ظل حلم الثراء يراوده فيما يخشى أن يتقدم به العمر دون أن يحقق حلمه فى الحياة وظل السؤال الذى يؤرقه ليلا ونهارا كيف يتمكن من تحقيق الثروة ومن أين يأتى بها حتى ساقته الصدفة إلى أحد المشعوذين الذى أخبره بوجود كنز أثرى أسفل منزله الكائن بدائرة مركز أخميم. لم يطيل الرجل التفكير كثيرا وأحس بمجرد سماعه الكلام بأن الحظ سوف يبتسم له وأن هذا الكنز كفيل بحل كل مشاكله المادية والدخول به إلى عالم الثروة وحياة الرفاهية من أوسع أبوابها، خاصة أن قريته من المشهور عنها وجود العديد من الكنوز الأثرية أسفلها. وبالفعل شرع فى البحث عن كنزه واستعان ب 3 عمال وسائق لمساعدته ووعدهم بتوزيع الغنيمة فيما بينهم وواصلوا الحفر بكل عزم وجدية مواصلين الليل بالنهار وكلما زاد عمق الحفر يزداد إصرهم على البحث عن الكنز الأثرى بين طبقات الثرى وعندما لا يجدوا شيئا يواصلون الحفر بعمق أكبر يوما بعد يوم بحثا عنه حتى بلغ عمق الحفرة أكثر من 12 مترا فأصروا على مواصلة الحفر. ومع زيادة عمق الحفر زادت فرحتهم بالعثور على الكنز وان مهمتهم أوشكت على الانتهاء وأنهم سيعودن إلى أسرهم محملين بالأموال نتيجة العثور على الكنز الأثرى وفجأة انهارت أكوام التراب على رؤوسهم وهم داخل الحفرة ليلقى اثنان منهم مصرعهما داخل الحفرة. كان اللواء حسن محمود مدير أمن سوهاج تلقى بلاغا من مأمور مركز شرطة أخميم يفيد بسقوط بعض الأشخاص داخل حفرة بدائرة المركز أثناء قيامهم بالحفر والتنقيب عن الآثار. وبانتقال قوات الحماية المدنية بقيادة العميد حسام المصرى مدير الإدارة والمقدم إبراهيم صقر رئيس مباحث المركز بإشراف اللواء عبد الحميد أبو موسى مدير إدارة البحث لمكان البلاغ لفحص ملابسات الواقعة حيث تمكنت قوات الإنقاذ من انتشال جثتين ومصابين. وبالفحص تبين أنه أثناء قيام كل من «مصطفي» 49 سنة عامل ويقيم دائرة مركز جرجا و«يوسف» 40 سنة سائق و«عبده» 49 سنة عامل ويقيمان دائرة مركز أخميم و»حماده» 28 سنة مقيد بدائرة جرجا بالحفر والتنقيب بحثا عن الآثار بمنزل «عاطف» 52 سنة انهالت الرمال عليهم داخل حفرة دائرية بقطر 2 متر وعمق 12 مترا نتج الحادث مصرع الأول والثانى وإصابة الثالث والرابع. تم نقل الضحايا والمصابين للمستشفى وضبط مالك المنزل و سائق كان برفقتهم أثناء الحفر كما تم ضبط أدوات الحفر والتحفظ عليها وتعيين حراسة على مكان الحفر. وبمواجهة المتهمين اعترفوا بقيامهم بالحفر والتنقيب بحثا عن الآثار تم إخطار النيابة فصرحت بدفن الجثتين وكلفت إدارة البحث الجنائى بالتحرى عن الواقعة وتولت التحقيق.