رفض نشأته وسط أسرة إمكانياتها الاقتصادية محدودة إذ ترك دراسته التعليمية فى بدايات المرحلة الثانوية وسعى لكسب المال بكل السبل غير مهتم بما يفعل حيث تنقل «أحمد» ابن الأربع عشرة سنة بين العديد من الحرف بمحيط سكنه، ولكنه دائما كان يترك العمل سريعا دون تعلم الصنعة. عرف عن الشاب الصغير هوسه بالمال مما أوقعه فريسة سهلة للأشقياء والمسجلين خطر الذين جذبوه نحوهم وبدأ فى العمل معهم خاصة بعد اقتناعه بأن طريق المخدرات أسرع السبل لجنى المال فى وقت قصير وبعد فترة انغمس بين تجار السموم بمنطقته وتعرف سريعا على مصادر جلب وترويج السموم بمنطقتى شبين القناطر والخانكة وتواصل معهم ليتمكن من ترويج بضاعتهم المجرمة. دارت عجلة الزمن على مروج السموم وهو على دربه المعوج ولكنه قرر تكوين تجارة خاصة به وتواصل مع تجار المخدرات، وعقد بالفعل معهم العديد من الصفقات راجت معها أحواله حيث تخصص فى جلب وترويج مخدر الأستروكس، واستطاع بعد فترة تكوين بؤرة يتردد عليها المدمنون بالقرب من محيط سكنه بالخصوص وذاع صيته حتى تم رصده من رجال المباحث وسجل فى أرشيفه الجنائى عدة قضايا «مخدرات وسلاح». لم يتراجع تاجر السموم عقب ايداعه السجن فى قضية مخدرات؛ بل أصر على السير فى دربه لتعويض مافاته وبمرور الوقت أصبح مطلوبا فى العديد من القضايا ومطاردا من رجال الأمن؛ حيث كان يتنقل من مكان لآخر هربا من رجال الأمن حتى سقط فى قبضتهم عقب رصد تحركاته وعثر بحوزته على كمية كبيرة من مخدر الأستروكس كانت معدة للترويج. كان اللواء فخر الدين العربى مساعد وزير الداخلية لأمن القليوبية عقد اجتماعا مع اللواء حاتم الحداد مدير إدارة البحث الجنائى لمناقشة التقاريرالأمنية الواردة عن المسجلين خطر ووضع الخطط اللازمة لملاحقة التشكيلات العصابية وذيولها والبؤر التى يتم من خلالها ترويج السموم لشن الحملات عليها وتطهيرها. وتم تشكيل عدة فرق بحثية بقيادة العميد خالد المحمدى رئيس مباحث المديرية لجمع المعلومات عن المسجلين وإعداد الخطط الأمنية من خلال إعادة استجواب المتهمين المضبوطين لتحديد المتهمين الهاربين وضبطهم وزرع المصادر السرية لجمع المعلومات. وتبين من تحريات فريق البحث الذى تم تشكيله وجود بؤرة إجرامية يتزعمها عاطل اتخذ من منطقة الخصوص وكرا لترويج السموم على المدمنين وبتكثيف التحريات حول البؤرة تبين أن المتهم يدعى «أحمد.أ» 24 عاما، مقيم بدائرة قسم الخصوص حيث يتردد عليه المدمنون فى الساعات المتأخرة من الليل وبفحص السجل الجنائى للمتهم تبين أنه سبق اتهامه فى العديد من قضايا المخدرات والسلاح. وبعرض المعلومات على النيابة العامة تم تقنين الإجراءات واستصدار إذن ضبط وإحضار؛ حيث تم إعداد مأمورية وتم نشر العديد من الأكمنة الثابتة والمتحركة بالقرب من محل سكن المتهم والأماكن التى يتردد عليها لمنع هروبه أسفرت عن ضبطه فى أحدها وبتفتيشه عثر بحوزته كمية من مخدر الأستروكس تزن حوالى 400 جرام. وبمواجهة المتهم المضبوط اعترف بحيازته للمضبوطات بقصد الاتجار، وتم تحريز المضبوطات وتحرير المحضر اللازم، وإحالة الواقعة للنيابة التى أمرت بإرسال عينة من المضبوطات للمعمل الجنائى لبيان نوعية المادة المخدرة المضبوطة وتولت التحقيق.
