قال الدكتور راجح زاهي أمين متحف النوبة بأسوان والمتخصص في تاريخ حضارات الشرق القديم: أن الانتحار فكرة لم تكن مقبولة إطلاقا في هذه الحضارات ومنها مصر الفرعونية، التي لم تمارس الاحتجاج إلا في عصر الأفول، ورغم ذلك لم تحدث أي واقعة انتحار رغم وجود قرائن حية على ممارسة الاعتصامات وتدوينها أيضاً على المعابد. وأضاف زاهي ل"بوابة الأهرام" أن المعتقدات الوثنية في الشرق الأدنى جرمت الانتحار مثلما كانت تحرمه المعتقدات السماوية، كما أن الرحالة القدامى مثل هيرودوت وسترابون استغربا من الحضارة المصرية العريقة التي كانت لاتحبذ الحرق بالنار والدليل على ذلك استغراب أبوالتاريخ هيرودوت من المصري الذي أنقذ معبوده الإله بس أي القط من الوقوع في النار. وقال زاهي إن حادثة الانتحار التي وقعت في الشرق الأدنى كانت لكيلوباترا ذات الجذور اليونانية فهي لم تكن مصرية إطلاقا أما حالة انتحار هانيبال العظيم مؤسس مملكة قرطاج في تونس فهي كانت استثناء لعدة أسباب منها طفولة هانيبال الذي تربى في روما كرهينة وتشربه للثقافة الرومانية ولمعرفته الأكيدة أن انتحاره كفيل براحته من عذاب مرير كان سيلقاه من المحتل. يذكر أن الدكتور راجح كان من الباحثين المصرين القلائل الذين كشفوا النقاب عن سيرة الوزير صالح الأنباطى الذي وقف ضد المد اليهودي في ممالك العرب القديمة وكتابات الشعب الانباطى في جبال قنا قبل الفتح العربي لمصر.