رغم أنه من المفترض أن يكون ضمن قائمة الأعمال اليومية التى يقوم بها كل شخص ويحرص على إنجازها والقيام بها قبل نهاية كل يوم، وذلك بوجود وِرد يومى من القرآن ولو صفحة واحدة يرتبط به المسلم ويربطه بكتاب الله ويستشعر معه إحساس التواصل والمناجاة لرب العالمين دون انقطاع. ربما يربطه البعض بشهر رمضان، بل ويدخل ضمن قائمة الأعمال الواجبة مع الصلاة والصيام ويلازمهما، وقد يكون للخصوصية التى يتمتع بها شهر الصيام دور كبير فى هذا الأمر، فيبدو وكأنه عادة دينية مقتصرة على «رمضان». وليس عيبًا أن يسعى كثيرون لقراءة القرآن والالتزام بختم أجزائه خلال أيام شهر رمضان، لعلها تكون بداية لارتباط وثيق وتواصل مستديم مع كتاب الله يستمر لما بعد رحيله. لذلك يبقى الحديث عن «ختمة» رمضان أمرًا مميزًا نسعى إليه جميعًا بل يتحول إلى سباق فى كل بيت بين الأب والأم والأبناء الذين يتنافسون فى القراءة سعيًا لختم الثلاثين جزءًا، سواء على مدار الثلاثين يومًا أو من يحاول ويسعى لختمه مرتين، أو من يبذل أقصى جهده ليتممها ثلاث مرات، كل عشرة أيام مرة، ومن هنا تشتد حدة المنافسة بين أهل البيت الواحد فى حب كتاب الله وتلاوته وتدبُّر معانيه. حتى من يقوم بالتجربة لأول مرة نظراً لسنه أو لصعوبة ومشقة القراءة عليه يسعى الوالدان لتأكيد أهمية ما يقوم به وجزاءه عند الله والأجر المضاعف الذى وعد الله به كل من كان القرآن عليه شاق، فى سبيل إتاحة الفرصة للجميع وتشجيع كل فرد من أفراد الأسرة على المشاركة فى هذا السباق الرمضانى المعهود الذى يكشف عن نتائجه يوميًا بسؤال يتردد بينهم: «وصلت للجزء الكام؟».