«هنغسل السجاد وننزل الستاير ونمسح الشقة ونلمع النجف».. بصيغة الجمع وأحياناً الأمر توضح الأم قائمة الأعمال المطلوب إنجازها قبل أيام من حلول عيد الفطر، مهام يجدها الأبناء شاقة لا أهمية لها ولا ارتباط بالعيد وتراها الأمهات تمسكاً بعادات وموروثات مرتبطة بأجواء استقبال العيد بخلاف كونها عملية تنظيف لابد منها فى نهاية شهر رمضان بسبب الانشغال بالروتين اليومى للشهر وصعوبة إنجاز أى أعمال منزلية خلال النهار بسبب الصيام وتجهيز الإفطار أو حتى بعد المغرب نظراً لضيق الوقت ومروره بسرعة كبيرة وصولاً للسحور. الوصول إلى العشر الأواخر بمثابة جرس إنذار لتحديد موعد انطلاق المهمة الكبرى وفقاً لحسابات كل أم من أجل تنظيف كل ركن فى البيت بصورة جادة ومختلفة عن التنظيف الروتينى الذى يحدث فى أيام عادية، ليبدو الأمر وكأنه مقصوداً للتأكيد على اختلاف أجواء ومهام «تنضيفة العيد». «مش دى الترويقة اللى محدش هييجى يشوفها؟»، «هو إحنا مش هنشيل السيراميك والحيطان علشان ننضف تحتهم؟»، «هو إحنا بننضف الشقة عشان الناس اللى مش هتيجى تزورنا فى العيد مش كده؟».. هذه التساؤلات وغيرها يطرحها الأبناء بطريقة ساخرة فى محاولة لإقناع الأمهات بالتخلى عن الفكرة، تساؤلات لا يمل الأبناء من تكرارها أبداً قبل كل عيد حتى لو استمعوا إلى نفس الإجابات فى كل مرة. ورغم أن الأمر يبدو كصراع كبير فى بداية الاتفاق إلا أنه سرعان ما يتحول إلى حالة استنفار يشارك بها الجميع بهدف مساعدة الأم وسرعة إنجاز مهمة تنظيف البيت فى أقل عدد من الأيام، خاصة وأن بعض الأمهات تتمسك بفرش الشقة يوم الوقفة فيظل البيت بلا سجاد أو ستائر حتى الموعد المحدد، الأمر الذى يتسبب فى إثارة خلاف جديد يغلب عليه طابع السخرية حول سبب الإصرار على ترك الشقة بهذه الحالة حتى ليلة العيد، لتنتهى المناوشات بانتهاء المهمة السنوية بنجاح مصحوبة بدعوة الأمهات والأبناء ب"ربنا ما يقطعها عادة".