلفة بلغت36 مليون جنيه، يوجد به 640 محلاً بشارع 30 من 45 القريب من شارع المعهد الديني، إلا أن الباعة سرعان ما عادوا مجددًا لشارع المعهد الديني، وقاموا باستخدام محالهم مخازن للبضائع. وقال محمد مرتضى، موظف وأحد قاطني الشارع، أطالب هاني المسيري والمسئولين بوضع حلول حقيقية لإزالة سوق المعهد، نظرًا لاحتلاله التام من قبل الباعة وسيطرتهم عليه، والتمادي في إنشاء الأكشاك بالقوة والبلطجة، مما يودي إلى فوضى داخل الشارع . وأشار مرتضى إلى أنه ومع وجود هذا الكم الهائل، من الإشغالات يصعب علي المواطنين التجول في الشارع أو دخول أي عربات إغاثة أو سيارات النقل العام. .