في شارع الجلاء بوسط القاهرة، توجهت "بوابة الأهرام" إلي مستشفي الجلاء للولادة أشهر مستشفيات مصر في هذا المجال، لنقف على نتيجة أول يوم إضراب للأطباء، حيث كان الدخول من باب المستشفي الخلفي. اقتربت من سيدتين كانتا تجلسان داخل سور المستشفي، وسألت إحداهما: أين أجد حجرة الكشف كي أتمكن من الدخول، والتجول داخل أروقتها، بشئ من الحرية ليس بصفتي الصحفية وإنما بصفتي مريضة. أخبرتنى إحداهما بأن الأطباء اليوم في إضراب ولا يوجد سوي أطباء يجرون عمليات ولادة فقط، وتم إغلاق قسم الاستقبال، فتوجهت إلي باب يقف عليه شاب في الثلاثين من عمره، ويبدو أن عمله أن يقوم بمنع المواطنين عن الدخول إلي حجرة الولادة مع ذويهم. ورغم قلة الزحام علي هذا الباب إلا أن الأمر لا يخلو من بعض المشاجرات والمشاحنات بينه وبين بعض النساء حول سؤال إحداهن عن الدخول لإحدي قريباتها بحجرة الكشف لأن ميعاد الولادة اليوم إلا إنه رفض بشدة فتنشب المشادات الكلامية بينهما. سألت الشاب من الذي يقوم بعمليات الولادة، فأخبرني أنه لا يوجد سوي مدير المستشفي والمدير الإداري وما تحت أيديهم من مساعدين فقط، فيما تغيب جميع الأطباء عن الحضور وأكد إنه إذا جاء أحدهما سيخبرني وذلك بصفتي مريضة أرغب في الكشف، وبعد أن بدا عليه الحزن، أعلن عن استنكاره لإضراب الأطباء قائلا: لو أعرف في الطب كنت كشفت أنا علي الناس والله، وبأسي شديد قال نحن الذين نتقاضي الملاليم لم نضرب وهم الذين يتقاضون حوالي ثلاثة وخمس آلاف جنيه لا يرضيهم وينظمون إضرابا؟!. ومن هنا بدأت تدور المناقشات بين سيدة في الخمسين من عمرها يبدو أنها من الصعيد و بدورها قالت إن فئة الأطباء لا يجب أن ينظموا إضراباً عن العمل لأن هناك أرواح ناس ومن الممكن أن يموتوا في أي وقت وتساءلت كيف يطالبون برفع الكادر في تلك الظروف الصعبة التي نمر بها؟، وتساءلت أخري لماذ تذكروا حقوقهم اليوم فهل يوجد فائض بالبلد لكي يطالبون برفع أجورهم المادية؟. وبعد أن تأكدنا أن قسم الاستقبال المجاني والاقتصادي لا يعملان، قررت التوجه إلي الباب الرئيسي في محاولة للدخول من خلال قطع تذكرة دخول واستشفيت من كلام شاب علي باب المستشفي، أن القسم المجاني أغلق وانتهت الزيارة به فأخبرته بأنني سأتوجهه إلي القسم الاقتصادي وتظاهرت بأني أجري اتصالات هاتفية لمعرفة رقم الحجرة والقسم الذي أبحث عنه لكي لا يشك في أمري، وطالبني بدفع خمسة جنيهات ثمن التذكرة واثنين جنيه حق الشاي وبالطبع دفعت، لكي أتمكن من الدخول فتوجهت إلي مبني تحت الإنشاء لم يكتمل، لكنه مجهز بشكل نظيف وجيد ولم أصعد بالأسانسير لاستكشف ما بأروقة هذا المبني وصعدت إلي الدور الأول الذي يخلو من الحجرات والأشخاص بينما الثاني به ممر وشخص يجلس في الطرقات يبدو أنه عامل من العمال بمجال الإنشاء، أما الدور الثالث فوجدت به بعض السيدات الجالسات علي سلالم الأدوار ويوجد به ممران واحد به حجرات مفتوحة فيها السيدات بعد إجراء عمليات الولادة وأسرهم، وبالخارج يجلس ممرض وممرضة وعلي الجانب الآخر يوجد حجرة عمليات الولادة لا يدخلها سوي أهالي الأطفال المولودين حديثا. حاولت الدخول إلي القسم المجاني لاستكشاف الأوضاع، فطالبت من إحدي عاملات النظافة أن تدلني على الحمام، فاصطحبتني إلى مبني يبدو أنه تم تجديده أخيرا لا يوجد به سوي بعض الموظفات والموظفين الذين يغلقون الحمام بمفتاح ولا يفتحونه لأحد. وأخيراً توجهت إلي باب الخروج وسألني الشاب الذي أخذ مني فلوس التذكرة هل وجدتي المريضة التي تبحثين عنها فأجبته لا، وأسرعت بالخروج قبل أن يكتشف أمري.