ظل يحلم باليوم الذى يعثر فيه على الكنز الأثرى القابع أسفل منزله منذ آلاف السنين بمدينة أخميم بمحافظة سوهاج والذى طالما سمع عنه من أبيه وجده وهو صغير وكان يؤلمه أن يرى فى عيونهم نظرات الحسرة والحزن على عدم امتلاكهم القدرة المادية اللازمة للإنفاق على استخراج هذا الكنز الأثرى الذى سيبدل حالهم وينقلهم إلى عالم الأثرياء وأصحاب الممتلكات. كان هذا الحلم يكبر مع «ع» منذ صغره وكلما تقدمت به سنوات عمره بل يزداد يقينا وإيمانا بأنه سيصبح واقعا ملموسا فى يوم من الأيام ولم لا ومدينة أخميم الحالية مقامة على مدينة أخميم الأثرية فى عصر الفراعنة مما يجعل إمكان وجود كنز أثرى أسفل منزله أمرا مؤكدا لا يحتمل الشك خاصة أنه استعان بعدد من الدجالين العاملين فى مجال السحر والشعوذة وأكدوا وجود كنز أثرى أسفل منزله القديم. زاد إصرار «ع» على تنفيذ حلمه وحلم والده وجده والكشف عن كنزه الأثرى الذى سيحقق أحلامه فى الثراء ويبدل حاله من رجل فقير يعمل سائقا على إحدى السيارات إلى رجل غنى خاصة وأنه كرس حياته من أجل هذا اليوم وكان يدخر المال من أجل تحقيقه ويحرم نفسه من ملذات الدنيا ومتاعها حتى استطاع خلال سنوات عمره ادخار المال الكافى لاستخراج الكنز ورأى أن الوقت قد حان لاتخاذ خطوة إيجابية لا تحتمل التأجيل فيكفيه صبره لسنوات طويلة حتى تجاوز عمره ال 58 عاما ولم يتبق من عمره الكثير لكى يحقق حلمه ويتمتع بكنزه الذى أفنى عمره من أجله. أراد «ع» أن يكون بحثه عن الكنز فى طى الكتمان حتى لا ينتشر الخبر بين سكان المدينة ويتم الإبلاغ عنه ويتبدد حلمه فى العثور على الكنز الأثرى فقرر عدم الاستعانة بأحد من سكان مدينة أخميم وأحضر سبعة شباب من مركز العسيرات للقيام بأعمال الحفر والتنقيب وعلى الرغم من حرصه الشديد على الحفاظ على سرية الأمر إلا أن الأصوات الصادرة عن أعمال الحفر والتنقيب بددت السرية التى كان ينشدها صاحب الكنز خاصة وأنه يحفر على أعماق كبيرة تهدد سلامة المنازل المجاورة له مما جعل الخوف يتسلل إلى نفوس جيرانه الذين أسرعوا إلى إبلاغ مركز شرطة أخميم بالواقعة. كان اللواء حسن محمود مدير أمن سوهاج تلقى إخطارا من مأمور مركز شرطة أخميم يفيد بتلقيه بلاغا من الأهالى بقيام سائق بالبحث والتنقيب عن الآثار أسفل منزله بدائرة المركز. وتم تشكيل فريق بحث ضم الرائد إبراهيم صقر رئيس مباحث المركز بإشراف اللواء عبد الحميد أبو موسى مدير إدارة البحث لكشف وضبط المتهمين وتوصلت التحريات إلى صحة المعلومات وأن وراء ارتكاب عملية البحث والتنقيب «ع» 58 عاما، سائق مقيم بدائرة المركز حيث قامت مأمورية بمداهمة المنزل المتحرى عنه وتبين وجود حفرة دائرية الشكل بقطر2.5 متر وعمق 10 أمتار تقريباً وأن الحفرة تؤدى إلى ممر يوجد به جدارية عليها نقوش فرعونية. تم ضبط أدوات الحفر وضبط صاحب المنزل وكل من «م» 26 سنة عامل و«ر» 36 عاما، عامل و«ح» 27 عاما، عامل و«أ» 37 عاما، عامل و«ح» 24 عاما، عامل و«س» 17 عاما، عامل و«م» 18 عاما، عامل مقيمون بدائرة مركز العسيرات. وبمواجهتهم اعترفوا بقيامهم بالبحث والتنقيب عن الآثار فتم إحالتهم إلى النيابة العامة وطلبت تحريات المباحث لمعرفة نشاط المتهمين وانتداب مسئول عن هيئة الآثار لمعاينة المكان لبيان مدى أثريته من عدمه وتولت التحقيق.