هو تقليد فى المقام الأول سعياً لاكتساب صفات الكبار والقيام بأفعالهم، هكذا تبدأ رحلة الأطفال مع تجربة صيام شهر رمضان حيث يسعون إلى تقليد الآباء والأمهات وإثبات قدراتهم على الامتناع عن تناول الطعام والشراب لفترة طويلة. فرحة وسعى ورغبة فى حصد أكبر عدد من الساعات فى اليوم الأول لتأكيد قدراتهم أمام الوالدين وتثبيت فكرة الصيام وإعادة التجربة والمحاولة، ولكن لابد أن يكون هناك اتفاق أولاً على فترة الصيام، وهو ما يقوم به الآباء بصحبة الأبناء من خلال وضع أكثر من اختيار أمام الابن أو الابنة التى تستعد للصيام، إما بالإمساك بعد الفجر كالكبار والإفطار مع أذان العصر أو تناول وجبة جيدة عند الاستيقاظ قبل موعد أذان الظهر أو العصر حسب الاتفاق على أن يبدأ الصيام من بعدها ليكون إفطاره على المغرب مثل باقى أفراد الأسرة، الأمر الذى يمنحه شعوراً مضاعفاً بالفرحة لأنه كان ضمن قافلة الصائمين حتى حلول المغرب. وأياً كان الاتفاق فإن الهدف واحد والفرحة واحدة، فالصغار الذين يختبرون الصيام لأول مرة بدافع تقليد الكبار يتحول بهم الأمر بعد ذلك إلى أسئلة حول الصيام وأهدافه وفوائده ثم يتطور الأمر إلى قناعة ورغبة فى إتمام يوم كامل بالتدريج بدلاً من تقسيم اليوم رغبة منه فى الانتقال لفئة أكبر وأكثر قدرة على الصيام باحثاً عن الثواب والالتزام بالفرض، ليتمكن بعد ذلك من تخطِى فكرة المشقة والتعب وارتفاع درجة الحرارة أو أى مؤثرات أخرى كمواعيد إجراء الامتحانات أو تزامن الدراسة مع شهر الصيام فى سبيل تحقيق الهدف الذى يثبت له ولكل من حوله أنه لم يعد صغيراً.